..و تستمر الأسئلة في التناسل، لتثير التشاؤم و التفاؤل في نفس الآن، أسئلة بقدر ما هي كثيرة و متنوعة، بالقدر الذي تغيب فيه ملامح الأجوبة الكافية و الشافية:أجوبة نريد منها أن تكون الحل الوحيد و الأوحد لأزمة تفاقمت، تعقدت، و تطورت للأسوأ.
لماذا و كيف؟ متى و أين؟كم و هل ؟..هي جزء بسيط من أسئلة يقابلها في الضفة الأخرى تسويف، ممل للزمان و المكان، تسويف منبوذ من الجميع و مكروه بين الجميع، تسويف يحمل إمضاء أناس احترفوا فن النصب، النهب، الاحتقار و الاحتكار..
و الحالة هاته ألا يحق لنا نحن أبناء هذا الشعب المغلوب على أمره، و المغبون في حاله، أن نشم رائحة التغيير، بعد أن أزكمت رائحة الفساد، وسط البلاد و العباد..
أمَا آن عليهم الإلتفاث، و لو مرة واحدة في حياتهم لوضعيتنا مشاركتهم مشاكلنا، أم نمارس حقنا المشروع في المطالبة بالإنصاف، فلنبدأ الحكاية من البداية و لنحتكم لذاكرة التاريخ و عدالة القضاء، للفصل بيننا، و لتكن لكم الجرأة الكافية لتقديم أجوبة شافية، أم تخافون من العقاب الشديد، أم من حبل المشنقة، أم من زنازين السجون، فليكن لديكم الاقتناع التام بالنفس للخروج من المحاكمة و المحاسبة بأخف الضرر و أقل الخسائر.
من جهتنا نعاهدكم بضمير صافي، فارغ من الحقد الدفين، بأن نكون لكم حلقة وصل لا فصل، عكس ما فعلتموه معنا على مدى عقود و عقود، و لا زلتم للأسف البليغ تسيرون على نفس النهج و بسرعة أكبر من المرة السابقة لإشباع البطون بطعام الآخرين، و ملأ الجيوب بمال أصحابها.
فكم تحتاجون، إذن من الوقت لترتيب أوراق توبتكم النصوح؟ و كم من الأقلام المأجورة تكفيكم لتلميع صورتكم؟
و كم تتطلب حمايتكم من الفيدورات الخاصة، المفتولة العضلات و المدفوعة الثمن مسبقا، للاحتماء بواسطتها من عضة بعوضة، من نهي، من كلام مجاز معطل، فلن تستطيعون العيش بكل حرية:فهي خبز و شاي الفقراء.
وحدها الأيام التي بيننا، كفيلة بإعادة الأوضاع لسكتها الصحيحة، أما انتم فليل كآبتكم آت لا ريب، و نهار عذابكم وشيك، فأعدوا العدة بما استطعتم من الجهد و الجاه لمواجهة كيفية الانتقال الديمقراطي "هذه هي الديمقراطية الحقة" التداولي" وليس التناوبي ذي المعنى الزنقوي" من عالم الأغنياء إلى عالم الفقراء.
حينئذ تأكدوا حد اليقين أنكم ستصابون ببنك من الأمراض النفسية و الجسدية، وكما تلاحظون أن لعنة الأبناك تشاء التصاق بكم، عفوا أنتم الملتصقون بها و المتشبثون بخيراتها و ثرواتها كأني بها هي الأخرى تريد الانتقام منكم و على طريقتها الخاصة، مع الاحتفاظ بحقها الطبيعي في ذلك، و تقديم لها كامل مؤازرتنا، إلى حين استرداد أموالها، لما لا و انتم الذين أفرغتم خزائنها و نهبتم أرصدتها مع تحويلها لأبناك "الخواجة" بشكل غير قانوني و ضد القانون؟
ما يحز في النفس أنكم تفعلون ذلك ببرودة دم دون مراعاة لأوضاع البلاد المزرية و تزيدون بالتالي من إثارة امتعاضنا الشديد.
و في الأخير، أتعجب لضمائركم و أفكاركم المتفتحة "هنيئا لكم" على الغرب و تقليده في المسائل السلبية، كالدوران في فلك الرذيلة و المجون، فمنكم من هو خائن مع خائنة، و زوجتكم خائنة مع خائن خائنتكم، و الكل طبعا على سرير الخيانة، باسم الانفتاح و حرية الفرد في العيش حسب مقاسه الخاص و قناعته الذاتية..
غدا أو بعد غذ لا يهم، مآلكم العذاب و تأنيب الضمير، الحذر كل الحذر من انقلاب الصورة، و الاحتياط من المستضعفين، فالمستقبل لن يرحمكم، و لتذهبوا للجحيم إن شاء الله.
التعليقات (0)