دروس الشهيد مهدي عامل (الصمت المتآمر)
مرت الذكرى الخامسة والعشرين لإستشهاد المناضل العظيم مهدي عامل (حسن عبدالله حمدان ) بصمت ، وننقل في الفقرات التالية مجموعة من رسائله التي تجدر قرائتها في الزمن الحالي حتى لا يكون الربيع العربي مجرد نزهة دم ،وتلك القراءة تتوجب بشكل خاص على نخب اليسار العربي وتحديدا في الاردن :
إقتباس أول :
" شرط من شروط نجاح الثورة ، أو إمكان نجاحها ، أن تكون وحدة التناقض بين النقيضين الطبقيين وحدة إختلاف ، لا وحدة تماثل ، أي أن يكون الطرف الذي هو فيها (أي الثورة) في موقع النقيض من الطرف المسيطر ، مختلفا عن هذا ، قادراَ على أن يمارس إختلافه عنه في شتى حقول الصراع الطبقي ،بما فيها الحقل الإيديولوجي."
سؤال : هل ينطبق هذا الشرط على السياق الاردني ؟ ام ان الحقيقة المرة هي أن وحدة التناقض هي وحدة تماثل وتكامل تؤكدها الأدلة التاريخية (هل يمكن للحرس القديم وجماعة الإخوان التي تمثل أقصى اليمين في السياسة والإقتصاد والثقافة كما يصفها عبد الحليم قنديل وسواه صناعة الثورة ؟؟؟ ونوجه السؤال الى الشهيد مهدي عامل فما الذي يقوله في هذا السياق هل يمكن أن تكون الثقافة المعارضة هي صنيعة الثقافة السائدة والمسيطرة ؟ :
إقتباس ثاني :
"يخطئ من يظن أن العلاقة بين الثقافة النظامية والثقافة الهامشية هي نفسها العلاقة بين إيديولوجية الطبقات المسيطرة وإيديولوجية الطبقات الكادحة . فالثقافة النظامية لا تنحصر في إيديولوجية البرجوازية المسيطرة ، إنها بالعكس تضم في إطار واحد هذه الإيديولوجيا ونقيضها الطبقي أيضا ، أو ما يسميه الفكر اليومي (الثقافة المعارضة )"
إقتباس أخير :
" أن يرى الفكر المتأسلم في الفكر الماركسي ، وليس في فكر آخر نقيضه يعني ببساطة أنه يرى فيه خطرا مباشرا يتهدده ويتهدد مواقعه الفعلية ، من حيث هو لأسباب تاريخية محددة، شكل رائج فيه يتحدد الفكر البرجوازي المسيطر . ومن شروط الصراع الإيديولوجي في طابعه الطبقي ، وفي ممارسته البرجوازية أن يجري تمويهه بتمويه طرفيه ، فلا يظهر كما هو في حقيقته الطبقية، كصراع إيديولوجي بين البرجوازية المسيطرة وفكرها الرجعي كفكر مسيطر ، والطبقة العاملة وفكرها الثوري كطرف نقيض ، بل يتستر في شكل صراع بين إسلام وغرب ، وهذا بالضبط إسلام البرجوازية وغربها".
هل نحتاج الى أدلة لإثبات مضمون الإقتباس الأخير ؟ أم ان متابعة سلوكيات قيادات جماعة الاخوان وزياراتها للسفارات والغرب والضمانات التي تقدمها دليل كافي ؟
الصمت حيال الحقائق السابقة صمت مدان ، وهو يرتقي الى ما يطلق عليه مهدي عامل وصف (الفكرالعدمي) أو التآمر بالصمت، حيث لا يعارض اللاوعي الإجتماعي القائم ، فيعمل على ترسيخه دون قصد.
التعليقات (0)