مواضيع اليوم

ردود فكرية عميقة في منتديات الكترونية

 هذه بعض الردود السريعة على بعض المحاورين في منتديات الكترونية مختلفة ارتأيت أن أعرضها هاهنا لما تحمل من عميق المعاني والأفكار واستشراف النظرة واكتفيت بعرض نصوص الردود الخاصة بي فقط مع الإشارة إلى أن الأسماء الواردة في الردود هي أسماء مستعارة للأعضاء ولا علم لي ما إن كانت تتطابق مع أسمائهم في الواقع.

حللتم أهلا ونزلتم سهلا من جديد بساحة الحوار التي لم تخل بهجرانكم أخي الطالب أوفاه.
الوعد مني في البداية بأن لا أحيلك على أي مقال كتبته في السابق وهو وعد حر دين عليه.
في المقابل لن أضمن لك أن لا أكرر لك القول بأن العلمانية مجرد مبدإ يقر ويحترم لما له من فوائد مجرية في غير ما من المجتمعات ولا ترقى لمستوى أن تكون مقابلة للدين أيا كان ولا للدين الإسلامي بشكل خاص. وهنا تفسير عدم قدرتك على فهم سر ادعائنا (أو ادعائي بشكل فردي) الحرص على الدين، إذ لا أرى من نتيجة الإصرار على مقابلة الدين الإسلامي بالمبدإ العلماني سوى الحط من شأن هذا الدين الذي يحتاج كغيره من الأديان للتسليم بثوابت تشكل مرتكزات لعقيدة وطقوس وممارسات تولد منظومة أخلاقية متكاملة يتحللها المجتمع وهو لعمري دور جليل يضاف إلى الدور الهدف بامتياز لكل منظومة دينية المتمثل في خلق التوازن النفسي للفرد وللمجموعة.
العلمانية لا تسلم بشيء ولا تدعي أبدا توفير أي بديل لأي دين كان ولا تسعى للتأثير في الجوانب التي تهدف الديانات للتأثير فيها إطلاقا. لكل مطلق الحق في اعتبار المبدإ العلماني في اختيار دينه وممارسة شعائره وطقوسه خارج ما يناط به من مهام للصالح العام ولا تميز العلمانية بين دين وآخر وما اعتبار إشارتك لليهودية والمسيحية بخصوص اختلاف المعاملات في نظري غير تجل لما أسميته في أكثر من مناسبة عقدة هويتنا نحن العرب المسلمون التي لا يكاد المتعقل يدرك لها من مقومات غير عداء الآخر الذي يكاد يتجلى عندما في المسيحي واليهودي والغرب وآمريكا....
أما عن اختلاف وضعية المسيحية كمسيطرة فعلية على إدارة شؤون الغربيين عند ابتداعهم للمبدإ العلماني عن الإسلام الذي لا يكاد يسيطر على شيء ومحاربة كل ما له رمزية بالإسلام فأقول إن سر وصول شظايا أسلحة الصراع للرمزية الإسلامية يكمن في إقحام هذا الدين في ما ليس من شأنه في شيء. لن تستطيع أخي إفاه الإفلات من قبول أن الدين أحد أبرز مقومات الهوية، كما لن تفلت من إقرار أن الهوية هي ما يميز الكائن عن سواه، ونتيجة العجز عن الإفلات تلك متروك تبصرها وإدراكها لرجاحة عقلك.
من يجعل خصوصياته رأس حربة صراعاته مع الآخرين غير صاحب حق في التساؤل عن سر سعي الآخرين لكسر تلك الحربة.
ذلك دليل آخر يسهم في إفهامك سر اعتبار العلمانيين مساعيهم فصل الدين الإسلامي عن الدولة ومطالبة الدنيواني مخاطبك بفصله عن السياسة.
وقبل أن أتركك إلى حين أتمنى عليك تجنب -قدر المستطاع- الأحكام المسبقة من قبيل تقدسون العقل، غسيل الأفكار..... وإن كنت لأزيدنك علما -والعلم لله- أن العقل كملكة أنعم الله بها على بني البشر وابتلاهم بها أحق أن يقدس دون غيره من الملكات الأخرى.
ولك مني كل التقدير والاحترام

أخي الحسين،
بعد التحية والسلام وما يليق بعنادك في المجادلة من احترام، أقول:
إن كل ما تفضلت به من تذكير بتاريخ الغرب المسيحي وصراع رجال الدين ونخبة المفكرين والفلاسفة حول من يحمل المشعل في عصور سادها عندهم الظلام غير وارد الذكر والإثارة بشأن هذا المقال ولن أعقب عليه هاهنا أكثر من مجرد هذه الإشارة لأن قراءة التاريخ نسبية ولي في تفاصيل الموضوع باع طوي.
ما استرعى انتباهي في مداخلتك الأخيرة هذه هو إشارتك إلى ما يفهم منه فهمك لعنوان الموضوع (الدين والسياسة : زواج بعقد طلاق) ورفضك بناء فكرة إمكانية الطلاق استنتاجا من استحالة الزواج في نظرك ولا أعرف ما سر إقحامك للشرع في الموضوع؟
العنوان سيدي، يصلح لأن يكون موضوعا لمقال في حد ذاته، إذ اختيار الزواج في وقت المقصد تحقيق الطلاق إشكال جوهري في الموضوع. ومفتاح حل لغز ذلك الإشكال يكمن في فهم وتبصر مقاصد كل من الزواج والطلاق. إذ مقصد الزواج الأول الاستقرار والركون لمنظومة أخلاقية مبنية على احترام كل أفراد المجتمع لعلاقة بين فردين من أفراده يسهمان من خلالها بالإنجاب في ديناميكية البقاء والنمو والتطور. ومقصد الطلاق الأول وضع حد وفق ضوابط شرعية لعلاقة لم تعد تستجيب لتلبية رغبة أحد الأطراف أو كلاهما معا دون أن يترتب على وضعية الانفصال خروج أحد الأطراف عن المنظومة المشتركة.
وفق هذا الفهم أخي العزيز تستطيع النفاذ لفكرة أن اختيار العنوان لم يكن اعتباطيا ولا سطحيا للدرجة التي ينتقد فيها بجملة بسيطة. وقد تبادرت لذهني عند اختيار العنوان فكرة التمهيد للمولود الجديد الذي سينجم عن طلاق الدين بالسياسة (المبدأ الدنيواني) ليكون أرضية صلبة لخلق أجواء ملائمة لتطور الحياة في الدنيا وفق قدرة القيمين على الشأن العام على التخطيط وتبصر المصالح.
وفي الختام أزيدك تذكيرا بأن عقدة الآخر في وجداني محلولة ولا أحمله في القصور عن تحقيق التقدم والرّفاه أكثر مما يتحمل لجملة من العوامل الموضوعية
والسلام

أخي الحسين،
بعد التحية أعتذر عن عدم الرد على هذه الرسالة الخاصة في وقتها والسبب في ذلك يعود إلى أنني غير متعود بعد على بريد الموقع الخاص ولا أتفطن له إلا من خلال بريدي الخاص.
المعذرة أيضا إن كان في العبارات ما يثير المشاعر وإن كان القصد غير ظاهر معاني المفردات، إذ لا يتعدى الأمر عندي التعبير المجازي عن فكرة قد لا تكون شعبية كثيرا مصدرها الإيمان الراسخ بأن الاختلاف حق مشروع وعامل مثالي لبناء وتطوير الأفكار وتجاوزا لما أرادت لنا الإيديولوجيات أن نشب عليه من مساعي الوحدة في الصفوف وفي الأفكار خدمة لنزعتها التنظيمية. وجهة نظري الخاصة أن ما يمكن أن يكون عامل لحمة مستديم بين البشر هو استساغة بعضهم لاختلاف البعض الآخر واحترام ذلك الاختلاف والتعويل عليه في السعي للنفاذ إلى ما لم نكن ننفذ إليه.
من هنا يمكن أن تفهم الإشارة إلى الماشية للتعبير عن رفض صفة وحدة الإدراك والتعقل والانضباط لا غير ولست من الذين ينكرون أبدا نعمة العقل على بني البشر معيارا لتفضيله على غيره من المخلوقات الدنيوية.
من هنا أيضا يمكن أن تفهم سرّ دعوتي لتحييد الدين عن السياسة إذ الدين بثوابته عامل مشترك بين كل منتسبيه وإقحامه في مجال التنظير السياسي يولد بيئة صالحة للمزايدة واستغلال البعض للطاعة الفطرية للمسلم بفطرته للطرح الديني لفرض سياسيين باسم الدين قد لا تتوفر فيهم شروط بالضرورة شروط الكفاءة المطلوبة لتسيير مجتمعاتهم.
والسلام

