ملاحظة :
أرجو ألا يساء الفهم .
ما حدثَ كان إجراماً وإرهاباً ..
ولكن هل أسامة بن لادن هو من قام بهذا العمل ؟!!
______________________
الشيخ أسامةُ بن لادن ..
لم يتعرّض إنسانٌ في هذا الزمان من السباب والشتائم واللعنات كما تعرّض لها هذا الرجل .
بل إنّ مقدار الإهانة التي تعرّض لها من أبناء وطنه أضعاف الإهانات العالمية كلها ..!
,
ما الذي فعله بحقِّ الجحيم ؛ ليكون شيطاناً بهذه الضخامة ؟!!!
,
إنّ المشكلةَ الأولى لابن لادن هي الصدق والإخلاص والتفاني .
,
من هو ابن لادن ؟!!
إنه سعودي أكثر مما تتصورون !
سعودي أصيل ومخلص وصادق أكثر من كلِّ المهرجين الذين يصطفّون أمامَ حضرات الجلالة : الملك , الله , الإعلام .
,
لماذا ؟!!
لأنّه وبجسارةٍ نادرة استطاع أن يتخلّص من مرض نفسي ( عربي ) عتيد !
وأعني به مرضَ ( ازدواج الشخصية ) .. وهذا المرضُ يحصلُ للإنسانِ الذي يجبره القدرُ على النفاق ( اللا شعوري ) .
,
كم نؤمن ونحن كفّار .. ونكفرُ ونحن مؤمنون !!
,
ابن لادن .. إما أن يكون كافراً , وإما أن يكون مؤمناً مخلصاً في إيمانه وصادقاً مع ربّه ونفسه وضميره .
والأخير هو ظني به ..
,,
يصحو الطفلُ في سنيّ عمره الأولى وهو يُحقنُ بمبادئ وتعاليم وأخلاقٍ , لينشأ في شبابه وريعانه على احتقارها ودوسها بقدميه .. رغم أنه يعلنُ عن حبها ويعربُ عن الفخار بها !
,
ابن لادن سعودي ضدّ الأخلاق السعودية ..!
ضدّ النفاق !
ضدّ أن تقولوا ما لا تفعلون , وتفعلوا ما لا تقولون !
,
قلةٌ هم السعوديون الذين رفعوا أفواههم ضدّ الجنون والازدواج والنفاق والرعونة والحمق في مجتمع كبير يمجّدُ هذه الأخلاق .. مجتمع يعيش في توتّرٍ أبديّ .. في خصامٍ مع نفسه , مع دينه , مع شرفه , مع نسائه , مع بهائمه , مع أصدقائه , مع قيمه ..
,
مرّروا - أيها السادةُ - أبصاركم على قوائم الأوامر والنواهي ..
وانظروا أين ذهبتِ الأخلاقُ والقيم ؟!!
كم سعودي يستطيع أن ينصاعَ للأمر الأخلاقي ؟!!
بالتأكيد هم قلة .. قلة من الشذاذ والإلهيين ..
إنّ الإنسانَ السعوديَّ غيرُ ملومٍ على تجاهلِ هذه الأوامرِ الأخلاقيةِ .. لأنّ هذه الأخلاقياتِ أكثرُ شيءٍ في هذا الوجودِ يمارسُ عليهِ ضغطاً كونيًّا هائلاً ..
إنّها أكثر احتقاراً للإنسانِ السعوديّ من الشيطانِ نفسه , الذي يبدو رحيماً وحنوناً , وهو ينظرُ إلينا بعينِ الشفقة !
,,
يسألني أحد الأصدقاء :
لماذا أخلاق السعوديين سيئة رغم أنهم اكثر المخلوقات تديناً ومحافظة ؟!
قلتُ :
إن الأخلاق التي يحملها الدينُ السائد لهم ليست أخلاقهم !
إنها أخلاق غريبة عنهم .. أخلاق بشر عاشوا في زمان سحيق , كان لهم درسهم التاريخي الخاص !
,
إنّ السعوديين جميعاً يؤمنون بتحريم الموسيقى ...
رغم أن السعوديين جميعاً يسمعون الموسيقى ..!!
يا للهول !
أيّ ازدواج مريض هذا ؟!
,
إن المعلمين والأخلاقيين ورجال الدين أسوأ بشر يمكن أن يتصورهم الإنسان الصادق .. هكذا كان الشيخ أسامة بن لادن .. وهكذا كان الشيخ عبدالله القصيمي وغيرهما ..!
الثاني خرجَ من الكهف الكبير ليدخل في صراخ عارم .. والأول لازال يجاهدُ من أجلِ ترميم النفق قبل أن يسقط على رؤوس ساكنيه !
,
إنّ الأوامرَ الأخلاقية لم تكن تنظر في يوم من الأيام إلى ( واقع ) الإنسان البشري المملوء بالرغبات والشهوات والغرائز والطبائع الإنسانية .. إنها كانت تنظر إلى الأنبياء والمتصوفة الإلهيين والزهاد الشذاذ ..
,
هي أخلاق أفلاطونية ..
