إلى الشعب الليبي البطل .. وهو يواجه أعتى وأبغض ديكتاتورية ماعرفت البشرية لها مثيل. إلى المجاهدين الابطال أحفاد عمر المختار وهم يُقصفون بالمدافع والمروحيات في أبشع مجازر ترتكب بحق المواطنين العُزل. لا تهنوا ولا تحزنوا وحدوا صفوفكم وأعيدوا الُلحمة بين قبائلكم وواصلوا كفاحكم ونضالكم بالليل والنهار ولا تيأسوا فإن ثورتكم المطهرة بدماء الشهداء قد آن بزوغ فجرها وسطوع شمسها ، وستنتصرون بإذن الله ، فدماء الشهداء التى سالت ذكية ستنبت الارض بكل قطرة منها الف مجاهد وشهيد . ولئن كان من سنن الله في الكون أستدامة الصراع بين الخير الشر، والعدل والظلم، والقلم والسيف، إلى أن يرث الله الارض ومن عليها فلنا ولكم في الأولين الخيريين المُبتلين أسوة حسنة فنبي الله نوح عليه السلام آذاه قومه ألف عام إلا خمسين في سبيل دعوته فصبر وواصل نشر دعوته ليل نهار حتى انجاه الله وأهلك عدوه . وخليل الله إبراهيم عليه السلام يُلقى في النار فتكون عليه برداً وسلاماً وينصره الله ويجعل دينه مُخلداً في الأرض ويهلك عدوه النمرود . وموسى عليه السلام يتربص به فرعون ويحيك ضده المؤمرات والدسائس ويطارده ويقتل أبناء شعبه فَيَّمُنَ الله عليه بنصره ويهلك فرعون وجنوده . ونبي الله عيسى وكلمته يُحارب ويُؤذى في سمعته ونفسه وشرف أمه فيرفعه الله إليه ويخزي أعداؤه . محمد بن عبد الله رسولنا وقائدنا يُنكل به وبأتباعه ويتهم في شرف زوجته ويُحصر في الشُعبِ فيجوع ويفتقر وتُسال دماؤه ، فيظهر الله دينه ويرفع ذكره ويكبت عدوه . عمر بن الخطاب يضرج بدمائه وهو ساجد لله فيصطفيه شهيداً بعد حياة ملؤها الجهاد والبذل والزهد وإقامة العدل بين العباد . وعلي بن أبي طالب يغتال غيلة وغدراً بعد مواقف عظيمة كتبت بماء الذهب ومقامات جليلة ، صدق ووفاء. والحسين بن علي يحتز رأسه بسيف العدوان ،وسعيد بن جبير العالم التقي الورع يضربه الحجاج بسيف الظلم، والامام احمد بن حنبل يجلد ويحبس فيصبح له من الاتباع والمريدين ما يجعله امام اهل السنة . هذا سبيل الاولين رضى الله عنهم (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين) من المجاهدين والصابرين الواثقين بنصر الله وبصدق وعده (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) هؤلاء هم رسلنا وانبيائنا وأئِمتنا لم ينصاعوا إلا للحق ولم ينكسروا في يوم من الايام لطاغية ولو كان الموت مصيرهم . فسيروا يا أبناء ليبيا الشرفاء في دورب الكفاح والنضال حتى يكتب الله لكم النصر فما بين غمضة عين وانتباها يغير الله من حال إلى حال .
فلو لا اشتعال النار فيما جاورت ... ما كان يعرف طيب عرف العود
وإذا أشتملت على اليأس القلوب ... وضاق بما به الصدر الرحيبُ
وأوطنت المكاره واطمأنت ... وأرست في أماكنها الخطوبُ
أتاك على قنوط منك غوثٌ ... يَمِنُ به اللطيفُ المجيبُ
اللهم انصر شعب ليبيا على الطاغوت نيرون ليبيا
التعليقات (0)