أخي افاه،
تحية عطرة وبعد،
لو كنت أحاور أميا لفهمت سر هذا الصمم الذي يحول بينك وبين أن تحترم للناس خياراتهم وحقوقهم المكفولة بكل الشرائع بحرية التفكير وإعمال العقل في شؤونهم وشؤون دنياهم.
أنا في هذا المنتدى بخياري وعلى مسؤوليتي أحارب السقم حيث أراه، لست ضيفا عندك حتى تتلطف وتطلب مني أن أربط الحزام.
قد أفهم أن تصر على أن العلمانية منهج يراد له أن يكون بديلا عن الدين، وقد أتفهم حقدك على رموز أنظمة كان لها السبق في التفطن للخطر الذي يشكله التسيس باسم الدين عليها وسوقته خطرا على المجتمعات والإنسانية وكنا نلومها في ذلك واستنفذت كل طاقاتها لاقتلاع جذوره من مجتمعاتها، أما فهم أن تسوق ستر جدتي لعورتها وفق عادات وتقاليد آبائها وأجدادها وردها لطرفها بملاقاة الغريب على أنه تحجب بالمفهوم الذي ينادي به بن لادن والظواهري والمرشد العام أو راديكاليون غيرهم تجاوز غلوهم حد الحجاب للنقاب فأمر عصي عندي على الفهم.
وللتاريخ أسجل لمن يمر على صفحات هذا المنتدى أن مواقف الذين تصفهم بأصنام العلمانية في بلاد الإسلام تسجل لهم عبر التاريخ دليلا على النبوغ والحنكة السياسية (موقف بورقيبة من القضية الفلسطينية) وثمار كل ذلك تجنيها مجتمعاتهم اليوم سبقا لغيرها من المجتمعات المثيلة في العقيدة والتاريخ. وأمر المذكورين (بورقيبة وأتاتورك) عند ربهما شأن يخصهما.
كما أود أيضا أن ألفت الانتباه إلى أن ظاهرة الإسلام السياسي في تقديري مجرد تجل لخلل في إدراك الهوية تمثلت مظاهره الأولى في النزعات القومية وجربت المجتمعات العربية والإسلامية إخفاقاته ومؤداه (دكتاتورية الفرد الممهدة للاستعمار الفعلي من جديد) وهواية في المجال السياسي تظن أقصر طرق حشد الجماهير تذكيرهم بما يجمع بينهم من صفات الانتماء العرقي والديني لا السعي لإقناعهم بالأهلية لتبصر مصالحهم وجدية العزيمة في إنابتهم لطلب تحقيقها.
ولإعطاء كل ذي حق حقه نجحت التيارات الإسلاموية من موقعها كناشئة في المجتمعات في ظرف وجيز للوصول للنتيجة نفسها التي أوصلت لها ممارسة القومية العربية للسلطة خلال عقود: الاستعمار.
والأمثلة كثيرة:
- حال العراق منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي حتى 2003 وما بعدها.
- حال سوريا منذ نهاية ستينيات القرن الماضي وما يتهددها.
- حال قطاع غزة منذ 1967 حتى 2005 (الانسحاب الإسرائيلي) وما تصر عليه حماس من بقاء الاحتلال لتغطية العجز عن تحمل عبئ إدارة شؤون الناس
- حال أفغانستان منذ انسحاب الإتحاد السوفياتي حتى 2001 وما بعدها
- حال الصومال................................
- حال لبنان.......................................
- .....................................................




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات