مواضيع اليوم

رسالة أمريكية غرامية ساخنة للمواطن العربي

يوسف رشيد

2011-02-15 11:14:10

0

 يجب عليك أن تعلم ، أيها المواطن العربي ، أن جميع مواقفنا تجاهك ، إنما هي فوق كل الشبهات والانتقادات والتعليقات والتلميحات والغمزات واللمزات و ...

وعليك أن تعلم ، أن تعاطيك مع كل تلك المواقف يجب أن يكون بلهجة " تعظيم سلام خذ " ..

فلا يحق لك أن تنتقدها ولا أن تقرأها ولا أن تكتبها ولا أن تكتب عنها ولا أن تنقلها ولا أن تنقل عنها ولا أن تتحدث عنها ولا أن تتحدث بها ولا أن تسمعها ولا أن تفهمها ولا أن تعيها ولا أن ... فقط ، عليك أن تنفذها ..

وعليك أيها المواطن العربي ، أن ترى الأشياء والألوان حسبما يلونونها لك ، وحسب الحالة الخاصة لكل زمان ومكان ..

واعلم : أن الألوان التي يستخدمونها لتلوين سياستهم تجاهك ، إنما هي ألوان مائية ، وهي بفضلهم وعنايتهم الفائقة ، وحرصهم الأكيد ، يسهل إزالتها وتغييرها ، حسب تغير مصالحهم منك ، أما الألوان التي يستخدمونها في تلوين سياستهم تجاه عدوك ..

فهي ألوان زيتية ثابتة وطويلة الأجل ، لا تؤثر فيها العوامل المناخية العالمية ولا تقلبات الفصول ولا الطقوس ، وهي ذات تلوين أوتوماتيكي ، مقاومة لحرارة الشعوب وغليانها ، بما يوافق موقفها الدائم والثابت في دعم عدوانهم عليك واتهامك بكل ما لذ وطاب من " تهمهم المباركة " ، والجاهزة .. ولأنهم ديمقراطيون ، فقد سمحوا لك أن تختار طريقة موتك ، وأن تنفذها كما تشاء ، وحسب التهمة المحببة لديك ، وهي محصورة بين ثلاث :

ـ تصنيع وحيازة أسلحة دمار شامل ..

ـ إرهاب الدولة ..

ـ الجرائم ضد الإنسانية ..

أيها المواطن العربي :

يجب عليك أن تتفهم ما يُسَوَّق لك من مفردات ومصطلحات دون أن تفكر فيها بعقلك المتحجر ، ثم أن تبتلعها دون أن تلوكها بأسنانك النخرة ، وأن تهضمها جيدا ، ولو كانت عصية الهضم حتى ، ثم عليك أن تتمثلها ذَوْبًا سَلِسًا يسري في عروقك بدل دمك النتن ..

فعليك أن تفهم جيدا ، أيها المواطن العربي ، وأن تعلم جيدا ، وأن تعلـِّمه لأولادك وأحفادك وللنطف في أرحام النساء ، أن الإرهاب هو ما يمارسه حزب الله ضد معارضيه في لبنان ، وأن العدوان هو الذي مارسه الحزب على " أصدقائنا " في تموز ـ يوليو عام 2006 ، هذا من جهة ..

ومن جهة أخرى ، فإن حركة حماس أكثر تفظيعا من حزب الله في مواقفها السياسية تجاهنا وتجاه رئيسهم الشرعي وأصدقائنا .. وقد حفرت أنفاقا لتهريب الخبز والطحين والدواء والهواء للإرهابيين الذين تصدوا لأحبتنا الميامين أثناء حرب 2008/2009 ..

وهم الذين زوّروا الانتخابات التشريعية ضد حلفائنا الفلسطينيين الآخرين ..

لذا ، عليك ، أيها المواطن العربي ، أن تسمِّيَ الأشياء بمسمياتها الواقعية ، فتلغي من قاموسك السياسي بعض المفردات والتعبيرات السخيفة الشائعة التي لا تعبر عن حقيقة المواقف السياسية ..

وإليك بعض الأمثلة على ذلك :

ـ فما تسمّيه أنت " مقاومة وطنية مشروعة " إنما هو الإرهاب بعينه الذي يفتك بالعالم ، ويروِّعه ، ويجعل العيش في " المستوطنات " غير آمن ولا مرغوب  ..

ـ والدول المتحالفة معنا والصديقة لنا ، تسميها أنت : دول العمالة والتخاذل ..

كلا .. هذا ممنوع ، ولا يليق أبدا .. هي دول " محور الاعتدال " أوجدناها في مقابل دول " محور الشر " التي كان لها دور عظيم في مساعدتنا في حروبنا المظفرة ، وفي القضاء على المخربين والإرهابيين في أفغانستان والعراق ولبنان وغزة ..

وكذلك أيها المواطن العربي : فإنك يجب أن تنتبه لنفسك وأنت تتكلم عن " دول محور الشر " التي تخالفنا رأينا وسياساتنا في العالم ، فهي لا تصدق أننا نريد الخير والحرية والسلام للعالم ، رغم كل ما نفعله من أجل حماية العالم منها ..

فانظر ماذا فعلنا لردعهم وتدميرهم : زرعنا قواتنا وأسلحتنا وقواعدنا في كل مكان من الكرة الأرضية وفي الفضاء الخارجي ، لنتصدى لهم لو حاولوا التمرد علينا ولو بمقدار درجة واحدة على مقياس بوش ..

ثم إنك أيها المواطن العربي ، تتهمنا بأننا احتللنا العراق وأفغانستان ..

تبا لك من أحمق ناكر للجميل ..

إنها الحرب الاستباقية يا فهمان !!

 نحن فعلنا ذلك من أجل البشرية جمعاء ، وحرصا عليها ..

فلقد ذهبنا إلى أفغانستان لننقذه من براثن أصحابه ، ونقتلهم ونبيدهم حتى يتحرروا من فقرهم وجوعهم ..

ولا تزعم أيها الفهمان ، أننا احتللنا العراق ودمرناه من أجل ثرواته التي لا طمع لنا بها أبدا أبدا ، ولا لنقتل الآلاف من علمائه ومفكريه ، ولا لنزرع أرضه الواسعة المعطاءة بالسجون والمعتقلات أو للتمثيل والتشنيع بهؤلاء المجرمين ، ولا لنُسَوِّرَ العراق بالقواعد العسكرية التي ستحميه من خطر جميع إخوته وجيرانه ، ولا لأننا نريد أن ندمر العراق لمصلحة أصدقائنا الإسرائيليين ونيابة عنهم ، ولا من أجل أن نفرض مشروع الشرق الأوسط الجديد ، ولا لنضغط على سوريا وإيران أو نهددهما بالخراب والتدمير الذي أنجزناه في العراق .. كل ذلك هرطقة في هرطقة ..

لقد جئنا لنحرركم ، ولنخلصكم من أسلحة الدمار الشامل التي كادت تدمركم وتبيدكم قبل أن تصل إلينا ..

انتهينا من هذه أيها المواطن العربي ..

 

والآن ، قل لي : كيف لا تريد أن تفهم أن أصدقاءنا الإسرائيليين نفذوا كل حروبهم ضدكم " دفاعا عن النفس " ؟؟!!

وأنت تعلم أن الدفاع عن النفس حق مشروع كفلته المواثيق الدولية وإعلان حقوق الإنسان العالمي ..

وعليه ، يجب أن تعرف جيدا ، وتتأكد من أن حرب 2006 على لبنان كانت دفاعا مشروعا عن النفس ..

وإذا لم تصدقني ـ أيها المواطن العربي ـ اسأل رئيس أكبر دولة عربية .. هل يمكن أن يكذب عليك أيضا ؟؟!!

هو يعرف الحقيقة تماما ، وهو الذي أصرّ وطلب من أصدقائنا المشترَكين " بني عمكم " أن يدافعوا عن أنفسهم أمام أولئك الإرهابيين في حزب الله وحماس ..

