رسائل يجب أن تصل لأصحابها
الرسالة الأولى: موعد مع الحيتان
اسمحوا لي أن أبدأ بمقدمة لا بد منها وأوضح أهدافي من عملي هذا الذي ربما سيتحول يومًا من الأيام كتاب يشهد على التاريخ الذي عشته ويدخل ضمن سيرة حياتي الكتابية وعشقي للقلم الذي لا يرتوي إلا من قول الحق ورؤية الأمور بالعين التي أراها حسب الضمير البشري المفروض والذي بات نادرًا هذه الأيام والتي سأتحدث بها عن لسان الفقراء والبسطاء واللذين لا حول لهم ولا قوة.
في البداية وبكل وضوح لم أعتد في كتاباتي ذكر المسميات الرسمية المعتادة كالسيد والرئيس وما إلى ذلك من كلمات ولن أغير هذا الأسلوب، لأنني أخاطب في الرسالة التي أكتبها الإنسان الذي يقابله الإنسان الآخر، ولست أخاطب المناصب والمراتب والمكانات الاجتماعية للبشر.
كان لا بد لي أن أبدأ بهذه المقدمة ليفهم كل من يقرأ رسالتي هذه ورسائلي الكثيرة القادمة مع الأيام بإذن الله، ويدرك القارئ والمتلقي ماهيتها وما الهدف المنشود الذي أود أن يصل إليه العقل البشري العربي الفلسطيني من أجل أن نبدأ بعصر جديد يختلف تمامًا عن المعتاد الذي كنا نعيشه نحن كفلسطينيين نعيش ضمن احتلال أرض ولغة وفكر متلعثم، وكي لا نقع بالفخ السلطوي الذي يشدو إليه الإحتلال ليغير بنا عروبتنا وأصلنا الفلسطيني في هذه البلاد.
هي رسائل إنسانية وفقط إنسانية، تخاطب الضمير البشري الحي وكل أملي من كتابتها أن تصل لأصحابها بعد أن كنت أكتبها لمدار سنوات طويلة باسم رسائل لم تصل لأصحابها أما اليوم فقررت البدء بأسلوب آخر وهدفي منها العكس تمامًا وصولها لأصحابها لنقرر معًا كيف سندير البلاد نحن الجيل الجديد ليبقى الخير مزينًا قلوبنا بعون الله وبإيماننا بِقدُراتِنا التي وهبها الله لنا، فكل منا يحمل في ذاته موهبة يستطيع عبرها أن يمنح للمجتمع خدمة تنقله إلى الصواب وإلى الخير ومعًا نستطيع محاربة الفاسدين كلهم سواء كانوا أصحاب مناصب أو أموال، فبالعلم والإدراك والفن والتصوير والرسم والكتابة والرقص والغناء نقدر على تغيير تاريخنا نحن فلسطينيو الـ 48 لنقهر كل محاولات قتلنا وقتل إنسانيتنا، أنا أومن بالإنسان وأومن بالضمير العربي الذي لم يختفِ من قلوب الكثيرين منا ولكن ما ينقصنا هو التخطيط والعمل والتفكير مليًا الواحد منا بالآخر من أجل البقاء معًا والوقوف أمام كل ضائقة يدخلونها بنا وبمجتمعنا، سواء كانت بالعنف المتفشي فيه والقتل العشوائي الذي ما عاد يرحم شبابنا والكثير من الضحايا والأبرياء الذين اقتلعتهم أيادي الغدر من حياتنا حتى أصبح كلٌ منا مهددٌ بالموت في كل لحظة.
حالات الإغتصاب والإعتداءات على الأطفال واستغلال براءتهم وقتل طفولتهم التي باتت الأكثر شيوعًا في مجتمعنا رغم أنها الأكثر إخفاءً وتغطية والأبلى من كل ذلك نرى أمامنا وبأم أعيننا وجل تفكيرنا أن أكثر هؤلاء الجناة يمتلكون حيزًا ومناصب في مراكز هامة وحيوية في المجتمع كعمال بلدية ولديهم بها مكاتب خاصة يأمرون وينهون ويخططون وينفذون.. سأكتب كل شيء، سأكتب عن دارين واخوتها وأخواتها الذين يعانون الأمرين من هذا الواقع سأكتب باسم كل متألم من هذه الحقائق وذاك الفساد.. سأكتب وسأعرض عليكم كل ما بوسعي من مشاعر عشتها وعاشها الكثيرون مثلي وما عاد يهمني شيء.. إلا الحقيقة وأن يعاقب هؤلاء الجناة كلهم منا كبشر على الأقل بما أن المحاكم والقوانين لا تستطيع رد حقي وحق كل متضرر من الفساد والفاسدين حتى لو كلفني قول الحقيقة حياتي فهذا هو موعدي مع الحيتان وها أنا أقترب من اليوم المنشود الذي لن أتوانى عنه بعد تفكير طويل.
مع كل التقدير والإنسانية
دارين طاطور
09-11-2013
التعليقات (0)