لقد انصاع ابن لادن إلى هذه الأخلاق الأفلاطونية , وأراد أن يكون صادقاً مع نفسه وربه و( سيرة ) نبيه ..
أراد أن يكون مخلصاً لكل حرفٍ تعلّمه في المدرسة والمنزل والتلفاز والجامعة والجامع .. مع كتب ابن عبدالوهاب وابن تيمية وسيرة ابن هشام وتاريخ الطبري والذهبي والفضي والنحاسي ...!
لقد طبّق الدين والأوامر الأخلاقية بصدقٍ يندر وجوده .
,
أما الشيوخ الذين يصطفون مرتعبين أمام حضرات الجلالة .. فإنّهم كاذبون ومنافقون ودجالون !
لماذا تشتم - أيها الشيخ العتيد - أسامةَ بن لادن ؟!!
لماذا ( تتبرأ ) منه الآن ؟!!
ألم يكن ابناً باراً بالله وبالدين وبالتعاليم ؟!!
ألم تعرفْ أيها المسخ المشوّه أنّك تسبّ وتشتم وتتبرأ من أخلاقك وأوامرك وفتاواك وكتبك ودينك وسيرة نبيك وتاريخ أمتك , حينما تسبّ وتشتم وتتبرأ من ابنك البار أسامة بن لادن ...؟!!
,,
إنّ ما فعله ابن لادن قد فعله ( تاريخه ) أضعاف أضعاف .. وفعله نبيه أضعاف أضعاف .. وفعله أصحاب نبيه أضعاف أضعاف .. وفعله المجاهدون الصادقون أضعاف أضعاف ..!
فلماذا أيها المسخُ المزدوج المنافق تتبرأ من ( ابنك ) وتاريخك ودينك ..؟!!
إن أسامة بن لادن لم يكن ( يخجل ) في يومٍ من الأيام من التصريح بمعتقده ( الحقيقي ) ؟!
لم يكن يخجل من تنفيذ أوامر الله والتاريخ والنبي .
لم يخف من ( أمريكا ) .. بل واجهها بشجاعة وجرأة عظيمتين .
أما أنت .. فقد غرزتَ رأسكَ في الترابِ كالنعامة الجبانة ..!
...
أريد أن أهمسَ في أذنِ كل مسخ ومنافق :
إن أسامة بن لادن أصدق مما تتصور .
إنه أكثر إخلاصاً لدينه ونبيه منك .
إنه أكثر شجاعة وتسامحاً وانفتاحاً منك .
إنه أكثر إنسانية منك .
إنه أبرأ إلى الله من كل ذنبٍ وجرمٍ منك .
إنه أنقى وأتقى وأحبّ إلى الله منك .
ألم يصْدُق في ( قوله ) و ( فعله ) ..؟!!
أما أنت فقد أخذت تثرثر وتكرر القول دون فائدة ..
إن أسامة بن لادن يقرأ لكي يغيّرَ العالم .. وأنت تتكلم لكي تكسب المال والجاه ولكي تنافق ثمّ تتقيأ عاهاتك وتفاهاتك في بلاط حضرات الجلالة ..
,
إذا كان سلفادور دالي هو السريالي الوحيد .. الذي رسمَ البراز إلى جانب الوردة .. فإن ابن لادن هو المسلم الحقيقي الذي فعلَ ما قال الله وقال الرسول .
إنّ ما قاله الله والرسول موجود في ( بطون ) الكتب التي يقرأها كلّ سعودي ..
ولكنّ السعوديين الذين ( أخرجوا ) ما في ( البطون ) من الظلمات إلى النور والنار كانوا قلةً ..
,,
هذه قصيدة كتبتها قبل مدة في أسامة بن لادن .. أصور فيها حالته وعزلته وتهافت المنافقين عليه .. وتنكّرهم له !
وأمجّدُ فيها صدقَه وإخلاصَه وشجاعتَه ونزاهته .
وحيدا مله المنفى يناجي الليل والخوفا
يصارع نزوة الاقدار والأعداء والنسفا
يئن لكل خافقة فصار أنينه عزفا
وغنى الفجر منتشيا فينزف قلبه نزفا
ينافح عن مبادئه بسيف يقطع السيفا
دعته كرامةُ الماضي فوجّه نحوها زحفا
وودَّعَ قصره الزاهي وجاء ليسكن الكهفا
أبيٌّ محرقٌ دمه فكيف نلومه كيفا ؟!!
تلفع بالردى بطلاً فصار لحتفه حتفا
أسامة يا صدى الماضي وبأساً يمقتُ الضعفا
تخلّى عنك قومك .. فابتغِ بدلا تجد ألفا
رأيتك في السما نجماً يرفّ بنوره رفا
أنرْ بجبينك الأيامَ ... وارفعْ في السما أنفا
فأنت مسافرٌ أبداً على بحر بلا مرفا
وحيداً لا أنيس له ومن منفى الى منفى
...
كم أحبّ الصادقين ولو كانوا مجرمين !
وأكره الكاذبين ولو كانوا مسالمين !!
-----------------------
من منتدى محاور
التعليقات (0)