مواضيع اليوم

رسائل الثوّار...على أجنحة الحمام.

Saleem Moschtafa

2012-02-19 09:43:22

0

 

 

في كل يوم يمرّ تطالعنا الثورة السورية بابداعات ربما تتفرّد بها عن غيرها من الثورات السابقة، ففضلا عن ابداع الدم المسفوك يوميا يجترح الثوّار مقوّمات صمودهم و عناوين تلفت الإنتباه الى خصوصية ثورتهم.

فآخر ابداعات العقل الثوري في سوريا جاءت هذه المرّة على أجنحة الحمام الزاجل، فبعد أن استطاع أمن النظام و شبيحته قطع أوصال المدن بالتزامن مع القطع الدوري لخدمات الهاتف و الإنترنت، لم يرى الثوّار بدا من التوسّل بـ "خدمات" الحمام الزاجل للتواصل في بينهم داخل الحي الواحد.

فعليا و على أرض الواقع ربما نعلم أن الخطوة ليس لها من الفاعلية الكثير، و لكنها بالتأكيد خطوة حبلى بالإشارات الرمزية التي لا يخطأها عاقل، و من بين أهمّ تلك الإشارات أنه لا أحد بامكانه اعادة عقارب الساعة الى الوراء، و أن ماكان لن يكون له وجود في المستقبل، هذا ما يؤمن به الثوّار و يعملون من أجله حتى و لو استعانوا بالحمام الطائر في السماء.

قديما عرف الحمام الزاجل خاصة بنقل رسائل المحبين، و لكن على ما يبدو أن الثوّار في سوريا أرادوا أن يستذكروا بداياته كـ"ساعي بريد"، حيث استخدم منذ سنة 24 قبل الميلاد في الأغراض الحربية عندما حصارت جيوش القائد الروماني (مارك انطونيو) قوّات القائد (بروتس) في مدينة (مودلينا)، الا أن (اكتافيوس الثالث) كان على اتصال دائم بـ(بروتس) للإطلاع على صموده عبر الرسائل التي يؤمنها طائر الحمام الزاجل.

بشّار الأسد أخطأ كثيرا، كما أخطأ من خلع من قبله، عندما ظن أن الشعب الذي استكان لأكثر من اربعين سنة سيواصل الإستكانة، و أن قصف حمص سيمرّ كما مرّت مثيلتها منذ ثلاثين سنة، فثوّار سوريا يثبتون له كل يوم انها لن تمرّ...و حتى الحمام الزاجل في السماء يؤمّن على ذلك.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !