مواضيع اليوم

رسائل من ثقوب الغيمة !

سلطان القحطاني

2011-02-06 23:55:58

0

 

 

•(س. ح): "عرفتك لسنوات ولكنني لم أفهمك!"

"السعيد" الجميل. حمدًا للتقنية. تلقيت رسالتك الرقيقة وأنا أسير في أبو ظبي بين الشمس والأمل. ربما كانت مسافة قصيرة لا يمكن حسابها باللهفة المجردة. ربما هي أمل بعيد لن يصل إليه إلا الراسخون في التعب. لكنني مشيت ومشيت. حرصت على أن أؤدي واجبي، أن أكتب وأمضي وما بعد الكتابة هو في عهدة القدر، وليس في حدود استطاعتي ولا قدرتي.

كان ذلك زمانًا طويلاً أيها الصديق العزيز. هناك في الرياض حيث مبتدأ الحلم وخبره ومنتهاه. ليالي الشتاء والأحلام في تلك الشقة الصغيرة التي سميناها "شقة الحرية" تيمنًا برواية غازي القصيبي. أعوام مضت وبعدها ساقتنا الدروب والأحلام إلى حيث نحن الآن: محمد ذهب، وابرهيم ولى، وفهد انشغل، وبسام زاغ، وأنا هجرت الأماكن كلها التي كنا نحرسها كما كنا نحرس مقتنياتنا الثمينة.

ربما كنت صغيرًا، وربما لم تفهمني حتى الآن، وربما خبأت كل أسرار المستقبل في داخلي، لكنني الآن يا صديقي أفعل ما يحلو لي وما كنت أحبه وأحلم به منذ الطفولة: الرسم بالكلمات.

نعم نعم يا صديقي، كثر الحاسدون، والحاقدون، وأصحاب المصالح المؤقتة، ولا أخفيك أنني أحتقرهم مهما حاولت أن أجمّل قبحهم له. سأبقى معهم هنا للأبد. في مزرعة الأحلام. أقاتل وأقاتل، ولا تنسى أن رباطة جأش المرء مثل حبات العقد، فإن فلتت منها واحدة تداعت البقية بلمح البصر. أحب الحرب والمعارك الكبيرة مثل حبي للحرية والغد والسنابل. صوت الحراب في دمي، والصمود لعبتي المفضلة.

ثق بي أيها الرفيق العزيز. إنني لا أعرف الخوف ولا الحسد ولا الغيرة. حينما قسمت هذه المشاعر الإنسانية على الخليقة كنت نائمًا ولم آخذ نصيبي منها، ولذلك تراني أعيش في سلام داخلي وراحة أبدية. لك الحمد يا الله حينما جعلتني أكتشف هذا العالم، ونفسي، ولعبة البشر فوق هذه الكرة الكونية.

أعرف أنني وحيد من الخلان في كل بلدة. قالها سيدنا المتنبي قبلنا جميعًا. قالها وهو يتبعها بتفسير منطقي لسبب هذه الوحدة الأزلية: "إذا عظم المطلوب قل المساعدُ". نعم يا عزيزي، إذا عظم المطلوب قل المساعد، هذه هي تعوذيتي في هذه الرحلة الطويلة.

ما زلت ألامس شطح الموسيقى من بعد. في البدء كان لقاؤنا وحديثنا الموسيقى. نعم أتذكر ذلك. وربما يسعدك أنني سبحت في بحورها أكثر مما كنت أتوقع. سترى حالما نلتقي في القريب العاجل، في مملكة الشمس، والنخيل، والمستقبل.
الحديث طويل لكن إلى لقاء قريب.

•س.ح: هذه هي القصة الكاملة لأنفي !


لو سمع بهذه الفتوى الشيخ حمود العقلا لقال وهو يرفع حواجبه "معقوله!". فعلا ياشيخ الإختلاط اصبح حلال. "الله يهديك لو صبرت شوي" !.

وكيف هي مسيرة الإصلاح. سمعت أن هنالك حملة كبيرة للسماح للمرأة بقيادة السيارة. يعني الحمدلله أول ما تمسك لطيفة ونوير "دركسون" السيارة بينصلح حال البلد، ولن نرى الفساد، ولا اساءة استخدام المال العام، ولا تكميم أفواه، ولا سجناء رأي، ولا شركة اتصالات تنهب المواطنين "عينك عينك"، ولا ولا ... الخ.

الحمدلله. أثر المشكلة في "الدركسون". وغير قيادة السيارة يقولون إنها سوف تشارك في الانتخابات البلدية. هذا يعني أن الشبان سيتفرغون تمام التفرغ لزيارة خيم الحملات الانتخابية، لأنها ستكون قمة في "الوناسة" و"سعة الصدر". شخصيًّا سأتخصّص في متابعة خيام مرشحات المدينة المنورة، أعتقد أن نسبة الجمال هنالك أكثر، وأتمنى ألا يعاقبني الله بمشاهدة مرشحي "الأرطاوية" أو "رياض الخبراء" أو "الزلفي" أو "أحد رفيدة" أو "رفحاء" أو غيرها من المدن والمحافظات التي تكتب ولا تنطق !
لم أكن أتوقع رسالتك. أقصد أنني لم أتوقع الإساءة المجانية دون هدف. لا أعرف ما قصتك مع الزميل العزيز لكنها لا تخصني، ولست طرفًا فيها.

أما في ما يتعلق بالصعود على أكتاف الأسماء التي سردتها فهذه غير صحيح. إسم واحد في القائمة هو الذي رفعني على كتفه دون أن أصعد، أما البقية فلو أتيح لهم الخيار لقذفوني من شاهق.

أتفق معك أن صورتي بحاجة إلى تغيير، وخصوصًا أنفي الذي أزعجك كثيرًا، فأنا أعرف أنه أطول من طريق الملك فهد في الرياض، لكن هذه هي خلقة الله وان شالله نحاول أن نقوم بعملية إصلاح.

أفكر أن أطرح مشروع إصلاح أنفي في مناقصة عامة. لكن أخشى ان يتسبب الفساد المستشري في بلادنا في الإضرار بأنفي، أو أن يتسلمه مقاول من الباطن صديق للمسؤول المكلف بمشروع إصلاح أنفي، ويتعلمون في أنفي حتى يصبح أقصر من شارع ليلى الأخيلية. إلا بالمناسبة هل هذا الشارع لايزال موجودًا في الرياض؟.. سمعت أن هنالك حملة من هيئة الأمر بالمعروف لمحو الأسماء النسائية في الشوارع بحجة الإختلاط. جزاهم الله خيرًا لأن ذلك من تمام المحافظة على الذوق العام.

نسيت أن أسألك ما هي قصة الإختلاط؟ أرى أن بعض السعوديين الكبار تذكروا هذه الأيام أن الاختلاط حلال بعد سبعين سنة من التحريم. تصوري مر على هذه البلاد عشرات آلاف من العلماء والمسؤولين ورجال الدين و"فاتت عليهم". يعني لو سم
باختصار لو نظرتِ في محيطك ستجدين "خشمي" هو الشيء الوحيد المستقيم في هذا العالم المائل !

•حنان، الكويت: " أكتب عن هذا البطل القومي"


في السعودية مليون محمد عزيزتي حنان. قلتِ في رسالتك إنه مثال للشاب المكافح، المتدين، الملتزم. وأنا رأيت الكثيرين منهم، وفي المكان نفسه تقريبًا. إنه مطار الملك خالد حيث يعمل الشبان كسائقي تاكسي بغية زيادة أجورهم، أو وسيلة لتمضية الوقت حتى يجدوا الوظيفة التي يحلمون بها.

غالبًا ما كنت أهرب منهم. ولكن ذلك اليوم إصطادني القدر، وحمدًا لله أنه اصطادني. الشاب الذي نسيت اسمه كان يتحدث اللغة الانكليزية بطلاقة. مثقف، متحضر، يعرف الحدود والواجبات. كان مهذارًا قليلاً لكن هذه هي طبيعة سائقي التاكسي في كل العالم: نشرة أخبار متحركة. حين انتهت الرحلة التي لم تزد على اربعين دقيقة كنت مندهشًا.

ومنذ ذلك الوقت، وفي كل رحلة إلى الرياض، كنت أحرص على أن أطمئن على كنزنا الوطني، وأسمع تجربة جديدة من فم أولئك الشبان الذين يمثلون درة تاج العهد الجديد !

س.ن : كوبا فوق شفاهي !
لم أسمع بذلك . لكن الأمر لا يستحق كل هذا العناء. فقط أغمض عينيك وأطلق جناحيك للريح. سمعت أنه كتب مقالاً طويلاً عني، لكنني لم أقرأه. الحياة أقصر من أن نضيعها في الحروب الصغيرة.

يقولون لماذا المفكرة، ولماذا أنا؟

وماذا يمكن أن أقول؟

لست الخطأ الوحيد في هذا العالم. إنني أخوض معركة قاسية من أجل أن أصل إلى الصواب. أحاول قدر إستطاعتي أن أجرّب الطرق الجديدة، والأفكار الجديدة، ونجحت أحيانًا، وفشلت أحيانًا أخرى، لكنني مستمر في السير حتى يشاء الله.

شكرًا لمشاعرك الطيبة.

 

 

 

 

(ب.ع )- الرياض
صديقي، يا ذا العينين المتحفزتين كبدويٍ يَهمُّ بارتكاب جريمة شرف، سلاماً لك ولعينيك ولثورتك. أكتب لك الآن وهي المرة الأولى التي أخطُ فيها رسالة، بالطبع عدا مكاتيب غرامنا الأولى، حين كنا نستقي وهجنا اللفظي من الرعشة الأولى لفتاة تتلقى مكتوبها الغرامي الأول، وتغدو حينها أصابعها - من فرط الدهشة- قارسة كالجليد.

أمّا لماذا ؟ فلا إجابة أحتفظ ُ بها الآن بين يدي اللتين تحتفظان بالرعشة الأبدية.

(م.ي) - فلوريدا
الليلة يعرفها الحزن جيداً. أنا مضطر للمغادرة الآن نحو نزل قريبة على جادة راسيل سكوير، وهناك سأوافيك بدمعي الإلكتروني أيَان كنت. أنت تعرف كيف يكون الوضع في هذه المرحلة الدقيقة من التاريخ الجديد الذي أدلف إليه نحو سماوات جديدة أكثرَ اتساعا، وفي معيتي حزني المعتاد، وهو حزن لصيق كالقدر.

ف.ج - دبي
للتو الآن أفرغت بريدي المكتظ بالقلوب واللعنات ورسائل العشق. الليلة أدنو من حزني كبائع صحف متجول ينحني لسيارة صغيرة، وهو في الوقت ذاته يلقي إليها سيل الشتائم القارسة. في مرحلة كهذه تتبدى أمام ناظريك تفاصيل لم تكُ تلقي لها بالاً، ولن تشغل بالك لو أنك مررت بها هناك، في تلك المدينة التي تحل أكبر مشكلة فيها بقبلة على الأنف.

ع.ق - جدة
المساء يرخي سدوله على هذا الطريق الممتد مابين المدينتين المتجاورتين، لا يعكر صفوه سوى اضاءات مصابيح السيارات التي تمر سريعة بلمح البصر.


ع.ج - باريس
مالذي يمكن أن أقوله عن الشعر وعلاقتي به أيها الصديقُ الباريسي؟. إنه ذلك الأوكسجين الذي يضخ نسيمه في هاتين الرئتين النحيلتين، وهو الكأس الدهاق الذي تستلذ به الشفتان وكأنه بُشرى. إنه ذلك الشيء الغامض المختبئ في أضلعنا كاللغم الذي يسكن مرجاً يانعاً.

ليس الشعر هو ذلك الكلام المنمّق المصطف بأناقة كأسنان بورجوازي، ولا هو ذلك المموسق المقفّى الذي يستلقي بشهوة أقرب إلى الفحيح كمومسة مدرّبة ... إنه شيء أبعد من ذلك وأكثر عمقاً، فالشعر دون مشهد سينمائي لا يعدو كونه رفثٌ لغوي يحتوي على كل شيء ماعدا الشعر، ويقترب من كل شيء تقريباً ولكنه لا يقترب من فوضى الروح التي تسبب أولى أبجديات نزيف اللغة الشعرية.

"الشعر طويل سلمه"..ويا لهذا السلم السديمي الذي لا يبتدئُ ولا ينتهي.

س – واشنطن

بإمكان أي شخص أن يعلن عن رحيله الأبدي كيفما يشاء، فذلك النوع من القرارات جديرٌ بالاحترام ..
لكن علينا أن نكون أكثر صراحة مستقبلا ً حين نهمُّ بفعل أمور ٍ من هذا النوع،
See u

 





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !