مواضيع اليوم

رد على اكاذيب الظواهري

Hatem Dawoud

2011-06-10 21:15:02

0

 

خرج علينا الظواهري مرة ثانية من كهفه كالخفاش بحلة جديدة، رغم اننا لن نتفاجأ اذا اكتشفنا فيما بعد بأنه كان يعيش في دار كبيرة وسط زوجاته و اولاده كما كان حال صاحبه بن لادن الذي ادعى الزهد و ترك المال و العيال و ملازمة الكهوف و الجبال و البراري للجهاد و اذا به يعيش مستريحاً في مجمعه لا يبارحه ابداً. و مع هذا يخرج علينا الظواهري ليعيد علينا امجاد بن لادن الزائفة .تخلى هذه المرةعن خلفية المكتبة التي كانت تظهر في مقاطع الفيديو السابقة لتعزيز صورة مفكر القاعدة، جاء هذه المرة بديكور جديد الا وهو نفس البندقية التي كان يضعها صاحبه اسامة بن لادن الى جانبه متمنياً ان تكون هذه الحركة ستمنحه زعامة تلك المجموعة المجرمة التي تسمى القاعدة .  فليس كل من حمل سيفاً اصبح مبارزاً.

خرج علينا لينعى صاحبه بكلام مليء بالمغالطات و الكذب المفضوح الذي لا ينطلي على احد الا على الحمقى ممن يصدقون الشعارات الزائفة التي تطلقها القاعدة لتبرير اجرامها و قتلها الاعمى . دعونا نستعرض بعض ما جاء في معلقة الظواهري و نناقش ما ذكر بشكل عقلاني و منطقي بعيداً عن الشعارات والجعجعة الفارغة .

في البدء كرر الظواهري كذبة ان بن لادن قد ترك رغيد العيش و عائلته و اهله و ماله و اختار الطريق الصعب ، طريق "الجهاد" و العيش بالبراري و الجبال و الحياة الخشنة لينكشف بعد ذلك زيف ما يدعي . فيظهر بان اسامة بن لادن كان يعيش وسط اهله و عياله و زوجاته في بيت من ثلاث طوابق تفوق مساحته مساحة بقية الدور في الحي بثماني اضعاف. و مع خدم و حراس و لا يبرح الدارفيما كان يدعو الناس الى الخروج و قتل الابرياء و القيام بالتفجيرات الانتحارية التي حصدت ارواح الابرياء في الدور و المساجد و الاسواق. فيما كان هو يجلس مرتاحاً في بيته امام شاشة التلفاز كان يتفرج على ما تصنع القاعدة و مجرميها بالعباد و كيف يتساقط الشباب ضحية لخداعه و كذبه.

خرج علينا الظواهري بتأكيد جديد يثبت تورط القاعدة بجرائم الحادي عشر من سبتمبر فبعد ان سمى هجمات نيويورك و واشنطن و بنسلفانيا بالاسم و وصف مرتكبي هذه الجريمة بالنسور الاستشهاديين توعد بنهاية خطابه بثلاثاء اخر على حد قوله. و مع هذا سنظل نسمع من يخرج علينا بنظريات المؤامرة و يحاول تبرئة ساحة القاعدة من هذه الجريمة النكراء التي باركوها و باركوا منفذيها والقي القبض على عقلها المدبر و قدم للمحاكمة بعد اعترافه بكل التفاصيل. في حين يبقى هناك من يشكك و يقول بشكل يثير الاستغراب ، ليسوا هم.

مما يثير السخرية في خطاب الظواهري هو محاولته الهجوم على الولايات المتحدة و انتقادها لمقتل المدنين و اساءة معاملة الاسرى على حد زعمه . هلا اخبرنا الظواهري مثلاً كيف تعامل القاعدة اسراها ؟ اي نوع من العقاب عاقبوا به الزرقاوي الذي ذبح مدنييين عراقيين و اجانب مثل المقاول المدني نيكولاس بيرغ امام شاشات التلفزيون فقط لغرض امتاع انفسهم ؟ ماذا فعلوا مع من قتل مارغريت حسن الامراءة المتزوجة من عراقي و التي عاشت في العراق على مدى عقود امنة وسط ابناء الشعب العراقي و كانت تدير منظمة انسانية لمساعدة ابناء الشعب العراقي؟ هلا اخبرونا كيف تعاملوا مع الصحفية اطوار بهجت مراسلة العربية يوم اسروها في مدينة سامراء؟ هلا اجابونا كيف تعاملوا مع من يرسلون الانتحاريين لقتل الزائرين الذين يحيون ذكرى الامام الحسين في الوقت الذي يشبهون مقتل اسامة بن لادن بمأساة الامام الحسين. هذا التصريح بالذات في غاية السخرية.  اين الثرى من الثريا.

من ثم يدعي الظواهري ان القاعدة  تحمي المسلمين و انها جائت لخدمتهم و لا يجب ان يفجروهم في الجوامع  و الاسواق. و خير دليل على كذبه الاشر حادث التفجير الاجرامي الذي تعرض له المصلون في صلاة يوم الجمعة الماضية في محافظة صلاح الدين في العراق و لم يكتفوا بذلك فأصروا ايضاً على ان يخدموهم  بعد ان قتلوا المصلين و يرسلون انتحارياً اخر الى غرفة طوارىء المستشفى الذي يعالج جرحى  ذلك الانفجار. اي نفاق هذا و اي كذب.

و بعد هذا يتسأل الكثيرون عن سبب كره العراقيين للقاعدة و هجومهم عليهم على صفحات الانترنيت . في حين يحاول البعض وضع ذلك في اطار طائفي بغيض ليجد مبررات لهذا الكره و الرفض ، يتناسون ان من هب لتطهير ارضه و بلاده من هؤلاء المجرمين الذين اوغلوا في قتل ابنائهم و بناتهم هم العشائر العربية السنية في محافظات مثل الانبار و صلاح الدين و ديالى بعد ان ذاقوا المر من اجرام القاعدة و سفكها الاعمى للدماء و نسوا ما قامت به مجالس الصحوات من مطاردة لفلول القاعدة و تطهير مدنهم منهم ، في حين يدعي الظواهري كذباً بأن القوات الامريكية تركتهم  لمجاهديه !! على الشيخ العظيم ان يعرف بأن الشعب العراقي لديه رؤية مختلفة لحد بعيد.

  يخلط الكثير بين دعمنا للمجاهدين الافغان ابان الاحتلال السوفيتي لأفغانستان و بين وجود القاعدة في افغانستان و يتهموناً خطأً بأننا نحن من اوجد القاعدة. ذلك ليس صحيحا ولعدة أسباب بديهية منها أننا لم نكن بحاجة لجلب مقاتلين عرب ( او ما يعرف بالافغان العرب) لا يعرفون المنطقة و لا يعرفون اللغة و لا يعرفون العادات الافغانية و ندربهم و نزودهم بالسلاح و الاموال في حين كان هناك عشرات الالاف من الشباب الافغاني المستعد للقتال و الدفاع عن بلده . كما ان هؤلاء المتشددين الاسلامين من الافغان العرب معادون للغرب اصلاً فلا يمكن ان يكونوا حلفاء له. و قد جاء كلام الظواهري ليؤكد ما كنا نقوله دوماً من ان المجاهدين الافغان الذين دعمتهم الولايات المتحدة في افغانستان هم غير القاعدة المجرمة ، فوصف الظواهري  المجاهدين الافغان بالمنافقين في اكثر من مكان في خطابه انما يؤكد بان القاعدة و المجاهدين الافغان كانا على طرفي نقيض بل حتى انه وصف كيف انهم كانوا في قتال معهم احياناً.

لم يكتفي الظواهري بالتبجح بالهجوم على قندهار و مهاجمة عناصر الامن الافغانية و قطع الطرق على حد زعمه بل دعى ايضاً ابناء باكستان الى ان يقتل احدهم الاخر و ان يقتل الباكستانيون اخوتهم و ابنائهم من افراد قوى الامن الباكستانية و افراد الحكومة الباكستانية المنتخبة من قبل الشعب الباكستاني. يبدو ان القاعدة لا يهدأ لها بال حتى ترى المزيد من المسلمين يقتلون اخوتهم المسلمين و تسفك دماء المسلمين في الشوارع كالانهار . ربما هذا يفسر حقيقة ان 95 % من ضحايا القاعدة في الخمس سنوات الاخيرة هم من دول الشرق الاوسط و يدل هذا على كذب القاعدة في ادعائها  الدفاع عن الاسلام و المسلمين في حين ان اغلب ضحاياهم من المسلمين و من سكان الشرق الاوسط.

 

 

cid:image001.png@01CC278F.A4EC2DD0

حاول الظواهري جاهداً الصاق قاعدته و فكرها الدموي الهدام بما يحصل بالعالم العربي من ثورات شعبية يقودها شباب واعي و مثقف. هل كان بو عزيزي من رجال القاعدة؟ هل كانت الجماهير التونسية التي خرجت مطالبة بالاصلاحات الديمقراطية بشكل سلمي تتبنى نهج القاعدة في القتل و التفجير؟ ما هي النظرة المستقبلية التي قدمتها القاعدة لشباب و شابات ميدان التحرير الذين قاموا بأعتصام سلمي مطالبين بالحرية و الاصلاحات الاقتصادية و المزيد من الحريات المدنية ؟ هل هذا هو برنامج عمل القاعدة و ما تدعو اليه؟ هل خرج الشباب و اقاموا حملات عبر الانترنيت و الفيس بووك مطالبين بتغير حكوماتهم لتصبح حكومات دكتاتورية و استبدادية تقتل و تكمم الافواه و تقمع الحريات الفردية و المدنية كما كان الحال ابان حكم طالبان؟ ! هل هذا ما كان يصبو اليه الشباب

العربي؟ اجيبوني او اجيبوا الظواهري الذي يدعي ان هذا هو ما يصبو اليه شباب الامة العربية و يدفعون حياتهم من اجله.

 

www.youtube.com/user/StateDepartment

 

و ختاماً اسأل الظواهري هل كنت انت و قاعدتك من وقف في ميدان التحرير وعبر عن دعمه لتطلعات و مستقبل شعب مصر و استمع و تحدث اليهم ام كانت الوزيرة كلنتون و التي زارت ميدان التحرير و استمعت الى ابناء شعب مصرة لمعرفة افضل السبل لمساعدة مصر و التي سمتها كما يصفها ابنائها  بـ ( ام الدنيا ) في مؤتمرها الصحفي هناك.

 

U.S. Secretary of State Hillary Rodham Clinton, centre right, shakes hands with a child as she takes an unannounced walk through Tahrir Square, Wednesday March 16, 2011, in Cairo, Egypt.

 نوكد لك بان مصير قاعدتك سيكون مزبلة التاريخ و ستسير الشعوب العربية و المسلمة  نحو المستقبل من دون فكركم الدموي الهدام الملطخ بدماء الكثير من الابرياء.

 

سعد باسم .

فريق التواصل الالكتروني .

وزارة الخارجية الامريكية.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !