حيث أننى من منطلق مسؤولياتى كقائد عام ورئيساً لحركة فتح وللسلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية ونزولاً عند رغبة
الشارع الفلسطينى وتعاطياً مع رغبة الكادر الفتحاوى ورغبة منى بالإعتراف بإتخاذى قراراً عشوائياً بحق عضو اللجنة المركزية السيد محمد دحلان
أتقدم بإعتذارى الشخصى لشخصه حيث تسبب هذا القرار إلى خلق إشكالات كبيرة داخل الحركة .
وتسبب بتصدع بنية الحركة .
وإننى أعترف فى خضم إتخاذ القرار أننى لم أستند لأى مستند قانونى ولم تتقدم اللجنة المشكلة بناءاً على قرارى بأى إدانة أستطع أن أدين بها السيد دحلان .
وإن إستمرارى فى عقد لجان التحقيق كان بناءاً على رغبة شخصية .
وإن إعترافى على شاشة الفضائية اللبنانية بأن السيد دحلان غير مدان بأى من التجاوزات التى تم تسريبها للإعلام كان صادقاً .
ولكن تم إتخاذ القرار بناءاً على رغبتى بتبنى سياسة التوريط والتورط ضد أعضاء اللجنة المركزية وذلك لأستمر فى لعبة الإستفراد بالحركة
ومصادرة قرارها لأستطع تمرير سياستى التى أنتهجها .
لهذا ولمجابهة التحديات الجسام التى ستتحمل خوضها الحركة ولوقوع الظلم المباشر والمفتعل ضد السيد دحلان وللحفاظ على تماسك وصلابة الحركة وقرارها
ولعدم إندثار المشروع الوطنى بين جدران هذا الخلاف الأخوى .
آثرت الترفع والتعقل وأن أتقدم بإعتذارى ليس فقط للسيد محمد دحلان وإنما للشعب الفلسطينى كله .
فأنا أتحمل مسؤولية جملة من الإخفاقات الداخلية والسياسية .
فأنا من يتحمل تراجع الحركة فى الإنتخابات البلدية والتشريعية وأنا من يتحمل مسؤولية ذاك الإنقلاب وإفرازاته الدموية وأتحمل مسؤولية عدم إتخاذ أى قرار ينهى
تلك الحقبة السوداء فى حياة شعب غزة ... وإننى أتحمل وبشكل لايدع مجالاً للشك تأجيل تقرير غولدستون والذى كان يعتبر تقريراً دولياً وتاريخياً بإمتياز
وأتحمل مسؤولية عدم إظهار تقرير اللجنة التى شكلت بالخصوص وأنهيت أعمالها رغبة منى وبقرار يلغى إجراءاتها ولم أعرض تقريرها على أعضاء اللجنة التنفيذية
وإننى أكرر إعتذارى عن مسؤولية أموال الشعب الفلسطينى الذى ضمها صندوق الإستثمار الفلسطينى والذى من حق الشعب أن يعرف أين بالضبط تم إستثمارها
وفى أى المشاريع تم تداولها .
وإننى أتحمل مسؤولية حالة الترهل التى تعيشها حركة فتح عناصراً وكوادراً وقيادات وأعضاء لجنة مركزية حيث أننى شكلت المجلس الإستشارى الغير قائم
وذلك لأختطف قرار اللجنة المركزية والمجلس الثورى وأفرغ مضمون المجلسين من صلاحياتهم التى شعرت أنهما سيحدان من صلاحياتى ومسؤولياتى
وإننى أعتذر عن كل الإخفاقات السياسية التى إرتكبتها فى مرحلة مسؤولياتى عن ملف المفاوضات .
فأنا من أعلنت عن برنامجى الرئاسى الذى قضيت فيه على المقاومة بكافة أشكالها المسلحة والسلمية منها .
وإخترت التفاوض كخيار وحيد وأوحد وأوجدت المبررات للإسرائيلين والأمريكان أن يتماهوا بتعنتهم وصلفهم وإنحياز العالم لسياستهم فزادوا فى بناء الكتل والوحدات الإستيطانية
وفى الإعتداءات اليومية سواءاً فى حروبهم على غزة التى لم أنجح بتجنيد إصطفاف دولى لوقفها .
أو إعتداءاتهم فى الضفة ولم أنجح لوقتنا هذا بوقف الإعتداءات على مدينة القدس وتهويدها وإنتهاك حرمتها وقدسيتها .
وإننى وضمن مسؤولياتى أتقدم بإعتذارى لعائلات شهداء الإنقلاب الذين لم أتقدم لهم بأى وقفة سواءاً كانت معنوية أم مادية أم إنسانية ... وأوصل إعتذارى لكافة الإخوة الذين شردوا قصراً
لأراضى الشقيقة مصر أو المتواجدين على أراضى الضفة الغربية والذين بدلاً من إحتضانهم كمسؤول أول عنهم زدت من آلامهم وعذاباتهم ولم أكتفى بإكتوائهم بآلام الغربة وعذاب البعد عن الأهل فقمت
بتحميلهم مسؤوليات ليس لهم علاقة فيها لا من قريب ولا بعيد .
كما وأتقدم بإعتذارى لمطاردين ومبعدين كنيسة المهد الذىن يستحقون منى إعتذاراً متجدداً لما إرتكبت بحقهم من إهمال لقضيتهم .
كما وأتقدم بإعتذارى للأسرى والأسيرات الذين حملوا القضية الفلسطينية فوق هاماتهم ودفعوا أعمارهم ودمهم ثمناً لحرية الشعب وأيضاً لم أقدم لهم الحد الأدنى مما يستحقون .
وأخيراً ... إن مسؤولياتى قد دعتنى أن أعتذر لكل من له حق عندى ولهذا أكرر إعتذارى للسيد محمد دحلان ولكل من إرتكبت بحقه ظلم غير مبرر .
وإن شعبنا الفلسطينى أكبر من الجميع وإن فتح التى أعطتنا الكثير تستحق منى أن أتقدم بإعتذارى مرفوع الرأس آملاً أن يعبر إعتذارى هذا عن مدى إنتمائى للشعب والقضية .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .الرئيس .. محمود عباس .
التعليقات (0)