رسالة إلى أصدقائي ..

من يتنازل عن الآخر، أنا أم أنت يا صديقي؟، هل ترك بعضنا الآخر دون أن يسمع آخر لحن في تلك الموسيقى السرية، أو أن يخطو نحو نافذة اللقاء خطوة واحدة أو نصف خطوة ليعود إلى حوارنا الحميم، وهو يلج في عاصفة الحياة، نغرق معاً دون أن أدري اسم اللغة التي نتحاكى بها أنا وأنت، وثمة هدوء في الروح يعرب عن اعتذاره لكل حالة جنون إستيقظت من سبات الكلمات، فتواضعت قليلاً ثم تعالت واستكبرت وامتزجت في حركة ألوان ما، تمضي ولا تمضي، تأتي ولا تعود، تتقاحم في الامتزاج، لتبوح في الصمت أننا حقيقيون، حقيقيون حتى الثمالة، ولكنا نفترق، فهل تتذكرونني يا أصدقاء العذارى والموحوشين في زمن الغربة، هل تنسون حبي العفوي لكم، وأنتم كنتم تسكنون في جذور أعماقي، وعبثتم بأحشائي لتنجبوا منها وليداً آخر، يختلف عن حقيقتي معكم، شخص ما لا يحمل ذات الجينات الشخصية في حضرتكم، لكني رغم فوات الوقت وزخات الساعة بعد الساعة، والأيام بلا أيام، والسنوات تؤكد حق العودة للقلب الأول، لا زلت برغم الرغم أحب تنازلي معكم لأني كنت ما قبل الحب وما زلت بعد الحب، أحبكم .. وأترك للوراء حجته لكم، وأكرم نفسي إذا ما سمعت منكم رأيكم، وإذا عدتم فعودوا، ولكن لا تتركوا بعد هذا القول أثراً يعيدني إليكم ..

mgnaim@yahoo.com