رسالة ألى فتاة أعشقها

                                                                                رسالة الى فتاة أعشقها 

كان ليل ُ صامتُ كالحزنِ في قلب الأزل ْ
شدَّني فيهِ حنينُ غامضٌ أنْ أرتحل ْ
نحو أرض ٍ لاتُحسُ النفسُ فيها بالملل
مامشت فيها الخطايا – أوبكى فيها الأمل ْ
لبلاد زرعتها الشمس يوما ً بالقُـَبل ْ

وبلا وعدٍ أتت عينا كِ من أفق ٍ بعيد

كشعاع ٍ مقبل ٍ من كوكب ٍ خلف الظنون 
قبل ميلاد الليالي ، منذ آلافِ السنين 
وهو يطوي رحلة النورِ الى هذا الوجود

ومع الفجرِ يدقُ الباب دقاتٍ حيية
مرحباً ياطارقَ الفجرِ بدنياي َ الشقية
زرتني بعد مغيب العمر والروح صديَّة

قلت مازلنا وعمر الحب ِّ للعمر ِ بقيَّة

جئت من لبنانَ ، من الأرض التي تثرى بالخيال 
حين يصحو الفجر َ كالطفل ِ على مهد ِ الظلال 
حيث ينمو الحب َ كالزهرة ِ في أعلى الجبال 
عطرها السحري ُ روح ُ الفجرِ يندى بالجمال 
ليتني راع ٍ قضيت ُ العمر َ في تلك َ التلال 
قانعا ً لا أعرفٌ الآمال َ في دنيا المحال 

ذات َ ليل ٍ ضج َ فيه ِ الروح ٌ من فرط ِ السأم ْ
صاحت ِ المرآة قف ْ وانظر الى الشيخ ِ الهرِم 
التجاعيد غزت خديك َ والشيب ٌ الملم ْ
نَدِم الشيخ بأعماقي وماجدوى الندم ْ
صاحت المرآة يافنان ياشادي النغم 
كيف تحيا دون حب ٍ – عبقري بالألم ؟
ثم اقبلت وكان القلب يبكي فيه دمْ

آه ياحباه كم جَمَّلت ِ لي معنى الألم ْ
أسردي ماتفعل المأساة ٌ في الليل ِ الأصمْ
كيف طاف الحب سواحا على خضرِ القممْ
فجَّرَ الأعماق عشقاً – فاهتزَّ لها حتى العدمْ

قلت يوماً – ياله سحراً بليل القاهرة
عبق التأريخ فيها والطيوف الساحرة 
وصدى أغرودة ٍ في الليل ِ تمضي عابرة
وأنا الشاعر أغفو بين كَفي شاعرة 
من رُبى لبنان ، من أرضِ الشموس ِ الساعرة
تخزنُ الشمسَ بعينيها سماءٌ طاهرة 
كم تنوَّرْتُ ضحاها في الليالي الماطرة