رسالة النهر إلى أرملته الشابة . للشاعر / إبراهيم أبو عواد .
جوارحي متقاعدة . كُلُّ عضوٍ في جسدي زنزانتي ضريحي لا يقوم بأي وظيفة سوى التجسس عليَّ . أتناول مع جثتي عَشاءً على ضوء الشموع ، حتى الشموع أخذوها . غامضةٌ أنا كمشاعر ضابط مخابراتٍ متقاعد . لكني أرى جثثَ المغتصَبات في حُفر المجاري . حبلُ الغسيل هو حبلُ مشنقتي . تعرفني طيورُ البحر في بكاء الصحاري . وتوابيتُ الحساسين تغسل بلاطَ سوق النخاسة.
وطني كالبطيخة يتقاسمها قطاعُ الطرق وسماسرةُ الديمقراطية فأصير سائقةَ شاحنةٍ في منحدرات طحالي. أيتها البغايا المثقفات اللواتي يطالعن روايات فوكنر في وقت الاستراحة . والشبابُ يذهبون إلى الحرب ليظل القادةُ الفاتحون الأصنامُ الحاكِمةُ لصوصُ الوحدةِ الوطنيةِ يتغزَّلون بالجواري . وفي دمي أكواخ للرجال المتوحِّشين . وفي نزيفي ممالك النساء المتوحِّشات . كأن الخيانة أضاءت شموعَ السُّل في قلاع البكاء .
أضعتُ الحبَّ العنيفَ فصرتُ العنفَ بلا حُب . فشكراً للرِّجال الذين يلبسون نساءهم كالملابس الداخلية المهترئة . يا حفاري القبور المتخصصين في دفن الأباطرة، لستُ ابنَ القَيْصر . لكنَّ اليخوت الراسية في سان بطرسبرغ تُقلِّم جفوني ، فأظل أعمى في لمعان أظافر أسماك القِرش لأن الحب أعمى.تزلجتُ على رمال البحر المتوسط لكن البراكين تتوسَّط أمعائي.
كلُّ ما فِيَّ يبكي ، حتى جواربي البيضاء تصب دموعَها في علب البيرة الأجنبية . كلما قَتَلْتَني يا وطني أكثر أحببتُكَ أكثر . أيها الناسُ سامحوني لأن عمودي الفقري يمتطي خيولَ العارِ رغماً عن أنف الشاطئ. بلادي التي كانت جميلةً صارت مزرعةً للإقطاعيين وبناتِ الأباطرة .
كلُّ الأسماك الميتة تشاركني فرحة عيد احتضاري . الطريق إلى خنادق الكنيسة مرصوفة بقضاة محاكم التفتيش . كيف أمرُّ إلى انتحاري يا من تحمل الماجستير في رومانسية الضجر ، وتُعطي أصدقاءكَ هواتف البجعات المشرَّدة ؟! .
أعزف موسيقى رفات أزمنة العشبِ ، وأرقص مع نفسي على الخشبة الجارحة . في مساءات الجسد أشباحُ العشبة الطازجة ، فَعِشْ لكي تعرف موتَ السنديان في أجفان امرأةٍ تنظر إلى دموع زوجها . هناك ، في زاوية الكوخ ، والمدخنةُ ثلجُ الرعد جسدي المقطَّر كألعاب الأطفال . كأن ريقي زجاجاتُ عصير للصبايا المستعدات لاقتحام سوق النخاسة .
هذا الدم فراشتان . أيها الصاعدون إلى خطوات النسور الذبيحة على قمصان النوم الشفافة ، لمن جسدُ الإسفلت يمشي في رئة ذبابة ؟ . إنني مناديل الوداع في محطة القطارات. تركتُ ظلالَ الصقور قرب أجنحة الغابات، وطرتُ أعلى من صراصير حُجرة النسيان أعلى من الدم المعلَّب كالسردين المستورَد .
كلُّهم تركوني يا أُمِّي في صرخة الثقوب الجِلدية . وطبيبُ العيون يَنْصب في ذاكرة رموشي خِيامَ العَمى . يا جدار الآلام ، مُدَّ يَدَ المساعدة للنهر المشلول . زنازينَ البنفسج ، قولي ما اسم قاتلي ليرحل من أرق الصمغ في دماغي رجالُ الاستخبارات العسكرية . كأن رأسي حجر النرد واللاعب يُحتضر . سأقول للنزيف تفاصيلَ بطاقتي الشخصية ، فلا تتدخل يا اسمي في شؤوني الشخصية . للنهار بنكرياس العُروش . ومياهُ كبدي خمرٌ يخمش نخاعَ الشوكولاتة .
اقتليني يا زوجتي لكي تَرِثِي عرشَ انتحاري . يقتلونَ الشعبَ الأبكم ويمشون في جنازته المنتعشة . هذا احتضارُ خشب السفن المحطَّمة ، حيث لصوص الميناء هم حاشية الخليفة. وطنٌ يصير سلاسلَ ذهبية في أعناق قطيع غنمٍ ، حيث الإمبراطورة في المرحاض تفكِّر في لمعان بلاط صالة الرقص .
أيها السلاطين الذين قادوا المعاركَ الإستراتيجية في غرف النوم، ويحملون أوسمةَ أغشية البكارة للجواري المستحمَّات بكاميرات التلفاز الحكومي . لماذا الرصيف يركض إلى أحضان الشجرة ؟. إننا الوهمُ الأسطوري ، فاعبر دماءَ بنات الطوفان لِيُرَكِّزَ الفُرْس في نكاح المتعة . فارسٌ يغرق في كوب اليانسون ، فلتمتْ أظافرُه مثل حكومة دم الحيض . أفترش الخناجرَ وأحتضن وقودَ سياراتِ المرسيدس . أيها الوسواسُ القَهْري ، يا قاتلي المأجور ، خُذْ أثاثَ الدار ، واتركْ لي جمجمةَ أبي .
احتراقاتُ الظلال فينا كي نرى فَكُوني مساءً للياسمين ، حيث بيروت ترمي أبناءها في البحر ، وتسأل بحيرةُ فكتوريا عن مصيرهم . أين أنتَ ذاهبٌ يا حزني ؟ ، فالطرقات سيوفٌ على خاصرة الليلك . جيوشُ العتمة المعسكِرة في بُلعومي وردةٌ تَذوي . فالخشب سفينة أطيافي . يا أنا ، كن أنتَ . أنثى تُباع لمن يدفع أكثر على قارعة الجنون ، فلا تقلقْ من أشكال نزيف الشعوب الغاطسة في موت الأزمنة، فالوطن كله يباع على عربات الفواكه . هكذا يستخدم ممثلو هوليود المواصلاتِ العامة ليرفعوا معنوياتِ بناتِ الشوارع الخلفية كما تذهب الملكاتُ إلى دورات المياه العامة. تاريخي مُعَدَّلٌ وراثياً . لم أعد أثق بكريات دمي ، فصرتُ ألعب كرة القدم في حارات دماغي . وضعتُ عقاربَ الساعة في حديقة الحيوانات . ومن أعماق القُمامة لا بد أن يُولَد عِطرٌ غامض .
إمبراطورٌ شجاعٌ يسرق الشعبَ في وضح النهار، ويضع أرصدته في سويسرا في وضح النهار ، ويضاجع عشيقاته في وضح النهار حتى في فترة الحيض . فقدتُ ثقتي في جواربي فشنقتُ حذائي بلا محاكمة . أنا سعيدة أنني لم أتسبب بقدوم أطفال إلى هذا الكوكب المتخلف . لم أصاحب اليونانياتِ في الإسكندرية لأن النيل كان يمص دمي الحجري كإشارات المرور في المجزرة . حُبِّي خطأ إستراتيجي ، لكن بلادي خطأ إستراتيجي. الحلمُ مصلوبٌ لكنه يظل أعلى. لم أقطف تفاحَ المجرات ولم أخطب امرأةً من زوجها .
