رسالة الى الباب الحالي

في أحد الايام قام أبي بإصطحابنا أنا وأخوتي وأمي لشراء باب جديد للبيت فمعظم أبوابنا السابقة كانت ضعيفة مترهله واسعة الحلوق وكان بها الكثير من الشقوق، مما جعل بيتنا في معظم الاوقات متسخ فكنا نختلف ونتعارك على أيٍ منا سيقوم بعملية التنظيف وفي نهاية كل معترك كان كل واحد منا يذهب الى غرفته ساحبا ورائه بابها... كانت حياتنا على هذا الشكل صعبة قاسية فلكلٍ غرفته التي يعيش بها وهي بمثابة بيته وعقله وفكره الذي لايخرج منه ... قررنا ذات يوم الخروج من غرفنا لتنظيف البيت معاً و جلب بابٍ جديد ،وقد كان هناك أبواب مختلفة الاشكال والتصميم ومنها ماهو فريد.. مختلفة الصبغة، كان أبي دائما مايقوم بالاختيار ولكن في تلك المره قرر أن نختار ...

بعد كثير من المناقشات وإبداء الاراء قرر أبي أن يفصل في تلك المسأله بأن نأخذ الباب الذي سيختاره الاغلبية منا....بالفعل تم الاختيار وأخذنا الباب ورجعنا الى الدار...حقيقةً ونحن ذاهبون ادراجنا الى البيت هل يغير هذا الباب حياتنا؟ هكذا تمنيت... هل يكون هذا الباب باب حياةٍ جديدة؟ يعطي لنا الراحة والهدوء وأوقاتا سعيدة....وضع ابي الباب على جانب الجدار.. منتظراً النجار ....ذهب كل واحد منا الى غرفته كالعادة...أما انا فلا أعلم لماذا وقفت أمام الباب في بلادة....جاء أبي والنجار وأخذا الباب من على الجدار... تم تركيبه بصعوبة بعد مدة من الحفر والدق والنشر بأعجوبة ....جلست في صالة البيت...نظرت له نظرة الواثق بلا ريب ..أحسست أنه ينظر اليّ بعينيه السحريه متسائلاً ماذا تريد ؟.....كنت أريد أن .... كنت أريد أن أقول...أرجوك تحمل كشط جلدك ....الضغط على مفاصلك ...  طعن المسامير في جسدك ... ... أريدك من رياح البرد أن تحمينا ....أن تصافح بقبضتك الزائرينَ.... أريد أن نخرج كلنا من غرفنا ونخلع ابوابنا ونعيش معاً كلنا خلفك في بيتنا.. مطمئنين.. أن تسحب من عظامنا صوت الانين...أريد أن أنظر للعالم من خلال عينك السحرية.... لا أريد أن أرى بيتنا الظلام فيه يسود.. وأخرج لأُضَيع مفتاحي ولا أعود .... أريدك أن تحمينا من التراب ولا تكون مثل باقي الابواب
وأنا على هذه الحال .. خرج أبي من الباب.. وأزال مِن عليهِ التراب..وكتب على ظهره بدماء من سقطوا لنختار الباب...سنعيش هنا آمنين بإذن رب الارباب.