لا محل للشكر على شهادة ..
و ربنا الله تعالى يأمرنا في كتابه الحكيم بألا نكتم الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه ... ولقد كنا من الشهداء (عليك ) بما هو محسوب عندنا (عليك ) من مثالب منذ ولجنا المدونات وإلى الآن ..وكذا فلا يجوز لنا أن نتورع عن الشهادة ضدك وأن نقيم عليك الحجة بما هو محسوب عليك عندنا ..
فإذا جاء يوم نشهد فيه ( لك ) بما هو محسوب عندنا ( لك ) من مناقب ..
فلا يجوز لنا أن نتوانى عن الشهادة لك بذلك .. وما كان الله تعالى بظلام للعبيد .. فقد جعل حسابه لجميع خلقه .. من مسلم وكافر.. ومن بر وفاجر .. جعل حسابهم على مثقال الذرة .. (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) ) .. ولسنا نادمين أبداً على شيء رأيناه واجباً علينا..
وفي الإسلام قاعدة مؤداها :
(ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (96)) وكذا ((وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34))) وكذا ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)) صدق الله العظيم ...
لذا فإننا وأمام ما رأيت وما نرى وقد أوغلت في استثارة حفائظ الناس بالمساس المباشر بما يعتقدون وهم يرون أن دافعك من وراء ذلك لم يكن بحثاً نحو حقيقة أو سعياً وراء معرفة أو تثبتاً من يقين أو نفياً له بقدر ما هو انصراف إلى التجريح وتعقب مواطن الطعن فيهم وفي عقيدتهم ومقدساتهم ..
لذا كان هذا الرد العنيف والهجوم الضاري الذي لا تخطؤه عين وانتفاء القبول عند الغاضبين منك ... فلم يقبلوا حتى التفرقة بين مناقبك ومثالبك ..
ونحن في ذلك لا نكرههم عليك ولا نكرهك عليهم .. (كل نفس بما كسبت رهينة) ...
ولا يجوز لنا أن نحمل عليك .. ولا ينبغي لنا أن نحملك على فكر أو نهج أو عقيدة أو نظرية أو فهم أو تأويل لا تقبله نفسك ولا ترغبه ولا تريده ..
فأنت كما تريد . وأنت كما تنهج.. وأنت كما تعتقد .. وأنت كما تحب.. وأنت كما تدين... ولكنك كما تدين تدان ..
كل كلمة قلتها في مقالي عنك هي حقيقة من وجهة نظري لا أحيد عنها ولا أتراجع ..فقد تعلمت كثيراً مثل غيري ..
وأول شيء تعلمته منك ومن كثير من المدونين المثقفين بإيلاف هو أن أنفض الآلية والركود والتقليد عن عقلي وروحي .. وأن أعمل فهمي وحواسي ومداركي.. وأن أوسع في إطلاعي وقراءتي ..
وقد فعلت ذلك وازددت بالله وبديني وبعقيدتي يقينا وانتماء واقتناعاً فلا ننكر فضلكم جميعاً في استثارتنا و تحفيزنا وتنشيط حواسنا وأهمها الإدراك.. وكما يقال (( بضدها تعرف الأشياء)) ...
كما لا ننكر أيضاً أنكم قد زودتم المدونات بذخيرة من الحراك العقلي والثقافي والمعرفي والإنساني أثرت المدونات وأثرت فينا .. وهو ما يتسمى تحت بند تلاقح الأفكار ... وهذا ما قصدناه من حرصنا على بقاء التنوع في إيلاف وهو ذاته ما عنيته أنت في تعليقك علينا من وجوب التنوع للإثراء الثقافي الذي يصب في خانة الثراء المعرفي ...
كنا نتمنى أن يبقى التنوع ..
فكما قلنا من قبل في مقالنا (مدونات إيلاف نزعت ورقة التوت الأخيرة) والذي أشدنا من خلاله بالتنوع الفكري والعقائدي والثقافي والمعرفي بين أناس من شتى البقاع اختلفت ألوانهم وأجناسهم ومذاهبهم ومعتقداتهم وأديانهم وأفكارهم ومعارفهم ومشاربهم وأهواؤهم وثقافاتهم ..
فكنا نتمنى أن ينصهر هذا الخليط جميعه في بوتقة العقلية العربية لتكون مادته حافزاً على اللحاق بركب الحضارة والعلم والتقدم الإنساني ...
قلنا ما لك .. كما قلنا ما عليك ..
ولأننا لسنا كما فهمنا من زملائنا المعلقين خطأ .. أقول لسنا نملك مفاتيح المنح ولا مغاليق المنع .. ولا سلطة ولا سلطان لنا على أحد لنسمح له بالكتابة أو لمنعنه من الدخول ليكتب ما يشاء ..
فلكل إنسان أن ينشيء بدل المدونة مائة وألفاً على إيلاف لا يمنعه أحد ولكل إنسان أن يكتب ما يشاء له الهوى .. أو اليقين..
ولكننا كما أعربنا لك ودون سابقة توقع عن تمنياتنا بعودتكم واستئناف الكتابة في إيلاف لما تحظاه من تميز وتفرد ..
فإنه وبالمقابل ندعوك إلى أن تعرب عن قناعاتك ومعتقدك كما شاءت لك إرادتك وكما شاء لك هواك ولكن في حدود ما لا يعتبر طعناً متعمداً في عقائد الناس بقصد التجريح أو الامتهان أو التحقير أو الحط من شأن المقدسات والأديان ...
ولأن المفاهيم نسبية ولا يستطيع أحد أن يرضي جميع الناس لاختلاف المفاهيم والمدارك والمشارب والأهواء إلا أنه توجد قواعد ثابتة من (الاحترام) الذي يستشعره الإنسان حتى في ذروة النزال والطعان مع عدوه ..
نتمنى أن تكون هذه القواعد أسساً مشتركة وحاكمة ليس بينك ومخالفيك بل يجب أن تكون قواعد يلتزم بها الجميع وأولهم مخالفوك أنفسهم عليهم أن يلتزموا بها معك .. حيث يجب أن يكون الاحترام متبادل .. والتوقير متبادل ..
لسنا ننصب محاكمة لأحد ..ولسنا مخولين بإدانة أحد أو بتبرئته .. ولا نملك صكوك غفران .. ولسنا دعاة .. كما أننا لسنا أدعياء.. ولسنا أوصياء على أحد .. ولسنا متربصين بأحد.. ولسنا نتميز على أحد بشيء .. كما أننا لسنا نقع تحت سيطرة أحد بشيء .. وليس لنا أن نجبر أحداً أو نحمله على غير ما يعتقد ..
كما ليس علينا أن ننصاع لأحد انغلقت مفاتح السماحة والعفو والدفع بالتي هي أحسن عنده حتى يحملنا على المعاداة وعلى الموالاة بالشدة وبالغلظة في غير موضعهما أحايين كثيرة...
في كل حال نحن بشر .. فكما تجمعنا إنسانيتنا .. فقد تجمعنا وتفرقنا عقائدنا وأهواؤنا وثوابتنا وأفكارنا وسلمنا وحروبنا .. ومطامعنا وحقوقنا .. ولغاتنا وجنسياتنا ولهجاتنا ومذاهبنا وأعراقنا ..
فمهما تفرقت بنا السبل ..
ومهما تقطعت بنا الطرق ..
فإن شيئاً مشتركاً يجمعنا ولا ينبغي أن نغفله أبداً ..
ذلك هو إنسانيتنا ...
آسف للإطالة التي اضطرتني أن أفرد الرد على تعليقكم المحترم الذي نشكركم عليه في موضوع مستقل ..
شكرا لك ..
وشكراً لكم جميعاً ...
التعليقات (0)