مواضيع اليوم

رسائل حب شرقية

رؤى نزار محمد

2009-11-14 16:59:58

0

رسائل حب شرقية

بين مي وجبران

 

 


من مي إلى جبران
11 آذار 1925

 
صديقي جبران
لقد توزع في المساء بريد أوروبة وأمريكة , وهو الثاني من نوعه في هذا الأسبوع , وقد فشل أملي بأن تصلني فيه كلمة منك . نعم إني تلقيت منك في الأسبوع الماضي بطاقة عليها وجه القديسة حنة الجميل , ولكن هل تكفي الكلمة الواحدة على صورة تقوم مقام سكوت شهر كامل ...
لا أريد أن تكتب إلي إلا عندما تشعر بحاجة إلى ذلك أو عندما تنيلك الكتابة سرورا , ولكن أليس من الطبيعي أن أشرئب إلى أخبارك كلما دار موزع البريد على الصناديق يفرغ فيها جعبته ! .. أيمكن أن أرى الطوابع البريدية من مختلف البلدان على الرسائل , حتى طوابع الولايات المتحدة وعلى بعضها اسم نيويورك واضح , فلا أذكر صديقي ولا أصبو إلى مشاهدة خط يده ولمس قرطاسه ...
ولتحمل إليك رقعتي هذه عواطفي فتخفف من كآبتك إن كنت كئيبا , وتواسيك إن كنت في حاجة إلى المواساة , ولتقوك إذا كنت عاكفا على عمل ولتزد في رغدك وانشراحك إذا كنت منشرحا سعيدا .

                                                                                  مي زيادة 

 من جبران إلى مي
9 شباط 1919
 

لقد أعادت رسائلك إلى نفسي ذكرى ألف ربيع
وألف خريف وأوقفتني ثانية أمام تلك الأشباح التي
كنا نبتدعها ونسيرها مركبا إثر مركب .. تلك الأشباح
التي ما ثار البركان في أوروبا حتى انزوت محتجة
بالسكوت , وما أعمق ذلك السكوت وما أطوله ! .
هل تعلمين يا صديقتي بأني كنت أجد في حديثنا المتقطع التعزية والأنس والطمأنينة , وهل تعلمين بأني كنت أقول لذاتي , هناك في مشارق الأرض صبية ليست كالصبايا , قد دخلت الهيكل قبل ولادتها ووقفت في قدس الأقداس فعرفت السر العلوي الذي اتخذه جبابرة الصباح ثم اتخذت بلادي بلادا لها وقومي قوما لها .
هل تعلمين بأني كنت أهمس هذه الأنشودة في أذن خيالي كما وردت على رسالة منك ولو علمت لما انقطعت عن الكتابة إلي , وربما علمت فانقطعت وهذا لا يخلو من أصالة الرأي والحكمة .
                                                                            

                                                                          جبران خليل جبران

 

 

هنا يجب ان اكتب شيئا وانا اقرء هذه الرسالة واتامل  سطورها ...وفكرة تواصل الانسان مع الانسان ..ففي السابق لم يكن الانترنت موجود ولاحتى الهاتف وكانت وسيلة تواصلهم هو ساعي البريد القادم كل ذات حين حاملا الامل والفرحة للمنتظر او المنتظرة على الطرف الاخر من العالم ؟؟؟؟ترى ماذا سيكون حال هذين الاثنان لو كان الانترنت بينهم ....؟ او حتى الهاتف ....؟ هل يمكن ان ترسم صورة اخرى لحب امتد على مدى ثلاثين سنة.....؟لااريد ان اتكهن بماذا يمكن ان يكون وكيف سيتطور مابينهم لو كانت التكنلوجيا قد دخلت حياتهم ولو كتبت  الرسائل التي حدثت بينهم عبر اي وسيلة كانت فهل  سيتطور مابينهم ....؟هل لانهم احبوا ارواح بعضهم البعض فلن يفيد وجود الوسائل الاخرى ولن تزيد او تقلل من تطور او انتكاس ماكان....؟ اسئلة اعترتني وانا اتأمل كلمات كتبت باحساس صادق من كل منهما ....على كل ورغم تخيلاتي الزائدة واحداث قصصي الوهمية قد انعشت بمجرد قراءة رسائلهم فاحمد الله على فقدانهم للتكنلوجيا ذاك الوقت فلولاذلك لما استطعت قراءة رسائلهم بعد حوالي قرن من الزمان...واذكر بذلك ماقالته احلام مستغانمي في احدى رواياتها ..(كم رسالة حب الغتها كلمة الو....!) او هكذا قالت .....

                                                                تحياتي                                                 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات