ما هكذا تورد الإبل أيها الأمير
تابعناك كما تابعك الكثير من أبناء هذا الوطن العزيز والذين عاشوا غرباء مهمشين في بلادهم عاشوا حياتهم يضخوا الدم في عروق هذا الوطن لتكونوا ملوكا عليه... عاشوا ولم يرضوا بالدنية... لم يخونوا وطنهم أو يتآمروا عليه .. لم يراهنوا على عروبتهم يوما ولم يقصروا في استقبال أجدادكم ويقدموا لهم الضيافة العربية الأصيلة وحماية الدخيل والمستجير ويضحوا بأرواحهم حماية لهم ويقدموا سدة الحكم لهم عن طيب خاطر .
تابعناك ولم يحالفك الحظ كالعادة في حياتك كنت متوترا ولسان حالك يقول لو عادت بي الأيام لأجهضت عليكم ، وتسألنا أيها الأمير عن أبائنا ونقول لك نحن بني حميدة لسنا طارئين كباقي العشائر الأردنية الاصيله نقول لك بأننا وكما عرفتنا أصحاب الثورة الأولى عن ثرى هذا الوطن ونحن من شارك في هبة الكرك ومنا الشهداء الكثر كالشهيد علي اللوانسه وسويلم ابو ربيحه وجديع ابو قاعود ومنصور ابن طريف الأول وغيرهم الكثير، ومنا من استشهد على ثرى فلسطين، والتي بيعت بثمن بخس وأجدادنا هم من استضافوكم ودافعوا عنكم.
وتطل علينا أيها الأمير بعد غياب لتقول لنا أين كان آباءكم اهكذا نكافئ و (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان )؟! نذكرك إن الأمس غير اليوم وان لزاقيات الصاج المغطس بالسمن البلدي والمحلاة بالسكر والتي كنت تعشقها في مضارب بني حميدة وتتنكر لصانعيها اليوم لم تعد متوفرة وان كنا نتمسك بأعرافنا والتي ما طالما تمسكنا بها على مر العصور رغم مرارة الأيام والسنيين والتي أرضعتمونا إياها عبر سنين العمر من إقصاء وتهميش وتهديد ووعيد والتي مازلت تمارسها علينا حتى وأنت عن صناعة القرار بعيد لم يعد التنظير أيها الأمير يجدي ولم تعد دغدغة العواطف تفيد وأجدادنا قضوا بما لهم وما عليهم وان كنا أخذنا عليهم كما أخذت عليهم لأنهم لم يراعوا حسب أعرافنا أن للضيافة والمستجير وقت ُيسأل بعده عما يريد .
لم نكن ومعنا عشائر الأردن متخلفين طيلة هذه العقود كما ادعيت، ولم يكن الرخم الذي تحدثت عنه هو من أزاح الغبار عن أعيننا لكنها الأصالة وسلامة الصدر والنوايا وهي التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه لقد عشنا مرارة الأيام في بوادينا وأريافنا تعبت خيولنا حتى لم نعد نسمع لها صهيل وقد أجهدنا أنفسنا بحراستكم والسهر على راحتكم..... أيها الأمير المقال يا من تريد تنخيلنا ويا من تسألنا عن حماة عرشك (الآباء والأجداد) ويا من تتهمنا بقلة الوعي تارة وتضحك على ذقوننا تارة أخرى كما فعلت مع أجدادنا ويا من تتلاعب في الألفاظ ننصحك بالاعتذار للوطن ولأبنائه الأحرار ونبشرك بفجر قادم لا محالة وبان حياة العبودية قد ولت وان الأردنيون قد اتخذوا قرارهم بأنه لم يعد لحياة العبيد والمستضعفين عندهم مكان وأنهم لن يتوقفوا عند كلامك المحفوظ طويلا ولن يعيروه أي اهتمام ..لن يلتفتوا للوراء حتى يحاسب كل الفاسدين والعابثين والناهبين والمتآمرين وناهبو دفائن الرحمن في أرضهم بغير وجه حق والمعتدين على قوت أبناءهم وامتهان كرامتهم والطعن بآبائهم الكرام .
عاش الأردن حرا منيعا والمجد والخلود لآبائنا وأجدادنا العظماء
تجمع أبناء قبيلة بني حميدة
التعليقات (0)