صاحب المقال أعلاه أو مميت الدين كما يحلو لأقرب المقربين إليه تسميته أكل وشرب وأمن واطمأن فبدأ يركل بكلتا يديه ورجليه، وأبى إلا أن يحشر أنفه ( الأسود طبعا ) فيما لا يعنيه فأخذ في تلميع أحذية أسياده وشرفائه كما يصفهم ، فإما أنه يحاول أن يرسم صورة خادعة مغايرة تماما للواقع كأنه يجري ضد التيار ، أو أنه مجرد نكرة لا يعرف شيئا ويدعي خلاف ذلك. وهناك احتمال أن يكون جزءا من اللعبة القذرة التي يلعبونها داخل ثانوية أنزال الإعدادية ولكنه لا يعدو أن يكون مجرد لاعب احتياطي، فالتشكيلة الرسمية يعرفها القاصي والداني يرسم مكوناتها بدقة وعناية فائقة من يتشدق صاحب المقال بالدفاع عنه. أشخاص يعتقد من لا يعرفهم أنهم يشتغلون ويسهرون الليالي الطوال من أجل راحة ومصلحة أبناء ساكني المنطقة ، ولكنهم في الواقــع يلعبون ويقامرون بهموم آبائهم وأولياء أمورهم الفقراء منهم خاصة ففي نظرهم كل هذا
مجرد لعبة فيها الرابح والخاسر، وهم يبذلون كل الوسع من أجل أن يكونوا في صف الرابحين.
ما تراه العين وتسمعه الأذن يصدقه العقل، والجميع يعرف ما يحدث داخل أسوار ثانوية أنزال الإعدادية فالداخل إليها مفقود والخارج منها شبه مولود، ولا داعي لوصفها كأنها الفردوس المفقود.
لقد حول السيد نور الدين (هو راه ما نور ما دين ) المؤسسة إلى مستنقع آسن لنمو الطفيليات – البشرية طبعا – التي تتزاحم على موائد الأيتام وتقتات من منح التلاميذ وتترك لهم الفتات وبقايا الطعام ، كأنهم يتسولون الإحسان من حقهم الذي كفله القانون وضمنته الدولة . ويأتي صاحب المقال ويوهمنا أن السيد المدير أراد بالتلاميذ خيرا حينما فتح لهم أبواب المؤسسة على مصراعيها مع بداية الموسم الدراسي الحالي ، لكي تأويهم ما دامت الأشغال بدار الطالب لم تنته بعد .
وهنا توضع أكثر من علامة استفهام : من هو المستفيد الحقيقي من إيواء التلاميذ بالمؤسسة؟ هل اقترح السيد المدير هذا الحل- طبعا بتنسيق مع نيابة التعليم بالمنطقة – حبا في التلاميذ ورغبة في الإحسان إليهم أم لغاية في نفسه ؟
للإجابة عن هذه الأسئلة ينبغي أن نعود إلى الوراء قليلا أي مع بداية الموسم الدراسي ، عندما يتهافت أولياء التلاميذ لتسجيل أبنائهم بالمؤسسة فيدفعون الغالي والنفيس من أجل أن تتم عملية التسجيل بنجاح ، إتاوات وضرائب بالجملة يستخلصها مصاصو دماء قابعون في مكاتبهم المريحة في انتظار فريسة محتملة ، من جمعيات آباء وأولياء تلاميذ المؤسسة إلى الجمعية الرياضية إلى الخزانة المدرسية وهلم جرا. بل حتى ملفات التسجيل التي من المفروض أن تعطى مجانا للراغبين في التسجيل تباع لهم بمبلغ عشرة دراهم للملف الواحد، وكأن السيد المدير بالإضافة إلى هواياته الشاذة المتعددة فإنه يهوى التجارة أيضا. الآن فقط نفهم لماذا سمح التيجاني بإيواء التلاميذ بالمؤسسة فالمسألة تجارية محضة فلتذهب مصلحة التلاميذ إلى الجحيم فلا أحد يهتم ويبالي .
قبل السيد المدير هذا الوضع لسببين اثنين : السبب الأول أنه لم يكن يحبذ أن تتوقف الدراسة بالمؤسسة لأي داع كان حتى يترك انطباعا حسنا لدى نيابة التعليم بالمنطقة ، وبشكل خاص لدى ساكنة المنطقة وبتركيز أكبر لدى أولياء تلاميذ دار الطالب حتى يقول الناس " الله إعمرها دار " ويتناسوا بذلك ماضيه الحالك، ولكنه بذلك يبدو كمن يغطي الشمس بالغربال فمهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم . والسبب الثاني مادي وهو أنه إذا علمنا أن عدد المسجلين بالمؤسسة تقريبا هو 220 تلميذا ومصاريف التسجيل هي 90 درهما فالمجموع إذن هو 19 800.00 درهم أي حوالي مليوني سنتيم وكلما ارتفع عدد المسجلين إرتفع معه هذا العدد. فالمسألة إذن مسألة أرقام فقط ولا دخل للعمل الإنساني في الأمر هذا إذا علمنا أن التلاميذ داخل الإعدادية يعيشون أوضاعا أقل ما يقال عنها أنها مزرية ولكننا لن نخوض في هذا الأمر الآن.
وبالحديث عن الأرقام ينبغي أن نسأل أين تذهب كل هذه الأموال ؟ لماذا لا تنظم أية أنشطة سواء الرياضية أو الثقافية أو الفنية بالمؤسسة أم أن هذا يدخل في خانة هدر المال العام ؟ لماذا لا يسمع أي شيء عن الجمعيات التي تستنزف جيوب الناس داخل المؤسسة ؟ لماذا يلف الغموض تسييرها المادي والإداري على حد سواء؟ أسئلة لن تجد لها أية أجوبة وإذا تذمرت من غلاء فاتورة التسجيل يقال لك " خلص أوشكي" وإذا لم تعجبك خدماتنا التي لا نقدمها فلا أحد يرغمك على التسجيل عندنا.
نحن لا نتكلم من فراغ ولا نجعل أشخاص بعينهم موضوع للتندر كما يفعل صاحب المقال ولو أردنا ذلك فلن تكفينا مجرد صفحة بل صفحات كثيرة ، ولكننا نتكلم بالأرقام والوقائع وأجزم أن لا أحد يستطيع أن يقنعني أن ما سبق أن ذكرته أو فقط جزء منه مجرد افتراء أوكذب . نحن نترك الأحداث تتحدث عن نفسها ولا تهمنا النوايا بل الأفعال والممارسات التي توضح بما لا يدع مجالا للشك أن هناك فعلا وضع شاذ داخل المؤسسة واستغلال فاضح لجهل وفقر السكان خصوصا القاطنين بعيدا عن المركز أيت وغرضة وأيت قالة نموذجا .
التعليقات (0)