مواضيع اليوم

ردا على قتلته العراق ينتخب ولن ينتحب

محمد الربيعي

2010-02-20 02:54:44

0


في بداية كتابتي لهذا المقال تبادر الى ذهني عدة امور منها اليسير ومنها
الخطير ، ولا اعتقد ان هناك منصف عراقي اوعربي لا يقدر ما سأقول وقبل ان
أخوض الغمار في ثنايا المقال اود القول ان لي عدة رسائل وخطابي موجه الى
شرائح المجتمع العراقي بالخصوص لحراجة المرحلة القادمة.

بينما اشاهد ملصقات وإعلانات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات شاهدت
هذه العبارة " العراق ينتخب " وبالفعل فبعد اكثر من شهر وفي يوم 7 اذار
سيخوض العراقيون تجربه جديدة في الديمقراطية ألآ وهي انتخاب من يمثلهم
للبرلمان القادم ، بينما كنت احلق في ذكريات الانتخابات الماضية للبرلمان
في 2005 واستحضر تلك المشاهد ، شاهدت احد الشباب قام وحذف النقطة فوق
الخاء وحوّل مسار العراق من ان ينتخب الى ان ينتحب .

دهشت من  هذا الحدث واستوقفني كثيرا وجعلني أفكر ملياً في
الأمانة والمسؤولية الملقاة علينا نحن العراقيين مما جعلني اكتب هذا
المقال التي سيحوي ان شاء الله عدة رسائل سأرسلها الى اخوتي العراقيين
ليستفيد منها الجميع :

الرسالة الاولى : النقطة

دوما في كتب اللغة العربية كانت النقطة هي الاساس والمرتكز لتوضيح المعنى
والمفهوم وما لأهميتها البالغة في استنطاق المفردة و يقال ان بها قد جمع
العلم كله ، ومن هنا اقول لابد ان يكون في
حياتنا هذا الميزان لمعرفة حقيقة الامور ومعرفة صالحنا من طالحنا ولا
تشتبه علينا ، فلابد ان يكون للحكومة ميزان و"نقطة" بحيث لا تسمح لأي احد
ان يسقطها بحجة التوافق والمصالحة والمصالح الفئوية الحزبية الضيقة،
فالنقطة أساس ومن يسقط ويهدّم أساسه فلا أساس له ويكون عاري ومكشوف لرياح
الغدر والخيانة .

الرسالة الثانية : التجرؤء على تغيير النقطة .
انا هنا لا اقصد ذاك الشاب البسيط بل اقصد كل سياسي او مسؤول يحاول ان
يغيير ما هو معروف ومتعارف عليه في أوساط المجتمع العراقي ، فان الكلمة
واضحة ونتائج العملية الديمقراطية متاحة للجميع ان يطلع عليها لا بل ان
يراقبها من مرحلة الصفر وحتى النهاية فلا داعي لان يغير سين او شين من
المسؤولين ما تسالم عليه ابناء الشعب العراقي ، وانا اعجب ممن يتجرأ
فيؤذي شعبه وأرضه بحجة كونه قائد او زعيم لهم فلم يرينا التاريخ ان
زعيماً شريفا حاول الإساءة الى شعبه مثلما فعل زعيمنا المفدى ابو عداي

نعم هناك من يدعي بانه قائد وزعيم كما ادعى بها حجاج عصره وغيره ولكنه فشل
وذهبت ريحه وابقى لنا التاريخ سوء فعله فلن تغرنا مثل هكذا قيادة فاشلة
أنيا ومستقبلاً .
ومن هنا احذر كل من يتجرء على تغيير الواضحات بان التاريخ لن يتركه والشعب
سيكشفه وادعوه الى خدمة شعبه وترك الماضي الاسود فقد اعدم كل رموزه و من
بقى منهم ستناله لعنه السماء عاجلا ام اجلاً .

الرسالة الثالثة : تبعات سقوط النقطة.
لا سامح الله ان أسُقطت النقطة من كلمة ينتخب هل يعلم الجميع ماذا
سيحصل ؟
نعم، بالفعل سينتحب العراق وتتقهقر العملية السياسية الى الوراء فما أجمل
ان يمارس الشعب دورة الحقيقي باختيار قادته وان لا يفرضوا عليه فرضاً ،
فاذا كان الشعب مؤمناً وصالحاً فسيختار من يمثله حقا وطبعا ليس بالنسبة التي حقهها ابو عداي

نحن العراقيون لابد من معرفه تبعات قراراتنا ماذا ستكون عندها سنعرف خطورة الموقف
والاختيار فبإسقاط النقطة وإسقاط خيارنا في رسم مصيرنا علينا ان لا نلوم
إلا أنفسنا فلا تنفعنا شفاعة ولا ينقذنا دعاء فهذه رسالتي الى شعبي الحر
الابي ان يحدد مصيره
وإلا فإننا سنكون أول
الخاسرين واعداء الشعب سيكونون أول الرابحين .

الرسالة الرابعة : لماذا سقطت النقطة او أسقطت .
راودني هذا السؤال كثيرا ولم اجد له جواب الا بعد ان سألت الناس تجمعت
عندي عدة اجوبة منها :
قال لي احدهم " نحن سئمنا كذب المسؤولين فافقدونا الثقة بهم " .
واشار الاخر " اصابنا اليأس والاحباط من سلوك البرلمانيين " .
واكد سائق تكسي " تدمرت حياتنا بمجيء هولاء الناس ويقصد (البرلمانيين)
" .
واجاب شاب " الاخوة فائزين شئت ام أبيت ولا معنى لصوتي " .
واضافت سيدة عراقية " لا اجد فرق حينما اذهب للانتخاب او لا اذهب " .
وقال شيخ كبير " لماذا يصعد هؤلاء برأسي و الملايين في جيبهم و أنا أعاني
الفقر والعوز ".
وأدهشني جواب طفل في العاشرة من عمره فقال لي باللهجة العراقية " والله
عمو كلهم حرامية وما بيهم خير" .
ويتبين بعد هذا الاستعراض البسيط لمجمل الإجابات بان :
1 - اغلب الشعب يعاني من إحباط من جراء تصرف البرلمانيين السابقين ويشاهد
صورهم اليوم مرشحين مرة أخرى .
2 - لا يرى النفع الملموس من جراء انتخابه في المرة السابقة مما ولد له
عدم رغبه في الذهاب الان .
3 – الشعور بان هناك من هو فائز من الان وقبل الانتخابات وهذا فهم خطير
لو ترسخ في اذهان الشعب لانه يقتل عندهم روح التغيير فلابد من وجود مرجعيات ((مرجعيات ثقافية وليس مرجعيات حوزوية وغيرها) توضح للشعب بانه ليس هناك من هو فوق إرادتكم وان
الشعب هو بيده القرار .

4 – الفساد المستشري بين بعض البرلمانيين والمسؤولين يهدد العملية
السياسية برمتها فلابد للشعب ان يأخذ زمام المبادرة من خلال منظمات
المجتمع المدني لمراقبة النشاط الحكومي والبرلماني ويعمل على الضغط بشتى
الوسائل لعدم إهدار المال العام .

5 – كان اخطر جواب هو لهذا الطفل والذي ان دل على شيء إنما يدل على فشل
التجربة السياسية في نظر الجيل الناشئ بالعراق .

ولذا وبعد هذا الاستعراض للاجابة تولدت عندي جواب لسؤالي انف الذكر وهو
شعور الشعب بانه غير مؤثر في الحياة العامة وهذا الاحباط النفسي الذي
يحيط بالعراقيين من قبل جهات خارجية او داخلية للاسف .

عليه لابد ان تتظافر الجهود لإعادة الثقة في النفوس العراقيين من خلال :

1- حسن الاختيار للمرشحين من قبل الكيانات السياسية .

2- الاتصال الجماهيري المباشر بين الناخب والمرشح واخذ التعهدات عليه .

3- الاستفادة من تجارت الدول المتقدمة من خلال تبادل الخبرات واقامة
الندوات وتهيئة الاستشارات .
4- عدم تضييع الفرصة لان الانتخابات نعمة كبيرة  واعلموا انكم محسودين عليها وهناك من يحقد عليكم بسببها وللاسف هم ابناء جلدتكم وموجودين كذلك هنا في ايلاف قسم منهم....

 

#####################################################

واعذروني لاي خطأ مطبعي فقد بحثت جاهدا عن نظاراتي ولم اجدها

اخوكم

محمد الربيعي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات