رد على السيد النهري الاسلام جزء مهم من الحياة.
سابداء ردي على ما قال السيد النهري من النهاية لانها هي بداية ما يريد ان يقول بنظري , ان الاسلام هو دين ودولة , يقول السيد النهري (( لقد توفي رسول الاسلام دون ان يترك لامته نهجا سياسيا واضحا يسيرون عليه، فهو لم يسمي خليفة من بعده، ولم يذكر للمسلمين كيف ينبغي ان تصبح امور السياسة بعده، وهذا ان دل على شيء فانما يدل على ان الاسلام، جاء كدين يحدد علاقة الانسان بخالقه، ولم يات ليحكم الناس ويتسلط على رقابهم. ))
اولا ان القول بان الرسول الكريم محمد ((ص)) لم يستخلف احدا بعده هو قول مغالط مضلل استخدمته المذاهب الاسلامية تارة لتثبيت احقية ابي بكر بالخلافة وتارة لتثبيت احقية علي بن ابي طالب بهذه الخلافة وهذا شيء ليس في سياق حديثنا الان , المهم فيما نريد ان نقول هو ان الرسول الكريم محمد ((ص)) استخلف ابي بكر خليفتة للمسلمين وذلك مثبت بوقائع حدثت اثناء مرضه ((ص)) فعن عائشة ((رض)) عنها قالت قال لي رسول الله ((ص)) " ادعي لي عبد الرحمن بن ابي بكر اكتب لابي بكر كتابا لايختلف عليه احد بعدي " وهذا دليل على انه استخلف ابي بكر من بعده ولم يترك امته بدون رجل سياسة يقود الدولة ,اما قول السيد النهري بان الرسول الكريم ((ص)) توفي دون ان يترك لامته نهجا سياسيا واضحا فهو ايضا قول مضلل لماذا ؟ لان نصف ايات القران وسوره جاءت لتعليم المسلمين وارشادهم في تدبير امور حياتهم حتى ان بعض الايات كانت تنص على مبدا الديمقراطية بصورة دقيقة مثل قوله جل وعلا ,(بسم الله الرحمن الرحيم , وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ .آل عمران159) ثم ان الاف من الاحاديث الصحيحة تنظم الحياة المادية للمسلمين جاءت على لسان الرسول الكريم ((ص)) ,وانا اسال السيد النهري واقول له الا تكفي هذه الاية لتثبت ان الاسلام دين دولة وحكم . ان القول ان انتهاء فترة حياة الرسول الكريم ((ص)) هو انتهاء لزمن دولته يدعوا الى ترك القران جانبا وترك السنة جانبا وترك الدين في المحصلة النهائية لان من اتى به وكان وسيطا بين الله وعباده قد رحل ولم يبقى له وجود فعلينا ترك ما جاء به ببساطة كما يدعوا بذلك السيد النهري , وانا اسال هنا اذا كان هذا صحيحا فما فائدة ان ينزل الله كتابا منشورا لدينه مادام هذا الدين ينتهي برحيل الرسول , واتمنى ان يجيبني السيد النهري على ذالك . وسؤال اخر اذا كنا لانقبل ان نكون تحت سلطة قوانين وضعها الله خالقنا فكيف نقبل ان نكون تحت سلطة قوانين وضعها بشر مثلنا وارجوان يجيبني السيد النهري على ذلك ايضا .
يقول من يدعون الى فصل الدين عن الدولة على شاكلة مايريده السيد النهري , ان الدولة عبارة عن جمعية وجدت لخدمة مصالح الناس اذا الاسلام لا مكان له فيها , وانا اسال اذا لم يكن الدين المنزل من الله يدعوا الى خدمة الناس في حياتهم وينظمها بالصورة الدقيقة التي تجعل الحياة بافضل صورة يريده الله لخلقه فاي قانون واية جمعية توفر هذه الخدمة للبشر ؟ .
انا لاانكر ان بعض الحكام اتخذوا الدين وسيلة لظلم الناس وحرمانهم ولكن هذا ليس ذنب الاسلام بل ذنب من يطبق هذا الاسلام وهذا لايعني مطلقا ولا يعطينا الحق ان ندعوا لابعاد الدين عن الحياة العامة للناس , ستقول لي ان الناس في اية دولة لا يمكن ان يكونوا على دين واحد واقول لك هذا صحيح , لكن الم يحدد الاسلام العلاقة بين المواطنين من دين الاسلام في الدولة الاسلامية والمواطنين من الاديان الاخرى , بصورة تحفظ حقوق غير المسلمين بشكل كامل , ان تسمية المواطنين غير المسلمين في الدولة الاسلامية (باهل الذمة ) يكفي بان نقول ان الاسلام حفظ حقوق غير المسلمين في دولة الاسلام ,وهي تعني جعلهم تحت حماية المجتمع الاسلامي وليس المؤسسة الاسلامية الرسمية فقط بل عامة المسلمين في دولة الاسلام فلا يجوزللمسلم الاعتداء على الذمي على اساس عدم ايمانه بالاسلام , ففي مسالة الايمان حددت الشريعة الاسلامية بان الايمان يحاسب عليه الله وحده وليس البشر .ان حياة غير المسلم في الدولة الاسلامية كانت امنة محفوظة فمثلا هم غير مفروض عليهم الجهاد على عكس المسلم الذي يجاهد بدمه وماله حماية للدولة التي يعيش فيها هو وغير المسلم , ستقول لي انهم كانوا يدفعون الجزية واقول لك نعم ففي النظام العلماني على المواطنين ان يدفعوا ضريبة مادية لقاء حصولهم على الخدمات العامة ,ان كل ما تقدم يؤكد ان تطبيق الشريعة لايمكن ان يكون ضد حقوق غير المسلم المدنية في دولة الاسلام , شرط عدم مساسها بمقدسات واخلاق المجتمع الذي يعيش فيه وهذا موجود في المجتمعات العلمانية فمسالة احترام المجتمع من الامور التي تجلب الخير والاحترام للفرد .
انت تعيب على قوله ان العلمانية تفرض على راس الدولة ان يكون علمانيا لكي يستلم الحكم , وهذا رايناه في المشاكل التي يواجهها الاسلاميون في تركيا اليوم من قبل العلمانيين مع ان هؤلاء الاسلاميين لايطبقون الشريعة بل جزء يسير منها . فالعلمانيون في تركيا يتدخلون حتى في خصوصيات الحكام فهم يعيبون على زوجة رئيس الوزراء لبسها لغطاء الراس ويقاطعون المناسبات التي تحضرها فهل هناك تشدد اكثر من ذلك وهل هذا من حيادية العلمانية التي تقول بها انت ياسيدي .
انا لااقول بالدولة الاسلامية على طريقة الخميني ولا على طريقة الطالبان او القاعدة بل اقول بعدم الغاء الدين من الحياة كعامل مهم في تكوين حياة الناس وحفظ حقوقهم وتحديد واجباتهم فالعلمانية الجامدة خاطئة بحق الله والدين والانسان والدولة الاسلامية المتشددة عبئا على الانسان وحياته في الوقت الحاضر لابتعاد الناس عن الايمان الكامل لما تفرضه عليهم الظروف التي خلقها نمط الحياة الحاضر , ان هناك امثلة من واقعنا الحالي تثبت ان الدين يمكن ان يكون جزء كبير من التشريع ومن حياة الدول دون مشاكل تذكر , وامامنا النموذج السعودي قد يكون مثلا جيدا للاندماج الذي يمكن ان يكون بين الدين والدولة ....
التعليقات (0)