رسالة إلى جون جينغ...
بقلم/ حسام الدجني
نشكر لكم جهودكم في خدمة اللاجئ الفلسطيني، ولكن لنا عتاب عليكم، أسطّره نيابة عن آلاف الأسر المشردة، والتي اكتوت وما زالت تكتوي من برد الشتاء القارس، وموجة الصقيع والرمال والغبار، والتي على ما يبدو أنها استقرت في صدور من ليس له مسكن، أو ممن يعيش بدون نوافذ، ويكتفي بوضع بعض من أكياس النايلون لتحمي صغاره من برد الشتاء القارس، ولكن سيدي جون، يبدو أن سرعة الرياح والتي تجاوزت الــ 90 كم في الساعة، لا يمكن لمادة النايلون مهما قويت، أن تقي من البرد أو من عواصف الرمال..
سيدي العزيز، لقد قيمتم الأضرار الناجمة عن حرب غزة الأخيرة من خلال طواقمكم المنتشرة في مناطق قطاع غزة، وأعطيتم الموافقة بالبدء باعادة الاعمار، وقامت عشرات الأسر وعلى نفقتها الخاصة، بالبدء بعملية الاعمار، وانتهت منها، ولم يصرف لها مستحقاتها المقررة، وهي الآن غارقة في الديون، وربما غداً تكون غارقة في السجون، فمسئولية من سيدي جون...؟
نعلم أن الأحمال على كاهلكم كبيرة، وأن الموازنات شحيحة، ولكن ما ذنب تلك الطفل الرضيع الذي قضى ليلة أمس، والغبار يأخذ بصره، والهواء البارد المحمل بكل الأمراض يستقر في رئتيه...
إن ملف اعمار المنازل المدمرة من الاحتلال يجب أن يكون على رأس أولويات الأنروا، وينبغي يا سيدي العزيز جون جينغ، أن تعطي قراراتك وصيحاتك وتصريحاتك لكل من يهمه الأمر، بالعمل على رعاية وحماية اللاجئين الفلسطينين، فمن لهم غير الله وغير المؤسسات الدولية التي من واجبها القانوني والانساني والسياسي والأخلاقي رعاية وحماية اللاجئ الفلسطيني...
ربما تكون تلك الكلمات قاسية، ولكن قسوة البرد أشد وأقسى، فاعذرني سيدي العزيز جون كوني أكتب لك هذه الكلمات وأنا أحد هؤلاء الضحايا، فكلماتي نابعة من حجم معاناتي والتي أتمنى أن تقبلها، وأدعوك لأن تقضي ليلة في منزلي المتواضع لترى عن قرب كم هي المعاناة، ومثلي آلاف الأسر الغزية....
Hossam555@hotmail.com
التعليقات (0)