بعد هذه الضجة الإعلامية التي تنضوي تحت راية التشهير والقدف والنبش في أعراض الناس التي تقودها هذه الأيام مصلحة الإعلام التي أسسها محمد ياسين المنصوري مدير المخابرات العسكرية المعروفة بٱختصار (دجيد) أواخر العقد المنصرم، والتي أراد لها أن تنهج المسار الذي يمكن من خلاله التأثير بصفة مباشرة على الرأي العام الوطني والدولي.. والسلاح الفتاك والأنجع للِنيل من خصوم النظام وتشويه صورتهم بأبشع وسائل التشهير التي يمكن أن تُلحق ضررا بالغا أوساط المناضلين الشرفاء الذين لا يذخرون جهدا ولا يطأون موطأ إلا دافعوا عن بلادهم وشعبهم... ومن بين الأشخاص الذي لحقهم شر هذا الجهاز وهم معروفون على رؤوس الأشهاد وحتى شخصي لم يسلم من هذا التصرف الأرعن الذي لا يمت إلى أدبيات البلدان الديمقراطية بصلة، وأغتنمها فرصة في هذا المقال لأعرب عن إستنكاري المطلق لما طالني من تشهير وتشويه صورتي في الإعلام المأجور وربما تكون أول وآخر مرة أرد فيها على مثل هذه الأعمال الصبيانية بل سألجأ إلى قصر القضاء الذي يُعتبر الرادِع الأول لهؤلاء الجرذان القذرة المتخفية وراء الحواسيب وعبر تقنيات الشبكة العنكبوتية والفوطو شوب واليوتوب..؟ وليكن في علم هذه الجرذان أن هذه الأعمال أي التشهير والسب والقذف يُعاقب عليها بمقتضيات القوانين الجنائية الدولية.. أرجوا أن تكون رسالتي وصلت
إذا كنا اليوم يُشار إلينا نحن المناضلين والرافضين لذل شعبنا بأصابع الإتهام والخيانة..؟ إن كنا كذلك فالخيانة العظمى سبقنا لها السلاطين العلويون عبد العزيز وأخوه عبد الحفيظ سنة إثنى عشر تسعمائة وألف عهد الحماية.. بعدما أغرقوا المغرب في الديون ثم سلموه إلى الأعداء المتربصة بمغربنا إلى اليوم فرنسا وغريمتها إسبانيا، ثم من الذي جاء بالإستفتاء في قضية الصحراء..؟ أوليس الحسن الثاني بعد سته عشرة عاما من حرب الضروس ضد إنفصاليي البوليساريو والتي أوشكة أن تكون مثل حرب البسوس..؟ كانت على المدى البعيد ستحسم لصالح المغرب لولى الغباء السياسي المغربي وقتها.. ليكون الحسن الثاني قد إرتكب خطأ إستراتيجيا فاذحا سجل على إثره البوليساريو إنتصارا ديبلوماسيا سيكون له لاحقا صدى كبير على المستوى الدولي..؟ زد على ذلك علم من أعلام الخيانة الوطنية محمد السادس الذي يستقبل بالورود والتمر والحليب سفاكي الدماء وقتلة إخواننا المغاربة ويمنحهم عفوا شاملا ويُوشح صدورهم بأوسمة إستحقاقية غابة عن المناضلين الشرفاء..؟ مناصب سامية إكراميات سُلط تُمنح لهؤلاء الشرذمة من الخونة كان آخرهم أحمادو السويلم الذي عين سفيرا للمغرب بمدريد.. إعتراف ملكي محظ وتشريف ما بعده تشريف لقاتلي المغاربة... اليوم بالتحديد يشهد التاريخ من الخائن المناضلين الشرفاء أم العلويين عبدة المصالح..؟
بصفتي ضابط في الجيش المغربي، وإيمانا مني بنزاهة ضباط هذه المؤسسة المستعمرة من طرف جنيرالات القصر.. وإيقانا أن هناك من الضباط الرافدين لهذا الوضع الذي آل إليه الجيش المغربي... أوجه ندائي إلى كل جندي أو ضابط الضف أو ضابط له الغيرة على وطنه وشعبه، وبإسم القسم الذي لُقِنا إياه لكم مايلي
أيها الضباط، وضباط الصف، والجنود
أوجه إليكم هذا النداء، حبا مني ووفاء مني لمؤسسة أمضيت في صفوفها خيرة سنوات شبابي، وخشية مني على ما يمكن أن يوجه ليها من تهم بإعتبارها الحامي الأول في البلاد ومن يرجع إليه الأمر إذا ما حصل لا قدر الله إنزلاقات من أفرادها أثناء الإحتجاجات والمظاهرات الشعبية الحالية، وأن تقع فيما لا يحمد عقباه وسقوط ضحايا أبرياء كالذي حصل في يناير سنة أربعة وتمانون تسعمائة وألف أحداث تطوان والناظور إخ.. لأن الشعب لن يغفره لكم، والتاريخ لن ينساه لكم
أيها الضباط، وضباط الصف والجنود
خياركم الوحيد والأوحد هو وقوفكم إلا جانب الشعوب لأن المؤسسات العسكرية بكل مكوناتها في خدمة الشعوب ليس الأنظمة.. ولكم خير دليل في الجيشين المصري التونسي لما إستجابوا لأرادة شعوبهم وفهموا أن الأنظمة زائلة والشعوب هي لبِنة الدول.. وهناك أكثر من سبب في نظري لتبني هذا الخيار
أولا : ما تعرض له الجيش المغربي من تهميش وتضييق بعد محاولتي الإنقلاب الفاشلتين التي راح الجيش المغربي بسببها ضحية أطماع جنيرالاته..؟ حيث تم إقصاء الجيش وإعطاء كل الصلاحيات لجهاز الدرك، هذه الصلاحيات التي تُعد في أعين جهابذة الشأن العسكري أكبر من حجمه، فقط ليكون هذا الأخير العين التي لا تنام، والأذن التي ترصد القيل والقال داخل المؤسسة العسكرية لدى النظام الحاكم
ثانيا : نفي ما لايقل عن سبعين في المائة من مجموع الجيش في منطقة الجنوب إنتقاما منهم، في ظروف قاسية جدا.. ليكون بهذه الطريقة ضرب النظام عصفورين بحجر أ- يكون القصر في مأمن من خطر الإنقلابات، ب- يضع الجيش في مواجهة البوليساريو
ثالثا : ما تعرضت له القوات المسلحة على العموم والمتواجدة في المنطقة الجنوبية على الخصوص، من ظلم وحيف، ونكران للجميل من طرف النظام القائم، حتى الأسرى الذين وقعوا في أيدي البوليساريو لم يكن معترف بهم، الذين أطلق سراحهم ثم إستقبالهم ببرودة وعوملوا معاملة الأعداء بدل الأبطال وتعويضهم عن سنين الأسر والتعذيب والتنكيل في سبيل الوطن
رابعا : ما تعرضت له المؤسسة من نهب من طرف ضباط القيادة، وأقصد هنا الضباط السامون في كل من القيادة العامة بالرباط والقيادة العامة بمنطقة الجنوب بأكادير، وقادة الوحدات الذين كانوا ومازالوا يمتصون دماء عناصر الجيش حتى يملؤوا حساباتهم في البنوك.. بدون أن ننسى الجزية المخصصة لضباط القيادة العليا التي تصلهم كل شهر من طرف ضباط الوحدات.. وكأنهم المافيا الصقلية
خامسا : يا رفاق السلاح عليكم ألا تنسوا أن المسؤول الأول والأخير عن هذه التجاوزات والحيف الذي يتعرض له أفراد المؤسسة العسكرية هو الملك بإعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو على علم بكل صغيرة وكبيرة مما يجري داخل الجيش، كما تصله عبر الأجهزة المختصة كل التقارير المفصلة عن المؤسسة، فسكوته ورضاه على مثل هذه التجاوزات أن تكون موجودة في حد ذاته جريمة نكراء في حق الجيش والشعب
بناء على كل هذه المعطيات التي أسردتها، أدعوا كل أفراد الجيش المغربي ضباطا وجنودا التفكير والتمعن والتبصر في المسؤولية الملقاة على أعاقكم والمنوطة بكم، كما أناشد رفاقي في السلاح أن لا ينصاعوا إلى الأوامر بطريقة عمياء لأن الله كرم بني آدم بالعقل فمن الخزي والعار أن لا يُستحضر العقل في هكذا قضايا مصيرية التي من الممكن أن تدخل البلد في دوامة حرب بين الشعب والجيش بسبب تعنت النظام بعدم إستجابته لمطالب الشعب وإرادته.. إياكم ثم إياكم التغرير بكم وإقحامكم في مخططات قذرة بإعطاء أوامر بإستعمال العنف أو الرصاص ضد المتظاهرين العزل.. مهمتنا حفظ النظام ومنشآت الدولة التي هي ملك الشعب وعدا ذلك فهو إرادة الشعب ثم الشعب ثم الشعب.. وإشهد أنه بخطابي هذا لأرجوا لا جاها، أو تملقا، أو شهرة وإنما الخير لبلادي وشعبي
التعليقات (0)