مواضيع اليوم

رسالة الحسيني الرمضانية : رمضان شهر الأمة، اغتنموه بتقوية أواصر الوحدة والألفة وبإصلاح النفس وتهذيبها بهدى القرآن

رسالة الحسيني الرمضانية : رمضان شهر الأمة، اغتنموه بتقوية أواصر الوحدة والألفة وبإصلاح النفس وتهذيبها بهدى القرآن

مع حلول شهر رمضان المبارك هنأ السيد الدكتور محمّد عليّ الحُسينيّ الأمة الإسلامية بقدوم هذا الشهر الفضيل، مستهلا هذه المناسبة بتقديم رسالته السنوية من خلال التذكير بفضائل هذا الشهر الفضيل الذي جعله الله فرصة لعباده لمحاسبة النفس وتهذيبها.
أيّها الأحبة الكرام لقد دعينا جميعا في هذا الشهر المبارك إلى ضيافة الله سبحانه وتعالى الذي كرمنا برحمته إذ جعلنا من أهل كرامته في هذه الأيام المباركة، فأكثروا من ذكر الله وسبحوه آناء الليل وأطراف النهار واستغفروه يغفر لكم ذنوبكم فهو وعدكم بالمغفرة في هذا الشهر.
هو الشهر الذي جعل الله النوم فيه عبادة يستقوي بها العبد لأداء الفرائض من صلاة وقيام وصيام، وليس نوم الكسل والخمول، فلا تتكاسلوا، وأكثروا من الدعاء لأن أبواب السماء مفتحة، واسألوا الله الجنة لأن أبوابها مفتوحة، وتعوذوا من جهنم لأن أبوابها مغلقة ومن الشياطين فإن أياديها مغلولة.
رمضان أيّها الإخوة هوالشهر الذي أنزل فيه القرآن هدى للنّاس وبينات من الهدى والفرقان فمن تلا فيه آية من القرآن فكأنما ختم القرآن في باقي الشهور، فتأملوا في آيات الذكر الحكيم واهتدوا بهديه، وفيه ليلة مباركة هي خير من ألف شهر، ليلة القدر تتنزل فيها الملائكة والروح فيها، جعلها الله سلاما حتى مطلع الفجرفأحيوها بصالح العبادات. 
هذا هو الشهر الفضيل الذي تتضاعف فيه الحسنات ويربو فيه الأجر والثواب فمن وصل رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن حسن فيه خلقه كان له جواز على الصراط.
أحبتي لا شك أن في فرض صيام هذا الشهر له فوائد جمة من خلال تهذيب النفس بتعويدها على الصبر وترك الشهوات والشعور بما يعانيه الفقراء والمحتاجون الذين لا يجدون شيئا يأكلونه خاصة في هذه الظروف التي كثر فيها الفقراء من اللاجئين وغيرهم، كما أن للصيام فوائد جسدية ذكرها الرسول الأكرم "ص" الذي أكد أن بالصوم تصح الأبدان بقوله" صوموا تصحوا"، وقد أثبت الطب أن الصيام يعالج الكثير من مشكلات المعدة ويريح الكبد.
أيّها الأحبة إن هذا الشهر فرصة لجمع هذه الأمة وتوحيد كلمتها وتنقية النفوس من الشوائب ودرن الانقسامات والاختلافات، فاستغلوا هذا الشهر بالتراحم والألفة وتمتين أواصر الأخوة بتطهير القلوب، فقد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها. 
نصيحتنا لأنفسنا ولإخواننا أن لا نفوت فضل هذا الشهر ولنجتهد في صيامه وقيامه والإقبال على الطاعات وتجنب المعاصي، وكف اللسان عن قول السوء، وحفظ البطن و الفرج عن المحرمات، ولا تسرفوا وتبذروا في الأكل، لأن الإسراف صفة الشياطين فلا تتشبهوا بهم، لنكن من الذين صاموه حق صيامه فيحق علينا قول الرسول الأكرم"ص" : "للمؤمن فرحتان : فرحه عند إفطاره وفرحه عند لقاء ربه"، فطوبى للصائمين القائمين المتعبدين.
أيها المسلمون، يحلّ علينا هذا العام شهر رمضان المبارك وأمتنا الإسلامية تواجه أخطر التحديات، ولعلّ أبرزها وأخطرها، ما يحاك لنا من مشاريع فتنة مذهبية تقسم صفوفنا وتبدد جمعنا، وذلك خدمة للأعداء الذين يريدون الهيمنة على قرارنا، والاستيلاء على أرضنا، والتحكم بمصائرنا .
إنّ أولى واجباتنا في هذا الشهر الكريم أن نكون على مستوى عظمة ديننا الاسلام الحنيف الذي أمرنا بالوحدة، وهدانا إلى سبل الحفاظ على منعتنا وقوتنا وكلها تمرّ عبر نبذ التفرقة والارتفاع عن الصغائر إصلاح ذات البين فس المجتمع و بين الدول العربية والاسلامية ، ورصّ الصفوف في الداخل وعلى الحدود ومنع أي تدخل أجنبي من تهديد استقرارنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمّد عليّ الحُسينيّ
بيروت 
2017



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات