علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com
كاتب وصحفي عراقي
عرضت قناة الجزيرة مساء يوم السبت 15-11-2008 فلماً وثائقيا عنوانه (هل تستمر الرسالة) تناول سيرة المخرج العالمي مصطفى العقاد الذي شاء الله ان تنتهي حياته على يد ارذل خلق الله في فندق اردني قبل سنتين ليعطي اشارة واضحة الى طبيعة النهج الاجرامي الذي يقف بالضد من رسالة الاسلام العظيمة.
الذي اثار الاستغراب في اثناء السرد هو بعض التفاصيل ومنها ان فلم (الرسالة) مولته الكويت والمغرب وليبيا وانه صور لمدة ستة اشهر كمرحلة اولى في المغرب وقد احتجت السعودية على تصويره لانه- بزعمها- يسيء للاسلام!
مع انه لم يعرض بعد!
وعندما استمر التصوير بدعم من الملك الحسن الثاني هددت السعودية ملك المغرب اذا لم يوقف التصوير فانهم لن يحضروا مؤتمر القمة الاسلامية!!
واضطر فريق العمل الى الانتقال الى ليبيا مع لوازم العمل من ديكورات واثاث وملابس.
وحين انتهى التصوير ومراحل مونتاج الفلم استطاع العقاد ان يؤجر ثلاثة الاف قاعة في امريكا لتعرض الفلم وفوجئ في يوم العرض بأنباء عن مهاجمة افارقة متشددين لثلاث قاعات من قاعات العرض في امريكا وتظاهرات صاخبة من جاليات مسلمة تطالب بايقاف الفلم!
وقد عد العقاد هذا الهجوم وتلك التظاهرات بمثابة دعاية مجانية للفلم.
وحين تكلم الفلم الوثائقي عن ظروف انتاج فلم (عمر المختار) قال ان المخرج تعمد التركيز على كون المختار معلما لان هذه الصفة تحببه الى الجمهور الغربي وان المخرج هو الوحيد الذي قال للموسيقار العالمي (موريس جار) توقف لانه لم تعجبه موسيقاه التصويرية وقد كلفه اعادة الموسيقى مبلغ خمسين الف جنيه استرليني لان العقاد لا يقبل الا ان يكون العمل متقنا لئلا يفقد ثقة المشاهد.
ومن مشاريع العقاد الذي لم يجد لها تمويلا عمل ضخم عن (صلاح الدين الايوبي) و(الاندلس)..
حقا انها حياة حافلة برسالة واضحة من عقل مفكر نير سبق عصره وكان يمكن للعقاد ان يكتفي بالنجاح الذي حققه في هوليود بوصفه نجح في افلام الاكشن لكن هذه هي صفة الملتزمين الرساليين ان تكون لديهم مشاريع كبرى هدفها الارتقاء بالانسان.
لكن المفارقة الكبرى ان يصبح اعداء فلم الرسالة من اكبر ممولي القنوات الفضائية الاستهلاكية السوقية خاصة قنوات الاغاني والرقص حتى مطلع اليوم التالي وعجبت وانا اجلس في دكان الحلاق منتظرا دوري ان يظهر في قناة روتانا فلم سعودي يدعى (كيف الحال) فيه عرض لمشكلات شباب وشابات سعوديات بما يشبه عرض الدراما المصرية الغرائزية فقلت: سبحان مغير الاحوال.. اللهم اني اسألك حسن العاقبة!!
التعليقات (0)