مواضيع اليوم

ردّات فعل.... لا أكثر

Saleem Moschtafa

2012-05-15 08:17:46

0

 

العنوان هو الوصف المثالي و الواقعي للسياسات الخليجية و التي تتبعها دول مجلس التعاون الخليجي في اطار تلك المنظومة.

ففجأة كثر الحديث عن اتحاد متوقّع بين المملكة العربية السعودية و مملكة البحرين و ربما بين دول خليجية اخرى، بالتأكيد نحن نتمنى أن يتجسّم هذا الإتحاد على أفضل الوجوه و لكن ليس بالأماني وحدها يحيا الإنسان يا صديقي على وزن القولة المسيحية الشهيرة.

فالواقع الخليجي الذي هو امتداد جيني للواقع العربي ككل، يعيطينا الإنطباع في كل مرّة بأن العمل الخليجي ماهو الا ردود فعل آنية و ظرفية و بالتالي تتّسم بقدر كبير من الإعتباطية و العفوية و ليست أفعالا تؤسّس على عمل مؤسّساتي ممنهج يسبقه تخطيط و تؤطره رؤية واضحة المعالم.

فكلنا نتذكّر منذ سنة تقريبا الدعوة التي أطلقها العاهل السعودي لإنضمام كل من الأردن و المغرب الى عضوية مجلس التعاون الخليجي، حيث كان من الواضح أنها ما كانت آن ذاك الا ردة فعل آنية في مواجهة المد الثوري الذي اجتاح بعض الدول العربية القريبة منها لدول المجلس و البعيدة عنها، و ما يثبت اعتباطيتها هو أنّه تم العدول عنها بعد وقت وجيز، بدون أن تذكر أسباب الدعوة بداية و من ثمة أسباب التراجع نهاية.

و في هذه المرّة من الواضح أيضا أنّ فكرة الإتحاد بين المملكتين ماهو الا رد فعل تجاه المخاوف التي لم تهدأ يوما  باتجاه الجار الإيراني، فالمملكة البحرينية ستبحث في ثنايا هذا الإتحاد عن الحماية السعودية السياسية و ربّما و في وقت لاحق الحماية العسكرية، بينما المملكة السعودية ربّما تفكّر أن البحرين ستكون بالنسبة لها جبهة متقدّمة في اطار التنافس و ربّما العداء الذي يحكم علاقتها بالجمهورية الإيرانية في السنوات العشر الأخيرة على الأقل.

نحن نتمى أن يكون هذا الإتحاد و اي اتحاد عربي ينشا قائم على المصلحة الحقيقة للشعوب العربية و ليس اتحاد تحكمه النزوات الشحصية و ربّما يغذّيه التحريض الخارجي الذي هو بالتأكيد ليس في صالح المنطقة و ليس في صالح العمل الخليجي و العربي المشترك.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !