يبدوا أن الشعب الايرانى قرر التحدي للمجتمع الدولي وأيضا رفض مد الأيد الى أوباما الذى مد يده للشعب الايرانى منذ وصوله لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية لتحسين العلاقات بين إيران من جهة وبين الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي من جهة أخرى لان الشعب الايرانى يدرك تماما سياسة أحمد نجاد المتشددة والمتمسكة بمبادئ الثورة الا سلاميه بإيران ولذالك الإمام الخامنئى لم يخفى تأييده لنجاد ورغبته فى تولى نجاد الرئاسة لفترة ثانية والأخيرة وبكل صراحة ليس هذا رد الشعب الايرانى وحده على المجتمع الدولي وعلى أوباما ولكنه رد الإمام الخامنئى 0الذى له تطلعات كبرى لتوسيع الدولة الشيعية وتصدير الثورة الإسلامية الى البلدان المجاورة 0 وما يجب علينا جميعا أن نعرفه في مبدأ الانتخابات الرئاسية الإيرانية, أنه توجد حريةشعبية في اختيار الرئيس وهو أمر غير موجود في معظم دول العالم الإسلامي التي يكون فيها الرئيس إما رئيساً أبديا عبر استفتاءات شعبية شكلية, وإما وريثاً لسلالةحاكمة. ويسجل لإيران هذه الحرية في اختيار الرئيس وان كانت الانتخابات اقرب إلىالاستدلالية ولا تمثل شكلاً ديمقراطيا بالمعنى المفهوم للديمقراطية بسبب سلطة الإمام الخامنئى المطلقة في اتخاذ القرارات.
إذا الطريق إلى الرئاسة في إيران له أبعاد دينية أولا وشعبية ثانياً والبعدالديني في المقام الأول لان السلطة الدينية المتمثلة بالمرشد الأعلى للجمهوريةالإسلامية فوق كل اعتبار, فمرتبة( المرشد الأعلى) هي أعلى السلطات ثم تأتي سلطة رئيساللجمهورية وهو يشبه إلى حد كبير رئيس الوزراء في الدول ذات النظام الجمهوري, إضافةإلى السلطات الأخرى الفريدة والبارزة التأثير في الحياة السياسة الإيرانية إن كانت داخلياً كمجلس الخبراء ومجلس صيانة الدستور أو خارجياً كالمجلس الأعلى للأمن القومي ومصلحة تشخيص النظام.
من هنا نستطيع القول أن انتخاب رئيس لإيران يخرج أولا من تحت عباءة الإمام الخميني وهذا الولي من المفترض أن ينوب عن المهدي المنتظر في الإيمان الشيعي, وبالتالي تصبح سلطته مطلقة واقرب إلى الإلهية فهي غير قابلة للنقاش. ومن حقه الاعتراض على احدالمرشحين في الانتخابات. كما من حقه رفض الرئيس المنتخب إذ ما وجد في انتخابه مايتعارض مع مبادئهم. إضافة إلى تدخل المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية في كافة شؤون البلاد والعباد بمافيها السياسة الخارجية والعلاقات مع الدول الأخرى وهذه السلطة منصوص عليه في الدستور الإيراني في البند الخامس من الفصل الأول على النحو التالي " في زمان غياب ولي العصر (الإمام الثاني عشر المهدي الغائب) عجل الله ظهوره, تقع ولاية الأمروالإمامة على عاتق الفقيه العادل والمتقي, المدير والمدبر, والواعي بزمانه الذي يتحمل هذه المسؤولية طبق المادة 107 في الدستور الإيراني.
مع العلم أن الملف النووي قد بدأ مع خاتمي الذي أجاد في امتصاص ردات فعل المجتمع الدولي على المشروع عبر بناء علاقات ممتازة مع الدول العربية على رأسها السعودية, وعلاقات ود وصداقة مع الدول الأوروبية, وعلاقة احترام مع الولايات المتحدة, دون الخروج عن مبادئ الثورةالإسلامية والأسس التي قامت عليها.
إذا كان عهد احمدي نجاد عبارة عن أزمات اقتصادية واجتماعية, ومشاكل داخليةمتراكمة مع الأقليات والقوميات غير الفارسية, وعلاقات خارجية متوترة حتى مع دول الجوار بحيث لم يترك دولة صديقة لإيران غير فنزويلا وكوبا لتقاطعهم فقط في العداءلأمريكا. وأيضا سوريا من أجل العداء لإسرائيل وهى جسر التواصل لحزب الله بلبنان وقطر التي لايعرف لها أحد أي هوية أو اتجاه0 وعلى رغم كل هذا الانهيار الذي أصاب إيران على يده, ولكن للأسف أغلبية الشعب الايرانى أراد أن يختار احمد نجاد رغم كثرة الأزمات التي تعرضت لها إيران بسببه سواء داخليا أو خارجيا لكن هناك أساله تدور فى أذهان الكثيرين هل تستقر الأوضاع فى إيران بعد فوز احمد نجاد وهل يحدث تقدم فى العلاقات الإيرانية الأمريكية؟ وهل تتعدى إيران أزمة العلاقات مع الدول العربية ؟ نحن ننتظر فى الأيام القادمة إجابة على هذه الأسئلة مع توقعنا بأنه لايحدث جديد فى ظل وجود احمد نجاد وفى ظل طاعة الإيرانيين العمياء للإمام الخامنئى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية والقائم الفعلي بإدارة إيران 0
التعليقات (0)