رغم اختفاء بعض المعاني والكلمات الجميلة من حياتنا اليومية وتحول صورتها الى اللون الاسود بلا اي الوان اخرى او اشياء تعطينا احساس بالبهجة فإن بضع كلمات من الشاعر رياض صالح الحسين كفيلين بببعث شعور بالنشوة فهي اكثر من رسائل حب للحياة وللطبيعة ولاشياء نراها غائبة اليوم عنا ... بعض من اجمل رسائل حب من الادب العربي الحديث والسوري وهي :
سأبني شمسًا بثلاث نوافذ و أربعة أبواب
سأزوِّج البحر من فتاة النجوم
سأطلق غابة على الصحراء الكبرى
سأقلِّد الريح وسامًا من البرتقال
سأطفئ الجحيم بقطرة من الماء
و سأقول لك: أنا أحبك.
اخلعي حياتك و أوقدي شمعة
و لا تفكِّري كثيرًا بشهداء الأقاليم
لا تفكِّري بالبحَّارة التعساء
و لا بالقرصان الجميل
و لا تفكِّري بإفريقيا الخضراء
و لا بآسيا الرماديَّة
لا تفكِّري بالبجع و لا بالتماسيح
لا بالنهر و لا بالزورق
فقط اتركي نفسك بهدوء قرب شمعة
بذاكرة بيضاء و قلب صافٍ
و لنحاول معًا أن نعرف ما معنى الزمن
عندما، كجنديٍّ مسكين
يمدُّ ذراعه السليمة
طالبًا منَّا صدقة
جنديّ مسكين أو امرأة نحيلة
على السرير العاري كانا يموتان
(بهدوء... بهدوء... بهدوء)
تفتح المرأة عينيها و تنظر إلى الجندي بدهشة
يفتح الجندي ساعديه و يضمُّ المرأة بخوف
بدهشة و خوف كانا يموتان
و العالم حولهما يتداعى و يختفي
و الناس
الناس الوادعون
الطيِّبون
الأبرياء حتَّى رؤوس أصابعهم
كانوا ينظرون إليهما بلامبالاة
و حينما انتفض الجندي و طلب سيجارة
و حينما انتفضت المرأة و أعطته السيجارة
فتح الهواء الباب و أطفأ عيدان الثقاب...
أنا رجل مسكين
و أنتِ امرأة نحيلة
أنا بعيد
و أنتِ مثلي مثلي مثلي بعيدة
يداك الملوَّثتان بالحبّ
لا تغسليهما
الوحش المقتول في قلبك
اتركيهِ هناك يتفصَّد موتًا
ذثِّريه بالأغاني و ضعي يديه فوق صدره
و غدًا، أو اليوم،
عندما تصبح الحريَّة كالهواء مباحة
عندما يتداعى الأباطرة كالجدران القديمة
عندما يمتلك الجميع قليلاً من الرصاص
و كثيرًا من القلب
و غدًا، أو اليوم،
عندما نعرف و نفكِّر و نتألَّم بشكل حسن
و غدًا، أو اليوم،
سنحاول أن نسير في الشارع
نتكلَّم بغبطة و بلا خجل
و وحيدين نعود إلى البيت
متشابكي القلوب و الأصابع
و للشجر أن يكون أشد اخضرارًا
و للبحر أن يكون أشد اتِّساعًا
و مثلما يحقُّ للسكِّين أن يكون حادًّا و مؤلمًا
فللخطيئة الجميلة حقّها في أن تتكاثر كالأرانب
حيث في كلّ خطوة قمر مكسور
حيث
في
كلّ
كلمة
قبلة
مذبوحة.
التعليقات (0)