بداية تحية لصحفي القدير الشريف حسن بوغزيل على إثارة هذا الموضوع المتعلق بضرورة الإنتباه للمخاطر والكوارث البيئية والصحية التي تتهدد الإنسان والتي يقع إحتكار الحلول فيها من قبل الدول الغنية بعد تسببها هي للأزمات من هنا جاءت أهمية المبادرة الإنسانية التي أطلقها بصوت عال متوجها لأولياء الأمور من الدول الغنية عسى تجد من يتلقفها بجدية من هنا نحيي هذا الصوت الشجاع الذي يعبر عن الوعي بخطورة المرحلة التي تمر بها البشرية والتي تهددها في كيان وجودها واستعداده المتيقظ لتحمل عبئ المسؤولية وهي مبادرة تستحق أن تجد الآذان الصاغية من قبل من يدعون الوصاية على العالم ومن يمطروننا صبح مساء بالحديث عن الكرامة الإنسانية وحق الحياة والمساواة وحقوق الإنسان. وإني لأستغرب من الصحف التي إمتنعت عن نشرهذه المبادرة النبيلة التي تحتفي بحق الشعوب في الحياة وأي حق أقدس من "حق الحياة"؟ أليس الخطر يتهدد الجميع فالأمراض المعدية التي تتفشى بسهولة بين البشر كانفلونزا الخنازير قادرة حسب إحصائية المنظمة العالمية لصحة أن تقضي على نصف سكان الكرة الأرضية وهذه ستكون فاجعة كبيرة للإنسانية إن لم يعي المجتمع الدولي بضرورة محاصرتها ببذل الجهد والمال من الدول الغنية والتي تتزعم العالم في الحروب عليها أن تتزعمه زمن الكوارث والأوبئة أم ترى هذي الدول لا تتسابق إلا لزرع الموت والدمار والخراب؟ وكما أشار الصحفي الشريف حسن بوغزيل في مبادرته الإنسانية من أجل توقيف التدهورالأخلاقي والقيمي الذي أصاب الدول الصناعية الكبرى عبر خلقها لأزمات مالية وصحية وبيئية وتصديرها للعالم النامي في حين تمتنع عن تصدير حلول للأزمات بهدف السيطرة على العالم وتركيع الشعوب الفقيرة وسرقة مقدراتها الوطنية فهل يعقل مثلا في حالة وباء أنفلونزا الخنازير مثلا أن يقع التوصل لإنتاج لقاح للمرض دون العمل على إيصاله لكل دول العالم وجعله في متناول الغني والفقير على حد سواء وما فائدة دواء ينتج ليقع ترويجه بأثمان باهضة لا تقدر على اقتنائه إلا الدول الغنية وكأننا بذلك قد كتبنا على علبة الدواء "للأغنياء فقط"؟ أليس في ذلك إجحاف في حق الإنسانية جمعاء خاصة ونحن نعلم أن عدد الفقراء يفوق بكثير جدا عدد الأغنياء فهل معنى ذلك أن المسؤولين عن الإنسانية من دول العالم الغنية والمتقدمة تريد أن تتخلص من نصف سكان العالم عبر صناعة الموت هذه المرة ليس بالأسلحة النووية الفتاكة بل القتل على نار هادئة وبدم بارد أليس نحن اليوم أمام إرهاب جديد وهو إرهاب الأوبئة فمادامت النتيجة واحدة هي الموت وكل هذا بسب الجشع المالي والرغبة في الربح السريع مقدمين مبدأ النجاعة والمردودية على القيم الأخلاقية والدينية والجمالية. صحيح أن من نتائج التقدم العلمي السريع حصول تطور كبير في حياة الإنسان لكن الخطر في العلم بأن يقترن بصفة عضوية برأس المال وأن يعلن على الملئ ودون حرج أخلاقي هذا الإرتباط ويصير علما بورجوازيا يحرص على مصالح الأغنياء دون الفقراءوهو ما يؤدي حتما بالعلم إلى تبريره لسيطرة والإضطهاد من أجل تحقيق مآرب شخصية نفعية ضيقة عوض تكريس العلم ومنتوجاته وخبرائه لخدمة الإنسانية ومكافحة الأخطار البيئية والصحية التي تتهد الإنسان في مختلف مناطق العالم دون النظر بعيدا في عواقب هوس المصلحة والمنفعة والجدوى لأن ما تحدق بالإنسانية من أخطار ليست مقصورة على الفقراء فقط لأن الكارثة عندما تحل تحل بالجميع وليس هناك كوارث بيئية أو صحية كتب عليها "خاص بالفقراء فقط" مثلما حصل الأمر مع ثقب الأوزون والأسلحة النووية ومخلفاتها من كوارث طبيعية . لذلك على الإنسانية أن تكون أكثر ذكاء في القضاء على الأوبئة والحذر عبر تكريس عدالة الإنتفاع للجميع بآليات مكافحة المخاطر وتوفيرها على قدم المساواة بين كافة شعوب العالم وأن تكون الدول الغنية أقل جشعا ولاإنسانية إنطلاقا من وعي إيتيقي بأن المخاطر تتهدد الجميع دون إستثناء لذلك أضم صوتي لصوت الصحفي الشريف حسن بوغزيل وما وضعه من آليات تمكننا من التوزيع العادل للمنافع على كافة شعوب العالم وبالتدقيق بضرورة توفير لقاح الوباء الأخير ووضعه في متناول كل الدول وكل الأفراد بأسعار يقدر كل الناس على الوصول إليه فالمرض من نوع الأوبئة وهو سيتفشى في الجميع وإن كان سيبدأ بالفقير فإنه حتما سيصل ويطال الغني لسهولة العدوى وسرعة تفشيها ولذلك أضيف أنه يجب تحرير هذا اللفقح من سطوة الشركات الرأسمالية التي تهدف إلى الربح السريع ووضعه تحت إشراف الدولة وتصرفها سواء عبر التمويل أو الترويج حتى يصل للجميع ولا يكون حكرا على الفئة والدولة التي تدفع أغلى.
للإطلاع على مبادرة الصحفي الشريف حسن بوغزيل والمساهمة في إثراء النقاش الرجاء زيارة الرابط التالي
http://meerad.com/index.php?autocom=blog&blogid=69&showentry=2814#comment4621
التعليقات (0)