ردا على المتوكل طه ... حائط البراق ام حائط الهيكل ؟
قبل فترة نشر الدكتور المتوكل طه وكيل وزارة الاعلام الفلسطينية بحثا بعنوان (دراسة حول حائط البراق) يقول في مطلعه :
تتسارع هذه الأيام إجراءات الاحتلال ضد الأرض الفلسطينية والمقدسات، وخاصة ضد الحرم القدسي الشريف، وبالذات حائط البراق، الذي هو الجدار الغربي للمسجد الأقصى، والذي يدعي الاحتلال الإسرائيلي، زوراً وبهتاناً، ملكيته لهذا الحائط الذي يسميه بـ "حائط المبكى" أو "الكوتيل". ونعرض هنا هذه الدراسة التي أعددناها، والتي توضح بشكل علميٍ وموضوعي ونزيه، أحقية المسلمين بهذا الحائط، الذي سيبقى حائط البراق، والذي لا يحق لأحد أن يتماهى مع الصهيونية في ادعائها بملكيته، أو أن يتنازل عنه تحت أي ذريعة أو دعوى.
وفي سياق متصل نشرت صحيفة الشرق الاوسط مقالا بعنوان «الإعلام الفلسطينية» تزيل من موقعها دراسة تؤكد إسلامية حائط البراق.. حيث نقلت على لسان الدكتور المتوكل قوله : الدراسة تمثل قناعاتي الشخصية.. واستهجن توظيفها في ابتزاز السلطة.. واستردفت الصحيفة قائلة : أثارت دراسة نشرها المتوكل طه وكيل وزارة الإعلام الفلسطينية التي يرأسها الدكتور سلام فياض، التي دلل فيها على أن حائط البراق أو الحائط الغربي للمسجد الأقصى الذي يطلق عليه اليهود «حائط المبكى» جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى وأنه يخص المسلمين دون غيرهم، ردود فعل غاضبة في كل من إسرائيل وواشنطن.. وأوضح طه أنه استند في بحثه إلى عدد كبير من الوثائق البريطانية والأوروبية وحتى الإسرائيلية التي تدلل بما لا يدع مجالا للشك على أن حائط البراق موقع إسلامي وأنه لا علاقة له باليهود من قريب ولا بعيد، مشددا على أن دراسته علمية وأنه استند فيها إلى مسوغات علمية وليس مسوغات أخلاقية وسياسية. وحول إزالة الدراسة من موقع الوزارة على شبكة الإنترنت قال طه إنه لم ينشر الدراسة باسم وزارة الإعلام، بل إنها تعبر عنه قناعاته الشخصية، مشددا على أنه يتحمل بشكل شخصي المسؤولية عن كل ما جاء فيها. وأكدت دراسة طه أن الحائط الغربي هو حائط إسلامي وجزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف، مشيرا إلى أن هذا كان موقفا ردده الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
علما ان المواقع الالكترونية باللغة العربية باتت تنوء تحت تداعيات هذه الدراسة نذكر منها مقالا نشر قبل يومين للاستاذ محمد ابو علان على مدونة (بحرك يافا) بعنوان (المتوكل طه من بين عشرة أشخاص متهمين بمعاداة السامية في العام 2010) يقول :
المتوكل طه وكيل وزارة الإعلام الفلسطينية من بين عشرة أشخاص شملتهم قائمة مركز “شمعون روزنتال” ، مركز يهودي أمريكي موجود في ولاية “لو أنجلوس” الأمريكية، هؤلاء العشرة متهمين حسب إدعاءات المركز بأنهم أصحاب أكثر المواقف معاداة للسامية خلال العام 2010 ......... والجدير ذكره في هذا السياق أن الهجمة الإسرائيلية جاءت على وكيل وزارة الإعلام الفلسطينية المتوكل طه في أعقاب نشره لدراسة تحدث فيها عن زيف الإدعاءات الإسرائيلية بيهودية حائط البراق، واستندت الدراسة لوثائق ونتائج لجنة التحقيق البريطانية في العام 1930 والتي اثبت أن لا علاقة لليهود بحائط البراق
طيب لنخوض في الموضوع مباشرة وندعو الدكتور المتوكل الى مطالعة ما كتب هنا على مدونتنا في هذا الشأن تحت سمة (تاريخ القدس) التي تظهر على صفحة المدونة ثم نتابع فنقول.. إننا نحترم ما جاء في دراستكم وان كنا لا نتفق مع مضمونها كما سنبين لاحقا.. كما اننا نرفض ان يحجر كائن من كان على رأيكم وان يمنع نشر دراستكم ولم نستشف مثل هذا الموقف في بلدنا اسرائيل، إذ نحن طالعنا ردا على دراستكم نشر على موقع وزارة الخارجية الاسرائيلية فلماذا تجشمت وزارة الخارجية عناء الرد لو كان بنيتها ان تحجر على رأيكم.. على أية حال لنترك هذا الامر ونعود لنلفت عنايتكم باننا لاحظنا بانكم تحتكرون لانفسكم كفلسطينيين وكعرب ومسلمين كامل الحق في حائط الهيكل او حائط المبكى او السور الغربي او حائط البراق... فيما يجب التنويه الان وقبل الخوض في مضمون مقالكم باننا، وبخلاف موقفكم، لا نحتكر لانفسنا حقا كاملا في بيت المقدس بل نتطلع الى تعايش مشترك يتأسس على قناعة بان احترام الآخر وحقوقه يحتم على كلانا تجاوز المشاكل الطارئة لمصلحة حل مستدام كونه افضل من حل طارئ لمشكلة مستدامة... فلا حقكم الديني يسمو فوق حقنا الديني ولا حقكم التاريخي يسمو فوق حقنا التاريخي بما يخولكم احتكار بيت المقدس وتملكه دوننا.... لذلك نقول بانكم حينما تمعنون في اقصاءنا عن مقدسنا فانكم انما تكرسون مسألة خلافية يمكن ان نعتبرها طارئة لو حذوتم حذونا في عدم الانتقاص من حق الفريق الآخر في بيت المقدس... والدليل على صدق انحيازنا لحل مستدام ان المسجد الاقصى منذ عام 67 وحتى وقتنا الراهن لم يخضع الا لادارة الاوقاف الاسلامية كما كان عليه الحال قبل عام 67 ... فلا تلوحون بهذا الوهم الذي تسمونه خطرا صهيونيا محدقا بالمسجد الاقصى ..
كما اننا سنتجاوز مسألة ان أورشليم وصهيون وبيت المقدس ذكرت كلها في مواضع لا حصر لها في المراجع اليهودية فيما لم يذكر المسجد الاقصى ولو مرة واحدة في القرآن الا اذا كنت تنظر الى المسجد الاقصى الذي ذكر في القرآن باعتباره ذلك المسجد الذي بني بعد الحقبة القرآنية بنحو 70 عاما! فنحن لن ندخل في هذه المهاترات بعدما ذكرت حضرتك في مقدمة دراستك بانك ما تتوخى الا المنهجية والنزاهة والتقصي العلمي... فنسألك هل بدأ تاريخ بيت المقدس مع بداية الحكم الاسلامي في ارض اسرائيل كما نستشف من بحثكم ام ان لليهود ثمة حق تاريخي واخلاقي يعود الى تاريخ ما قبل الاسلام.... فهل من النزاهة ان تكون وقائع تاريخية حصلت خلال الحقبة الاسلامية هي الفيصل الوحيد لحسم مسألة يقف فيها الحق اليهودي والاسلامي على طرفي ميزان...
ونلفت وقبل الولوج في ما تبقى من مسائل الى اننا قمنا بطرح هذه الاسئلة وغيرها في وقت سابق على مسامع قراءنا من عرب ومسلمين، فنغتنم هذه الفرصة ايضا لنعيد بعضها على مسامعكم طمعا في اجابات علمية ونزيهة ... فهل السابقة التاريخية التي تتجلى باختيار أورشليم عاصمة للشعب اليهودي في العصور الخالية دون ان يتكرر مثل هذا الحال لدى غيرنا من الشعوب لاحقا، هل هي بمعزل عن مثل هذه النقاشات... وحتى لا يكون كلامنا دون أمثلة بينة وجلية نسأل أستاذنا ما هو أصل عبارة قدس وبيت المقدس ان لم تكن عبرانية يهودية فان لم يتفق سيدي الكريم معنا فليخبرنا عن أصل هذه العبارات عربيا فنحن نتحرق شوقا لنتعلم منكم عن بيت المقدس... فنحيط معاليكم علما بان قدس الاقداس اليهودي وليس غيره انما هو اصل كلمة قدس.. وان بيت المقدس اليهودي בית המקדש انما هو دون سواه اصلا لكلمة بيت المقدس عربيا.... وان القدس ما كانت لتحظى بهذه المكانة عربيا لولا مكانتها السامقة في وجدان اليهود والمسيحيين قبل الاسلام فنقلوها الى المسلمين...
واذا كنت في ريب من امرك في مسألة غياب اليهود لوقت قصير او غياب جزء منهم لوقت طويل عن أورشليم فهيا بنا اذن نحتكم الى العهدة العمرية التي قضت بمنع اليهود من مساكنة المسيحيين في القدس بمرسوم من الخليفة عمر بن الخطاب الا اذا كانت لسيادتكم قراءة مغايرة لعهدة عمر التي تقول :
هذا ما أعطى عبد الله أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) أهل إيلياء من الأمان، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبناهم، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها أنه لا تسكن كنائسهم، ولاتهدم، ولاينتقص منها، ولا من خيرها، ولا من صُلُبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم ولا يسكن بإيلياء (القدس) معهم أحد من اليهود وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن، وعليهم أن يُخرجوا منها الروم واللصوص، فمن خرج منهم فهو آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم، ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بيعهم وصلبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وعلى صلبهم حتى يبلغوا مأمنهم، ومن كان فيها من أهل الأرض، فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن شاء سار مع الروم، ومن رجع إلى أهله فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصدوا حصادهم
نلاحظ هنا امرين غاية في الاهمية، اولهما عبارة (ولا يسكن بايلياء معهم احد من اليهود) ... فهذه اولا تنسف الادعاء بان اليهود (اختفوا) من ارض اسرائيل (فلسطين) بعد المحرقة الرومانية في القرون الاولى ، فلو انهم اي اليهود كانوا نفرا قليلا ليس لهم شأن فلماذا اذن اهتمت بهم العهدة العمرية دون سواهم من شعوب واقوام... ثانيا ان هذه العبارة تشي بصراع ديني، يهودي نصراني، كان لا يزال مشتعلا بعد انتشار النصرانية خلال القرون التي سبقت ظهور الاسلام فوصل الصراع الى رحاب بيت المقدس واشترط النصارى تسليم مفاتيح بيت المقدس لعمر باستبعاد اليهود عن المدينة وهو ما وافق عليه عمر استنادا لنص العهدة العمرية.... وهناك نقطة ثالثة ان عبارة (إيلياء) وردت 6 مرات في العهدة العمرية دون القدس فلم يكن اسم القدس معروفا يومذاك والا لما أغفله عمر... كما اننا لا نجد ذكرا للمسجد الاقصى الذي قيل إنه كان وجهة النبي محمد قبل العهدة العمرية بسنوات طويلة ليلة الاسراء والمعراج حسب الرواية الاسلامية... اذن لنتفق انه لا المسجد الاقصى ولا القدس كانا معروفين اسلاميا في تلك الازمنة فيما انتشرت هذه العبارات فيما بعد عن طريق اهل البلاد من يهود ونصارى.... واذا كنت تقبل برواية المؤرخ الاسلامي اليعقوبي الذي عاصر الامويين فان المسجد الاقصى لم يكن موجودا زمن دخول عمر بل بناه الامويون في وقت لاحق خلال حربهم مع ابن الزبير لصرف الحجيج عن الحجاز.... هذه مسائل جد مهمة وهي توفر اجابات مباشرة لبعض ما أثرتم من تساؤلات في دراستكم ... فليس من المعقول والمنصف ان يدعي أستاذنا العزيز غياب اليهود عن القدس فيما يغفل مسألة استبعادهم من قبل الخليفة المسلم... علما ان التاريخ يسجل عودة نفر من اليهود الى القدس بمعية صلاح الدين الايوبي ما يدل ان اليهود لم يفوتوا فرصة سانحة تقربهم من قدسهم... الا اذا كنت تعتقد بان الدول الاسلامية المتعاقبة كانت ستسمح بتجمع يهودي كبير في القدس او اتخاذها عاصمة لهم فهذا لم يكن ليحصل في ظل الحكم الاسلامي ...
الان تعال نقرأ معا هذه السطور عن الجامع الاموي في دمشق فهي تحمل عبرة شديدة القيمة :
بناه الوليد بن عبد الملك بين الاعوام 705 - 715 ولقد استعان في عمارته بالمعماريين والمزخرفين من أهل الشام، ممن كان لهم الفضل في بناء كثير من المباني في دمشق ، يقع في قلب المدينة القديمة. له تاريخ حافل في جميع العهود والحضارات كان في العهد القديم سوقًا، ثم تحول في العهد الروماني إلى معبد أُنشئ في القرن الأول الميلادي. ثم تحول مع الزمن إلى كنيسة. ولما دخل المسلمون إلى دمشق، صار نصفه مسجد ونصفه كنيسة. ثم قام الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بتحويل الكنيسة إلى مسجد، وأعاد بناءه من جديد، فجدران الجامع الخارجية مازالت تحتفظ ببقايا زخارف وكتابات رومانية ومن تحت أحجارها ظهرت آثار آرامية ويوجد بقايا بيزنطية من خلال تيجان الأعمدة المستخدمة، وبعض الأعمدة المنتشرة أمام أبواب الجامع، أما البصمة الأموية فهي الأوضح ...
علما ان المسجد الاقصى بناه الامويون قبل جامع دمشق بفترة وجيزة وهي بداية العمران الاموي في بلاد الشام ، ولم يكن اختيار مكان البناء في القدس ودمشق من الصعوبة بمكان فالمعابد القديمة في دمشق والقدس كانت موجودة وكلاهما في قلب المدينة فبني مسجد إيلياء (القدس لاحقا) على حطام معبد اليهود ولم تمس كنيسة القيامة المكفولة حمايتها في العهدة العمرية ، فيما الجامع الاموي الدمشقي تقلب تاريخيا من سوق الى معبد وثني فكنيسة فجامع.... فلماذا تستغرب بناء جامع إيلياء (الاقصى لاحقا) على انقاض معبد اليهود ومن ركامه اذا كان هذا حال جامع دمشق..!؟؟ هذه حقائق تاريخية وليست كلاما مرسلا.... اما النقوش العبرية والآثار اليهودية فما كانت لتبقى بعد هذا الصراع الدامي بين المسلمين والصليبيين وما اقترن به من صراع على معالم القدس والاقصى، والامر يختلف هنا عن جامع دمشق فلو تحول ايضا الى (اولى القبلتين) و (ثالث الحرمين) لأصابه ما أصاب جامع إيلياء الاموي الذي صار بضربة معلم (المسجد الاقصى) ....
ونزيدك يا سيدي.. وللنزاهة نحن لا نخوض في المراجع التاريخية اليهودية ... بل نعود الى القرن الاول للميلاد حيث نشأة الديانة المسيحية من رحم اليهودية... فاذا اتفقنا بان السيد المسيح كان شابا يهوديا حج بيت المقدس اليهودي في أورشليم في عيد الفصح اليهودي وطاف بيت المقدس اليهودي والهيكل وتجول في أزقة أورشليم ولم يكن يومها لا كنائس مسيحية ولا مسجد اقصى.... وبنيت كل المقدسات المسيحية في القدس اقتفاء بأثر المسيح عيسى بن مريم واماكن تجواله في أورشليم وتتبعا لخطواته وطريق آلامه حتى الصلب ومكان محاكمته الخ .... وكل هذه الاحداث والوقائع حصلت في محيط بيت المقدس هيكل اليهود فهل ضاعت كل هذه الاماكن خلال القرون المقبلة والتبس الامر على اليهود ؟؟ واذا سلمنا جدلا بان الامر التبس على اليهود فهل التبس ايضا على النصارى ....!؟ وحتى لو قلنا ان بناء الكنائس تفصله حقبة زمنية لا بأس بها عن زمن المسيح فهل نسي اليهود والنصارى اماكن عبادتهم ومقدساتهم في أورشليم؟؟ هل تصدق ان الذاكرة اليهودية تنسى أقدس مقدساتها حتى لو بقي يهوديا واحدا ... فلا تزايد علينا يا سيدي بلجان أممية وقرارات دولية ووثائق تعود الى قرن او قرنين من الزمان او حتى ثلاثة قرون فلا نحن ولا انتم نحتكم الى قرارات أممية حينما يتعلق الامر باقدس مقدساتنا ... ان بيت المقدس يا دكتورنا العزيز هو كعبة اليهود فهل تحتكم حضرتك الى لجان دولية في مسألة تتعلق بالكعبة .... واذا كانت القرارات الانتدابية او الاممية كلها قد انصفت المسلمين وحكمت لمصلحتهم كما ورد في دراستكم فان الغرب في هذه الحالة لا يكون منحازا الى اسرائيل كما يصوره الرواة العرب والمسلمين على الدوام.... وهذا ينسف ايضا مسألة المؤامرة الغربية المزعومة ....
أستاذنا الفاضل لنعترف ان الحقبة الاسلامية من ناحية التعاطي مع موضوع اليهود والقدس لم تختلف كثيرا عن الحقبة المسيحية.. لم تكن دول الخلافة الاسلامية لتسمح بعودة يهودية جماعية الى القدس او غير القدس ولم يتحصل ذلك الا مع انحسار دولة الخلافة العثمانية... وكما تشكون من غبن الغرب ووعد بلفور وغير بلفور كذلك نحن نقول إن الغرب أنصفنا حينا وانتقص حقنا احيانا ، وكما تستدل حضرتك بقرارات أممية تارة وتشكو ظلم العالم تارة اخرى ، كذلك نحن تماما ... واكرر لن تحسم هذه المسألة بانتفاء حق الآخر والتنكر لتاريخ الغير هذا ما أزعجنا يا سيدي كاسرائيليين انك تعيد صياغة التاريخ باغفال محطات يهودية حاسمة في تاريخ ارض اسرائيل / ارض فلسطين ، لا نقول عن عمد لكن يظل في القلب غصة عندما يقرأ المرء مثل هذه الدراسات التي تزعم بانها تتوخى العلمية ثم يصدم المرء عند مطالعتها لما فيها من غبن لليهود ... نحن نحترم مشاعركم فيما يتعلق بالاقصى ولا نتنكر لحقكم فالاقصى موجود منذ قرون طويلة لا يمكن انكاره سواء كان هو الاقصى القرآني او صرحا أمويا وسواء قام على انقاض معبدنا او بجانبه في الحالتين سيبقى حقكم مكفولا اسرائيليا فنرجو ان تكون المعاملة بالمثل ...
اما آثار بيت المقدس اليهودي فهذه دونها خرط القتاد.. مع ملاحظة ان اي عمل أثري يظل عقيما الا اذا قام علماء الآثار بهدم الاقصى وبحش ونبش كل زواياه وهذا لن يسمح به لا اليهود ولا المسلمين ولا العالم ... ويبقى السور الغربي الأثر الوحيد الباقي لا لبس فيه يعود بناءه الى عصر الملك هوردوس او هيرودس مجدد بناء هيكل اليهود، وهو جدار ساند على الأغلب ... وتتنوع الفتاوى اليوم بتنوع المذاهب اليهودية حول مسألة تقديس هذا الحائط والتبرك به بالأدعية فهناك من أفتى بجواز الصلاة في زوايا ومحلات غير باحة ال (كوتيل) او السور والمراد هو السور الغربي او حائط المبكى ، تجنبا لمهاترات دينية لا طائل منها ، وليس مرده الى اعتقاد فئة من اليهود بعدم تاريخية هذا الحائط... انما هي مقارعات فقهية تدور حول جواز او عدم جواز بعض الطقوس امام هذا السور وهذه الحجارة في ظل غياب الهيكل ذاته وما الى هذا الكلام ، رجاءنا ان لا تزاود علينا يا سيدي الكريم في هذا الموضوع ايضا مستدلا باقوال علماء دين وآثار اسرائيليين .. فعلماء الآثار الاسرائيليين انما هم من النزاهة بمكان بقدر يجعلهم لا يحسمون امرا الا بتوفر ادلة دامغة وهو ما يتعذر بالنسبة للحفريات في باحة بيت المقدس لاسباب ذكرناها ولاسباب تعرفونها وتعرفون ما حصل في مرات سابقة .... وبالمناسبة الاسرائيليين كظموا غيظهم مرات ومرات خلال الحفريات والترميمات التي اشرفت عليها الاوقاف والحركة الاسلامية داخل الاقصى ، معتبرين ان كنوزا أثرية ضاعت مع هذه الحفريات العشوائية ودون السماح لدائرة الآثار الاسرائيلية بالاشراف على اعمال الحفر او حتى المشاركة ....
والحديث ذو شجون وتفرعات وتشعبات لها اول وليس لها آخر ... نكتفي بهذا القدر متمنين لكم وافر الصحة والسعادة ....
ومنوهين باننا نفر من الدارسين الاسرائيليين مقرنا القدس ونطلق اسم بيت المقدس على رابطتنا، تيمنا ببيت المقدس اليهودي او الهيكل في أورشليم في العصور الخوالي .... مع بالغ التحايا
التعليقات (0)