هذي بلادي التي تحترم حقوقَ المرأة : (( شعبٌ يصير فئران تجارب . الحل أن تهرب من الحل. تراخيصُ للبغايا المتبدئات ذوات الخبرة المحدودة . جثثُ الفقيرات ملتصقة بأظافر الآلهة المخلوعين . يصيرُ ضريحي موقفَ سياراتٍ للأرستقراطيات . نسوةٌ مسحوقاتٌ خلف الستائر المعدنية وأبراجِ الرماد . راياتُ أمريكا السائرةِ على خطى ثمود . طفلةٌ ترضع من رفاتِ التماسيح الوطنية . أنثى عمياء يقضم تنورتها حُفرُ المجاري وشوارعُ النفايات النووية )) .
عروشٌ من الجماجم النيئة . وأجسادُ البشر تصير نعالاً لرجال البوليس السياسي . هل يقدر الشاطئُ أن يحتفظ بالعلكة في فمه أثناء سَيْره إلى المجزرة ؟ . هل تقدر المرأةُ أن تمارس الجنسَ مع جثة زوجها البحَّار ؟ . أخشى أن الأميرات لا يعرفنَ فنونَ الطبخ عندما يعملنَ في مطبخ بيتنا خادماتٍ . لستُ متزوجة لكن حياتي الزوجية مستقرة كصخرة في قيعان جناح ذبابة . أظل عاريةً رغم أني أَسْجِنُ دودةَ القَز في صدى مقصلتي الحريرية . ذهبت الزوجاتُ الخائنات فجاءت العاهرات المحترِفات . الجثثُ الاصطناعية في الشوارع النحاسية ، وجرذانُ الدماغ ترقص لأن خَفَرَ السواحل تزوَّجوا راقصاتِ الباليه .
قطارٌ يحمل جثامينَ الفراشاتِ فتصير أُذني مكبَّاً للنفايات النووية . هكذا يمرُّ احتضارُ أسماك القِرش على جدائل بناتِ روما . تقول لي إن ماريا شارابوفا تضع صليباً جديداً على صليبها الجديد، فأقول إن أنَّا كارنينا رسمت الصليبَ على صدرها المهشَّم، وأسلمتْ نفسها لسكة الحديد . لم يعد الصليب سوى انتحار الفاتنات . كأن شَعْري أخاديد من نخاع مضيق جبل طارق إلى بنات أصفهان وهنَّ يصرخنَ في سراديب نكاح المتعة .
أيها الناسُ ، إنني أنتحر في قلب موتِ الخيول البرية . ارحميني يا نقابة المومسات ، ارحميني يا أقسام الحوامل خارج نطاق الزَّوجية في المدارس الثانوية . ارحميني أيتها الحكومةُ المصابة بعمى الألوان التي تمتص دماءَ الشعوب المسحوقة في حلبات مصارعة الثيران . كلُّ احتضاراتِ الإناث هي عيوني . ماذا فعلتُ بحقِّكَ يا كلب الجيران ؟ . إنك تأكل اللحم أكثر من هذا الشعب المتسول في بلاط لصوص البلاد .
يا كنائس محاكم التفتيش ، لماذا تأخذين لمعانَ عيون البَط زجاجاً لغرفة الاعتراف ؟! . لم أكن مع جون لينون وهو يتعاطى المخدَّرات . لكن بابلو إسكوبار يشمُّ جواربَه في طريقه إلى وحل الحكومات السارقة . أيتها الحكومة التي تأمر الشبابَ أن يتعاطوا الكوكايين من أجل زيادة الدخل القومي لبنات القياصرة ، ماذا سأفعل في بلاط كسرى ؟ . هل أُقدِّم نصائح جنسية مجانية للمُقْبِلين على نكاح المتعة ؟ . هذا الموتُ مَوْتي إلا أن جماجمَ عائلة الموج رؤوسُ مانعاتِ الصواعق على أجراس كنائس القرون الوسطى .
ضفدعٌ مشنوقٌ في علبة سردين . يُخيَّل إلي أني أعيش في الملهى الليلي ، مع أن وطني ضريحٌ وليس ملهى ليلياً . عشقتُ تفاحةً تصير برتقالةً تصبح غابةً من الفضة لا يلمسها أمراءُ الحرب . إن ممرضتي تُنقِّي دمي من المبيدات الحشرية وتحقنني بالسيانيد . الهزيمةُ تسير في التيه كصاحب خمارةٍ في أقسام الدوائر الحكومية يطلب تصريحاً لبيت دعارة . أنا متأكدة أن رابعة العدوية لم تحلم بالملكة فكتوريا أثناء طريقها إلى صلاة العِشاء . أقضي في غرفة التعذيب آخر شهرِ عسلٍ لي رغم أني لا أملك عُمراً لأعيشه .
اتَّهَموا مشاعري بالإرهاب العاطفي ، لذلك جَفَّفوا منابعَ تمويل قلبي الممزَّق . أنا رومانسيةٌ وأعيش في قبر كليوبترا . سنبلةٌ زُفَّت في مأتمها . أُعلِّق براويزَ آبائي المقتولين على عربات قطار الضائعين . وأسمحُ للزبد أن يُعَلِّقَني على الوهم . ضائعةٌ في أدغال الكريستال المر . أخاف أن أَصِلَ إلى بيتي . أحبُّ المشي وأكرهُ الوصولَ . وفوق تلك التلة الفضية أبني ملحمةَ ضجري . متى أيتها الجارية سَتُحَدِّقين في عيون سيدتكِ ؟ .
سماسرةُ معاهدات السلام . نزيفُ الأمواج يدقُّ معدةَ روما الأمَة . ورُوما صقيعُ احتضاراتِ أدغال العمود الفقري. يأخذون مصفاةَ كبدي لتقطير الويسكي في عيد الملكاتِ الفاشلات . هكذا صارت عدساتي اللاصقة سائلَ تنظيف ليخوت القياصرة الراسية في معدتي . أُسابِقُ قضبانَ زنزانتي إليكَ يا عِشقي القاتل . جبهتي المقتولة في غموض أناشيد القمح . كُنْ مجزرةً بطَعْم النَّعنع لأتذكر الفِيَلةَ النائمة على مدخنة كوخي في أرياف الإبادة .
أغرق في المشي بين أشجار الجثامين غير الطاهرة ، وأخاف أن تصل شراييني إلى البئر . حَفْلُ زِفاف بنات آوى في كنيسة لِلْبِيض ترفض الزنوجَ . أجراسُ الأحد شهادةُ وفاة الحلم. صرتُ أشكُّ في حروف اسمي ، في لون طلاء أظافري ، في ألمنيوم الشبابيك ، في زخرفة السجاجيد المنتشرة كخشبات المذبح .
عندما تتحولُ أنثى المكان المنطفئ من رِجْل طاولةٍ في بيت والدها إلى قطعة أثاث في بيت زوجها ، أفقد سيطرتي على القطط الضالة ، وأصير أنا القطة الضالة في ممالك حفر المجاري المفتوحة من شريان مدريد إلى شريان شنغهاي . هكذا تصير أجسادُ الإوز على بلاط متحف اللوفر علكةً مُهيِّجة جِنْسياً. كأن رَجلاً يبصق على زوجته لكنه يحبُّها كدمية ملوَّنة في جَيْب سُترته أمام عدسات المصوِّرين .
يا أيها الجسدُ النحيلُ الموزَّع على صابون مراحيض الفنادق ، صار حبلُ مشنقتي أوتارَ البيانو، حيث يغدو الجسدُ الأنثوي الغض قيثارةً للغرباء يعزف عليها الظربان . راحلون عندما يتزوج إسفلتُ الموانئ راياتِ الضوء القرمزي . في دفاتر الجرح يصعد قلبُ بنفسجةٍ كأمسيات الذكريات القاتلة. في وجهي ممالك الشطآن المحروقة قلادةً على الصدر المكسور .
والليلُ صباحُ الخير في ذاكرة القش . لم يكن لخريفِ شراييني ضوءُ الحطب . اركضي إلي أيتها المدخنة فأنتظر قدوم اسمي . أتوا كأبجدية المروحيات على شوارع أجساد الفقيرات . كُنْ مشيئةَ النزيف لأدرك حدودَ حليب الزبرجد . في خدودي انسحابُ الخرائط الناعمة في الوجوه الخشنة .
أُمَّاه تبكين على عنوسة الفضة . فلا تقلقي من غياب الفلفل الحار في مطبخ الفيضان . فالظل ظلالُ ما ليس له ظِل . إنني أرى ما لا يراه الضبابُ البنفسجي في عروق زيتونة تُشنَق صقراً . أنساك أيها القتلُ الشهي كالدستور المنقوع في حُنجرة الشجرة الوحيدة ولا أنسى بكاءَ أُمِّي حينما وَأَدَني أبي في بئر الكهرمان . لماذا دماءُ إشارات المرور برتقالِيٌّ يا سيدة المذابح المتكررة كالأظافر الصناعية ؟ .
النيازكُ سنبلةُ النار . فلتحترقْ برلين بسعال بناتها . أتذكر عَرَقي خارج استحمام البحيرات بالشوكولاتة الأجنبية . إن حقلي احتضار صيَّادي دموع المراهِقات . أدركتُ خيولَ الأسمنت المسلَّح فصرتُ حصاناً خشبياً يا قلقي المستبد . أعزفُ على حبال الغسيل سمفونيةَ صابون جنود الإبادة . فاعترفْ في غرفة التحقيق برسائل الموج يا نهراً يَدخل في عَظمي ولا يَخرج . فابدأْ نَقِيَّاً يا رفاتي المكهرَب كالأسلاك الشائكة . فتاةٌ يهودية أصغرُ من خَاتِم القُرصان وأكبرُ من أكذوبة الهولوكوست .
أيها الشاطئُ المتقاعد ، اقْضِ شهرَ العسل في قميص السيول، وفَتِّشْ في المرأة عن كل الأشجار سوى الجنس . يجيئون والليلكُ اسمُ أدغال النحيبِ. كالوطن النائم على جناح تمساحٍ يطير شَوْكاً. كونوا مطراً يقضم فقراتِ ظهر الحزن لأتحرر من خصلات جفوني . لا عمودي الفقري شاحناتُ نقل الأفيون ولا رموشي إسطبلٌ لغرف الفنادق . لم تأتِ ظلالي لكي أنسى ملامح حفار قبري . وأنا قبري يوم يتكاثر اللوزُ كالمسدَّسات المائية في عيد انفصال وجهي عن دولة جراحاتي . مَن أنا لتزورني الحمَّى وهي خجولة ؟! .
كأن شهوات النباتات السامة فيلٌ يخبط في اكتئابِ مفتاح قفصي الصدري . كنتُ الظلَّ فالطرقاتُ شجرُ المنسيِّين . يُسَمِّيني حصاني الخشبي خشباً لطاولات أكواخ المشرَّدين . والموجُ محكمة القضاة المرتشِين. كُنْ زجاجةَ ماء الاعتذار ولا تَعتذرْ عن ولادة الغابات في شرايين السفينة . وأنا سفينةُ الشَّفق السابحة في النهر الجريح .
يا خَوْخُ ، إن تأخرتُ عن حفل زفاف أشباح البرقوق فلا تُقدِّم الاعتذارَ للجلاد . اتْرُكْني كما أنا قطةً تأكل عشاءَها حكوماتُ الدَّم المعتَّق ، حيث الشموعُ تصير نسيانَ الصخور العارية . وأنا عاريةٌ من أدغال الأظافر لكني الجريحةُ والفصلُ الأخير في قصة الجرح . وما وجودي في دماء الطوفان إلا فيضاناتٌ للذاكرة المتواطئة مع رجال الأمن . الرحيلُ إلى أعلام القبائل المتقاتلة على احتكار جنون الرصيف . يا قلباً يصير نحلةً يؤخذ عسلها ثم تُسحَق تحت أحذية رجال البحرية . ما رقمُ بطاقة موانئ احتضاري ؟ . ما اسمُ الزُّقاق الضارب في رمال كوكب السعال ؟ .
شكلُ زنزانة قصب السُّكَّر . أتوا كالخيول التي تجرُّ جثامينَ العصافير الواثقة من ألوان سجاجيد مكتبة النار . إنني أمواج الحبيسة . لكي أرى وجهي خلعتُ وجهي . فالقططُ التي تطير فوق مانعة الصواعق موجةٌ حمراء تغطس في ضفائر المدن الحزينة .
إنني أشرعةُ السَّجينة تتزوَّج ظلالَ قبور الكستناء . يفرشُ الليلُ ذكرياتِه على فضلات الطعام بين أسنان التماسيح . النزيفُ مِكواةُ البراعم اليابسة كخدود الحاكِم . يا خِرِّيجي جامعة هذياني ، بين أصابعي يتكلس ملحُ دموع زوجات البحَّارة . لكنَّ الكرسي المتحرك لجارنا طائرةٌ ورقية تقضمها نيرانُ الضَّجر .
قُرْبَ هلوسة دموع المستحيل صالةُ باليه للمتسوِّلات المهاجرات من إشارات المرور إلى مسرح العرائس . سنواتُ ضياعي مستودعات تخزين انكسار النساء في المرافئ القديمة . أين ذهب مكياج ابنة الحزن يا أُمِّي التي لم أرها منذ تزوَّج أبي شريعةَ وأد البنات ؟. قال الشارعُ الخلفي إن فلسفة الخيانة الزوجية في الكتب المحروقة بخيانة يهوذا الإسخريوطي هي الصدى .
يا تلالاً يتواطئ معها كل أحزان الصيادين العاطلين عن العمل . في أسماء حصير الألم تصعد بنادقُ العوسج في شظايا حضور الطوفان النقي . وجسدي تجسيدُ أعمدة الرخام في كراج السيارات . إنني أَزُورُ ذاكرةَ المحيطاتِ ، وأقدامي منقوعةٌ في أشلاء المهاجرين غير الشرعيين. وأنا لاشرعيةُ الاكتئاب خارج مقرات الدوائر الحكومية . السياجُ المحيط بالتفاح المقتول قرب الملهى الليلي الذي تزوره أحذيةٌ ثقيلة عندما يذوب الوحلُ في زجاجات الكنياك المستوردة ، وتصير حُفرُ المجاري راياتٍ لقبيلة الشوارع البائسة. أنا أنوثة النساء المصلوبات على إشارات المرور، لكن الناس لا يمرُّون . يضحك عليَّ العويلُ ، لأني أواصل تسلق الجبال مع يقيني بأني سأسقط .
سنبلةُ الجسد المقطَّع دهشةُ الموتى أثناء رحيل موتهم إلى الشموع . لستُ دموعَ العُقبان . اجرحني في ذاكرة المطر ، وكن حول قسمات وجه النار فراشةً حكومية عمياء . هندسةُ الألم ذاكرة جنون أزقة مجلس قيادة ثورة اللصوص على اللصوص . من ضوء النزيف يولد دمعُ البنادق . يا من تُحتَضَر هضاباً ، وتَختصر شوكَ النحيب في الحليب . صراخاً كان غيابُ الموج في خنصري ، وأنا من يرى أشكال السيارات المارة على الأجساد الغضة ، حيث تضع السيول أطفالها في مدرسة النشيد الوطني للمرتزقة .
إن كان جسدي مخازنَ أسلحة ، فاسمي عُقَابٌ يعتنق أبجديةَ الانطفاء الرسمي . شعوبٌ من البلاستيك . امتحانات الصدى . والرياضياتُ فيزياء صرخة الإناث . تعلمتُ أحزان أرصفة الكواكب المجاورة . كل الضفادع تتسلق حنجرتي في موسم البيات الشتوي ، لكن أيامي خناجر تلعب على رقبتي الشطرنج. وألقي التحيةَ على السجان وهو يشرب قهوة الصباح في ظلمات المجزرة . بلادي القاتلة المقتولة ، لا مكانٌ لزمان الضحكة المذبوحة في حدائق رعشتي، ولا زمانٌ لمكان الجنس في عروق البغايا الخجولات كالزوجة الخائنة المتقاعدة . هذا الوطنُ سيفٌ وغِمْدُه بلعومي .
انتشلْني من كومة شظايا المد . لا تكن مكتبئاً في مكتب الذبحة الصدرية ، فالقادة الفاتحون قادمون لإنقاذكَ بعد مضاجعة عشيقاتهم . يتخذون جمجمتي كرةَ قدمٍ ، وثيابَ أدغال الصخب ملعباً للعسس النائمين في بلادٍ تبصق على فراشات الفجر وتقدِّس ذبابَ عصير الضياع . تُصَفِّيني الأشجارُ جسدياً وأظل أحبها ، فهل سيحمل جثماني النخاسون المدجَّجون بالدستور الوطني الذي كتبه المرتزقة ؟! . هل رأيتَ ضريح الملكة فكتوريا مصبوغاً بفئران المكياج ؟ .
ابحثي عن نخَّاسٍ يشتريكِ بأموال أبيه ، وترثين ضفادعَ حُلقومه بعد موت الذباب في جفونه . كيف أُقْنع حبلَ غسيل جارتنا بالعودة إلى الحياة السياسية ؟ . الانتماء إلى وطنٍ ميت أقماراً راقصٍ على حبل جماجم برية. مملكة القلوب المكسورة. نباتاتُ الفراق. وذكرياتي خناجر مسمومة. حزينةٌ جواربي لأن قطط الحي تعاني من مشاكل عاطفية. نساء مثقفاتٌ لا يقرأن غير شهواتهن ويضعن فضلاتِ الطعام على صفحات الوَفَيات .
يا أيتها النسور الزجاجية التي تقضمُ حواجبي ، وتتجول على بلاط عمودي الفقري ، هل تملكين جواز سَفر حينما تذهبين إلى احتضار البجع المعدني ؟ . يقضون شهرَ العسل في غرف التحقيق. وشَعْرُ الزوجاتِ المقتولات في أعراس النخاسة يصير مكنسةً للوهم على أعتاب الهذيان . احفظ رقمَ سيارة حفار قبري ، وامنح للحمَام الزاجل خرائط أجداث عائلتي . لصوصٌ يرضعون النفطَ من أثداء زوجاتهم الدمى . إمبراطورةٌ تبصق على وصيفاتها ، ووصيفاتها يبصقن على حراس القصر ، وحراس القصر يبصقون على الشعب ، والحزنُ يبصق على الإمبراطورة . غابات رئتي هي اليانسون المعلَّب . بطيخةٌ تتقاسمها الخناجر المسمومة كالشوارع الخلفية في مسرحية تزوير الانتخابات. كل جسدٍ للدود البري شهوة الصقيع تحت أقدام المتزلجات الجديدات كقوانين الطوارئ .
أدخل في مدخنة الشطآن صافيةً كالدخان المثلج ، وساخنةً كدموع الصقر النازلة على جدائل بنات هامبورغ الذاهبات إلى الوأد واثقاتٍ من النِّصال. لا داعي أن أُطْلق قلمَ الرصاص على مسدسي فأقتل ظلماتِ رموشي ، لأن كلَّ يومٍ موتٌ في بلادي . طفلٌ يمشي تحت أشجار الأرق، ويُذوِّب جثةَ أُمِّه في كوب حليبٍ ملوَّث بالذكريات الصاعقة. سأطلب الطلاقَ من البحر المتوسط. بحيرةٌ مُطَلَّقة تَصْعد من حُفر المجاري ، فتسحق جدائلها عرباتُ نقل الجنود .
النشيد الوطني للسناجب أرملةٌ تبيع فقراتِ ظَهرها لتطعم أطفالها . لم أتبادل النكات مع كهنة المعبد الغريق . ولم أتبادل مع ضباط المخابرات سبلَ تعزيز الوحدة الوطنية . ولم أتنزه برفقة ماريا كيري في أسمنت أضرحة عشيقات القيصر . دفنتُ في صحراء نيفادا حلمَ اليمام الذي لا يعود ، وانتظرتُ استلام راتبي آخر الشهر برفقة الملكة فكتوريا في طابور سبايا الرومان الطامحاتٍ إلى نخَّاس يُقدِّر بياضَ اللحم المستهلَك . ها أنا ذا، أكتب يوميات أجنحة النار في الأرض الدمار ، فأشعر أن الملكة كاترين تمسح الصحونَ في مطبخ بيتي في خيام المجزرة . إن ما يحرق إوزةَ دمي الغارق في اليورانيوم هو أن البغايا يمتلكن جوازات سفر دبلوماسية ، وأنا مجردة من جنسيتي. يتبرع لي الحوتُ الأزرق ببعض المال . أقتات على مصائب البجع .
http://ibrahimabuawwad.blogspot.com/
التعليقات (0)