ردا ً على من قال
أتصور أن مغامرة التنظير في الفكر الإسلامي , لمن يتحمل مسؤولية أخلاقية , هي مخاطرة فكرية قد تتجاوز في مداها كل مخاوف العيش في العراق الراهن , وهذا ما ( يوقع الانسان في مشاكل جمة ) .
وبعض الافكار القديمة في هذا المنحى قد تكون ملهمة , ولكن جدلية الصراع الطائفي , ومنهج البحث العقيم , والاستناد على الحقيقة المطلقة التي لا تتغير , والثنائية الواهمة في التقابل بين ازل اللاهوت وخلود الشيطان , وغير ذلك مما حشر في الفكر الديني الاسلامي وينأى عن العلمية الواقعية , بل وينفصل عن متلازمات الوجود وينفك عن شبكة الحياة , ثم لا يعنى بما حوله من علاقات وعوامل مترابطة .
تلك الطوباوية تستوحي أحلامها من انانية الانسان الذي يعتقد نفسه مقياسا للحقيقة اي مركزا للكون , عندها ترى من تظن انه ( اشد العلماء فقها وعلما ) يعظ بما يجب ان يكون , وينسى انه هو نفسه كائن فعلا , ولعله لا يصمد امام النقد الموضوعي . ولكنه يأتيك وافدا يحمل جراب فلسفة اليونان , راكبا حمار السياسة ويجاهد ليصب جمهور المؤمنين به , في قوالب حجرية تصد هجمات العوادي , وتحصن مدينة العبث والفوضى وسفك الدماء , تلك التي اقتصاد دائم على حصاد الذهب ونعرة المذهب , وجيشها يتدافع لأحتلال المناصب .
اعني جمهورية افلاطون الذي قال بشيوعية المال والنساء , ونصح بالمعسكرات التربوية للأطفال , وميز بين طبقات الناس . ستقول ( هذه الروايات غير محققة , واذا لم تصدر عن عالم محقق مشهود له عند اهل العلم فلا قيمة لها ) . ولكني اخشى ان يعتقد المحقق الذي تعنيه , ان سقراط وافلاطون وارسطو هم انبياء ذلك الزمان ! ؟
أقول من كان شغل عما نحن فيه فمن حسن اسلام المرء تركه ما لايعنيه , فعند الصباح يحمد القوم السرى . والاصل قولوا للناس حسنى ولا يضركم من ضل اذا اهتديتم , فرحم الله امرءأ ً شغلته عيوبه عن عيوب غيره . والا فما معنى ( لكم دينكم ولي دين ) سوى قوله تعالى ( كل نفس بما كسبت رهينة ) خصوصا وان كان على مله ابراهيم مسلمون , وانما اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا , وبراءة من الله الى الذين عاهدتم من المشركين حين نقضوا اولئك كل عهد وميثاق , وشر الناس من خافه الناس لشره , والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده . والصحيح انه قال اصحاب المشأمة من اليهود والنصارى , وهم من وقفوا الى جانب معاوية العنصري , ضد اخلاقيات ابن ابي طالب , فأولئك يتحملون المسؤولية التاريخية , وبما اساؤا به للانسانية .
هل اخرج ابن ابي طالب احد من جزيرة العرب ا مبنى مسجدا على معبد ؟ او كايد الموالي . وليس هو الضعيف في الحق وبهذه الروح نتكلم , فالدين هو الحب والحب هو الدين , ولا شأن لنا بمن جمدته العصبيات فتسمر على رصيف السكون .
التعليقات (0)