رسالة المطر
بعد أن كان المطر رسول رحمة وبشارة خير تحول لنذير شؤم وسوط عذاب يضرب ظهر الفساد دون أن يتألم جسد الفاسد، مشاريعنا مصابة بداء مزمن وعضال فلا يكاد يمر موسم مطري دون كوارث تحل بالمدن والمنشأت التي أكلت من خزينة الدولة حتى التخمة، ذلك المرض لم تستطع الجهات الرقابية اكتشافه أو على الأقل اكتشاف جيناته، فهيئة مكافحة الفساد وديوان المراقبة العامة وهيئة الرقابة والتحقيق ومجالس المناطق والمحافظات ومجلس الشورى جميعها مؤسسات عجزت عن مكافحة ذلك المرض رغم إدعائها المتكرر بمحاربته والحد من أثاره المدمرة، المطر جندي الرقابة المجهول والفساد كابوس أزعج المجتمع وحول فرحته بالمطر لحزن لا يزول الا بانتهاء الموسم المطري، في المجتمعات البدائية كل شيء مباح ومن المباحات الإيمان بالخرافة والعمل بها، ونحن كمجتمع بدائي بأمر الفساد يجب أن نتجه إلى الخرافة لعلها تنقذنا من الفساد وتقضي على يرقاته الصغيرة وخيوطه الكثيرة، يجب على المؤسسات الرقابية التعاقد مع السحرة والرقاة والمشعوذيين والدفع بهم إلى الشارع لعل وعسى أن يجدوا حلا لمرض حول الوطن لبحيرة صغيرة شتاء وجعل منه وطنا يفتقد لأشياء ويتمنى أشياء غائبة!
من سخرية القدر أن تتحول قطرات محدودة لنذير يستنفر الطاقات ويعطل المدارس ويقلب الأرض رأسا على عقب والحمد لله على أن ذلك النذير مجرد قطرات لا أكثر فلو كان أكثر لتحولنا لدرس تاريخي في النهايات المؤلمة والحزينة .
@Riyadzahriny
التعليقات (1)
1 - الرياض
فيصل .... - 2016-11-29 06:27:47
كلام سليم . ولكن ملحوظتي . ﻻ يجوز ولو لمجرد توضيحك لشئ معين ان تطلب المعاونه من السحره والمشعوذين كفانا الله شرهم .. وشكرا