ثم عندما ثار شعبه ضده ، تمسك به أصدقاؤه ، وقاوم ، وقاومنا معه ، لكنه كان مضحكا جدا حين قال في خطابه الأخير : " إنه لا يقبل إملاءات من أحد " ، ومع ذلك ، تمسكنا به قدر ما نستطيع ..

لكن ، ـ ومع الأسف الشديد ـ كان الشعب المصري أقوى منا جميعا ، فاضطرنا أن نميل إليه على مضض ، كي لا نكون محرَجين أمام شعبنا ..

ويجب أن تعلم ، أننا كنا شديدي الدعم له طيلة سنوات حكمه الثلاثين ، وساندناه ووقفنا إلى جانبه ، كونه لم يقصر مع أصدقائنا في أي شيء يحتاجونه ، ولو على حساب لقمة عيش أهله وشعبه ..

لقد كان كريما محبا للجود والعطاء لأصدقائه ..

كما حاصَرَ الحمساويين وشعبهم الهمجي ، وشدد عليهم الخناق وهدم أنفاقهم فوق رؤوسهم كي لا يصل لهم لا غذاء ولا دواء ، حسبما وَعَدَنا ، وبالفعل ، فقد كان وفيا بكل وعوده ..

وظل ملتزما بمواثيقه معنا ، إلى درجة أن المجلس العسكري الأعلى بعده ، أعلن التزامه بها فور تسلمه زمام الأمور ، لأن في ذلك ضمان أمن وسلام العالم كله ، وأصدقائنا الإسرائيليين ضمنا ..

لقد خسرنا خسارة فادحة بتنحيته ، قد لا نستطيع تعويضها لأجل طويل .. لكن ، ما باليد حيلة ..

وانظر ـ أيها المواطن العربي ـ إلى بعض أبناء جلدتك ، الذين يعملون في مكاتبنا المنتشرة فوق أراضيكم ، وهم يجهدون ـ بإخلاص متناه ـ في تجميل صورتنا ، وتلميعها مما يعلق بها من شوائب تتطاير علينا من أفواه بعض الحمقى منكم ، بغية تشويه إنجازاتنا لكم ، فهم لا يقصرون في ملاحقة أنفاسكم وزفراتكم وكتاباتكم ، ليردوا عليكم كيدكم ، وتهريفكم بما لا تعرفون ، كما يلتزمون ـ بأمانة وشرف ـ في تسفيه أفكاركم المزعجة ، واتهاماتكم المغرضة والمشبوهة ، ولا يتوانون عن نشر تصريحاتنا وتسويقها لكم عبر الشبكة العنكبوتية ، كي تتعرفوا إلى الحقائق الجلية لسياساتنا ومواقفنا الإيجابية معكم ..

 

وفي الختام :

نحن نريد لكم الخير كل الخير ، من خلال دعمنا اللا محدود " للإسرائيليين " ، نمدهم بكل ما يلزم ليبقوا أسياد المنطقة بلا منازع ، ولتبقى ذراعهم الطويلة العسكرية قادرة على الوصول إلى أقصى رؤوسكم وأراضيكم ، لحمايتكم من أنفسكم ، كونكم لم تبلغوا سن الرشد بعد ..

 

فلا تخافوا ، ولا تفزعوا بعد اليوم .. لأننا نحميكم بمظلة نووية " إسرائيلية " قوية وفعالة وذات تصويب دقيق تجاه كل منشآتكم ومدنكم وقراكم ، لحمايتها جيدا ممن تسول له نفسه العبث بأمنكم وسلامكم واستقراركم وهنائكم ..

كونوا مطمئنين ، وآمنين .. أيها المواطنون العرب ، فأنتم بحماية أيدٍ أمينة جدا ، وقوية جدا .. وبريئة جدا جدا ..

ومن لا يصدقنا ، فلينظر إلى جليل أفعالنا في أفغانستان والعراق ، وإلى جليل أعمال أصدقائنا في لبنان وغزة والضفة ..

 

فكونوا عاقلين ، أيها المواطنون العرب ، واتعظوووووووووووووا ، يرحمكم الله ..

 

 

 

الثلاثاء ـ 15/02/2011  




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !