مواضيع اليوم

رسائل-1- لا أصدق فيك يا-هاشم الدبل- قولاً!

مريم ناصر mn

2009-11-06 18:57:10

0

لـــ هاشم الدبل يا دبي.

 

 

- إنضمامي لإحدى مؤسسات دبي شبه الحكومية , كان مثل حلم تحقق , فالمؤسسة التي ألتحقت بها معروف عنها حرصها الشديد على إنتقاء الكفاءات و القيادات التي تعمل بها و تديرها, و يكفيها أنها تدار من قبل وزير الدولة القرقاوي, العقل الذي يساوي بلد.

هذه المؤسسة بالذات تفرع منها أكثر من قيادي و اسم ناجح , على سبيل المثال لا الحصر , إبراهيم صالح, محمد العبار,محمد القرقاوي,وهاشم الدبل و لمن لا يعرف هذه الأسماء فهؤلاء بإختصار من العقول التي تفخر بها دبي , لا يعملون بضجيج و لكنهم يعملون في أنجح و أكبر المشاريع الحيوية من مهرجان دبي و حتى المشاريع الضخمة التي يشار لها بالبنان, و لا أتحدث عن مناصبهم و لكن أتـحدث عن بصماتهم الناجحة في جبين دبي تحت قيادة محمد بن راشد.

- في هذه المؤسسة تعلمت الكثير عن القيادة و ليس الإدارة فقط, فهناك أخذت مساحة كافية لأتعلم كيف أقود فريقي, و كيف أكون جزء من فريق كبير , و كيف أعمل لإنجاح فكرة ما دون الإهتمام فعلاً إن كانت هذه الفكرة ستكون مسجلة بإسمي فنجاح الفريق أهم, و لأني كنت أعمل و أنا أعرف ان هناك من يقدر عملي كنت أعطي الكثير, و أخذت الكثير من النجاح والتقدير و لله الحمد, فنجاح الفريق دليل على نجاح من يقودهم, و شعرت ان هناك من يهتم بتفاصيل النجاح و يتابع من بعيد.

- هناك , و منذ اليوم الأول لي, كان يتردد اسم (هاشم الدبل) القيادي الأول, و لأني دخلت في معمعة مشروع كبير في ثان أسبوع لي , لم أكن أظن اني سألتقي به قبل أشهر او حتى سنوات (لو أستمر عملي هناك) و كنت أظن اني سأراه في الكتيبات او الصحف قبل أن التقي به فعلياً(لست متشائمة, و لكنها خبرة عملية سابقة).

مر أحد التنفيذين الأجانب علي ليخبرني و يؤشر بتوتر أن (هاشم الدبل) هنا , فأبتسمت و قلت : مرحبا به.
و واصلت عملي من خلف الجدران الزجاجية دون أن أدرك فجأة أن أحدهم يطرق علي باب مكتبي , و وقفت مبتسمة و أنا أظنه أحد المراجعين, رحبت به , و كان يرافقه رجل آخر , قال لي :

- السلام عليكِ, أنت مريم؟
- نعم و عليك السلام , تفضل
- أنا هاشم الدبل,
- يا مرحبا و أنا مريم ناصر موظفة جديدة هنا (و بعدها أدركت انه جاء وهو يعرف ان في المكتب مريم و ملامح الدهشة واضحة على وجهي)
- (نظر إلي بتمعن) مريم , كيف وجدت العمل حتى الآن؟
- (فكرت قليلاً) لدي بعض الملاحظات!
- ممتاز, تحبين أن تحدث عنها الآن..؟
- (تفاجأت) ليش لا!

طلب من الموظف الآخر المغادرة و من مديري الأجنبي و الذي كان يلاحق حديثنا بدون أن يفهم ما يجري و أغلق الباب و جلس بتواضع شديد أمامي, و طرحت عليه ملاحظاتي و كنت بين تفاجئي به , و بين محاولة قراءة ردة فعله , لأن بعض ملاحظاتي تدخل في صميم عمل هذه المؤسسة بشكل قانوني, و بعضها بسيط و لكنه مهم, طلب مني ورقة و قلم ثم نظر لعيني مباشرة في نظرة ثقة و تحد..

- مريم أنتِ قدها؟!

(أرتبكت كثيراً و أنا لا أعرف ماذا يقصد من سؤاله, هل يقصد التشكيك من قدرتي على مواجهة هذه الملاحظات أم قدرتي على سد الضعف الذي تسببه, حاولت أن أكون ذكية و قلت بثقة خارجية فقط و أرجعت كرسيّ للوراء)
- أنت شو رأيك؟!

صمت لحظات و هو ينظر بتمعن لي و كأنه يقرأ ما هو أبعد من إجابتي,

- أنت عملتي في مؤسسة مالية صحيح؟
تفاجأت أكثر انه يعرف هذه التفاصيل عني و أدركت لحظتها انه عرف اسمي حين دخل ..هذا الرجل يعرف التفاصيل الصغيرة عن موظفيه و هذا شئ لا يستطيع أن يلملم خيوطه رجل بسيط.
- نعم
- أتفقنا إذن, إن كنت توافقين ستكونين مسؤلة عن تنفيذ هذه الخطوة و تخطيها و سأعطيهم توجيهات بقبول توقيعك الآن في كافة الإجراءات..أوكي؟
- سعيدة جداً بثقتك.. أتفقنا!

و كنت سعيدة فعلاً و أنا أراه وهو يربت على كتف مديري و يعطيه التوجيهات.وأنا لم أكمل في هذه المؤسسة سوى أقل من 20 يوم , و معروف في المؤسسات الخاصة و شبه الحكومية ان هناك فترة 6 أشهر قبل (التثبيت) و حتى المؤسسات الحكومية الآن تتجه لهذا الإتجاه,,

لا أطرح حواري و موقفه معي الآن إلا لعدة أسباب:

- هذا الرجل قيادي ناجح, يعرف تفاصيل المؤسسة التي يعمل بها و يهتم بمعرفة خلفية كل موظف و قيادي يعرف كيف يوزع المهام و يعطي الصلاحية لمن هم أهل لها, و لا أقول ذلك لأنه أعطاني الثقة و لكن لأني رأيت ذلك من حولي بين الإداريين و التنفيذيين المختلفين الذين كانوا يطلقون عليه action man و ليس أكشن بمفهوم السينما و لكن بمفهوم الرجل العملي, الرجل الذي يمشي و يعمل و ينفذ ..محتفظاً بنجاح المؤسسة و بإبتسامته و إهتمامه بموظفيه بمختلف درجاتهم الوظيفية.

- أعمل في إحدى الجهات الحكومية فيها إداري أقل من درجة هاشم الدبل بكثير , و أقل منه في كل شئ حتى في أخلاقيات العمل, حتى أنه يترفع أن يسلم على موظفيه , و حين يمر بالقرب مني لا أهتم كثيراً بأن أرفع إليه التحايا ولست بحاجة لذلك بعد أن عرفت و تعلمت من هاشم الدبل أن القيادي الناجح هو الذي يبادر بالتحية على موظفيه, و ربما ليست مناسبة للذكر ولكن هذا الإداري إجتمع بنا مرة مع المدير العام, و قال كلمة لم تعجبني فأحببت التعليق(تعرفون اختكم ملسونة) و قلت (أعذروني أريد أن أرد على ...عفواً لا أعرف اسمك) و لم أكن أعرفه فعلاً و فوجئت اني أعمل تحت القطاع الذي يديره, و كانت ردة فعله انه أجتمع بكل الموظفين الجديد و طلبهم في مكتبه (بينما هاشم الدبل, كان يدور على موظفيه واحداً واحداً و المؤسسة ليست صغيرة) و استمعنا لحديثه الممل عن الأهداف و الرؤية التي لم يشرحها لنا أحد! و نظرت عن عمد وأنا أجلس أمامه لساعتي ألف مرة , ليس من باب قلة الذوق و لكن لأن في هذه الساعة التي تحدث فيها لو أنجزت عملي لكان أفضل بكثير من كلامه الفوقي الممل!
سألنا إن كان لدينا ملاحظات و كنت مترددة على طرح بعضها, و هي خلل كبير يحتاج لمعالجة, و تفاجأت بأنه لم يدعني أكمل..!
هنا عرفت اني أمام إداري فاشل!
لا يرى أبعد من أنفه و يخاف من أي موظف قد يطرح عليه ملاحظات و لا يعرف كيف يرد عليها او يناقشها , و قال لي أخترت توقيت خاطئ, فقلت له و أنا أضحك:

- تحدثت مع محمد بن راشد و مع هاشم الدبل و ... و ..... و ..... دون أن يقول لي أحدهم أخترت توقيت خاطئ! عذراً فمنهم تعلمت و لم أعرف ان وقتك أهم من وقت نائب رئيس الدولة و قيادات ناجحة.

و خرجت و أنا أعرف ان الكرسي الذي يجلس عليه لن يدوم طويلاً!

- كثيراً ما كنت أذكر هاشم الدبل في حديثي , و في مقارنتي بين إداري و قيادي و بين نجاح و فشل , آخر حديثي عنه بفخر كان قبل يوم واحد فقط من قرائتي للخبر الذي افجعني, وهو تورطه في قضية تربح غير مشروع, و تجمدت ملامحي و تفكيري و كبحت دموع كثيرة غالبتني تلك اللحظة! ليس بسيط تحطم أمثولة كبيرة و صورة عظيمة لرجل ناجح!

أن يكون هاشم الدبل مثالي في العمل و الإدارة و القيادة الناجحة لا يعني أنه برئ من الملف الأسود , و لكن يعني أمنيتي ان يكون هناك شئ خاطئ في هذه القضية , أن يكون خطأ غير مقصود!
هاشم الدبل , رجل وضع محمد بن راشد ثقته فيه حتى في جهاز الإمارات للإستثمار و انا التي كنت أراقب نجاحه يوماً بعد يوم و مرة بعد مرة , , ليس سهلاً أن يتحول رجل المواقف الجميلة , لملف أسود !

لازلت لا أصدق في هاشم خيانة الأمانة, و أدعو الله أن يخرج من هذه المحنة وهو مثالي الذي أعرفه, و أتمنى ممن ينظر إليه بنظرة خائن الأمانة , أن ينظر لكل نجاح قدمه لدبي من مشاريع و من أشخاص ناجحين.

مؤسف جداً أن بعض الغلطات البشرية تمحو عمر من النجاحات!

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !