الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، وما توفيقي، ولا اعتصامي، ولا توكلي إلا على الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، إقرارًا بربوبيته، وإرغاما لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله سيد الخلق والبشر ما اتصلت عين بنظر، وما سمعت أذن بِخبر،
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى اله وأصحابه، وعلى ذريته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما، وأرنا الحق حقّا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وادخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة المؤمنون، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله منهم رجل قلبه معلق بالمساجد".و فضيلة الشيخ عبد الله نهاري رجل مخلص وقلبه معلق بالمساجد نحسبه كذلك والله حسيبه.
قال تعالى :"الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله".
ومن صفات العلماء الصادقين أنهم لا يخشون أحدًا إلا الله ؛ لأنهم إذا خشوا غير الله عز وجل سكتوا عن الحق، ونطقوا بالباطل، فإذا فعلوا ذلك فماذا بقي من تبليغ رسالات الله تعالى ؟ تبليغ رسالات الله تعالى لن يكون إلا على يد أناس مثل الشيخ عبد الله نهاري الذي لا تأخذه في الله لومةُ لائم، هذه الصفة الجامعة المانعة، الجامعة لكل مقومات الدعوة إلى الله، والمانعة لو فقدت لفقدت الدعوة إلى الله في الأصل.
وفي آية أخرى،
قال تعالى:"هل جزاء الاحسان الا الاحسان ". دليل على النبل، واعتراف بالفضل، وعرفان للجميل، وقيام بالواجب، واحترام للمنعم، ينبئ عن الصفاء،وهذا ما ينبغي أن يكون مع هذا الشيخ الذي صرخ في وجه حكام المسليمين،ونادى بأعلى صوته بصوت عال دعاءا يسمع جل الناس،و هو الذي يبكي المسجد الأقصى واحد من أكثر المعالم قدسية عند المسلمين،وهو الذي يصرخ في المغرب من أجل غزة ، وفي إسبانيا من أجل فلسطـين - وفي المانيا من أجل القـدس.
قال صلى الله عليه وسلم:" من صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له".
أيـهـا الإخـوة و ولأخـوات لقد أمضى فضيلة الشيخ عبد الله نهاري نصف حياته على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الى الله ، وهو رجل الذي يريد مجد الله ولا يبتغي من أحد مدحا، يدعو الناس الى الله لا يبتغى منهم جزاء ولا شكور،الأن الداعى الذى يدعو الى الله لا يبتغى جزاء ولا شكورمن أحد،ولا يبتغي على دعوته درهمًا ولا دينارًا، ولا مدحًا ولا ثناءً ولا تعظيمًا ولا تبجيلاً، ولا شيئًا من هذا ،هذا هو الشيخ الخطيب، الذي كان موقوف عن الخطابة من طرف مصالح وزارة الأوقاف والشؤون لأسلامية التابعة للعلمانيين المفسيدين واللبراللين الفاشلين في المغرب، رجل الذي أرسال أقوى رسالة توبيخ إلي حكام المسلمين ،بعد ما انقطعت وسيلة تواصل بين العلماء والحكام ، رفع الشيخ يده إلى السماء فدعا عنهم، وكان ذلك في سنة 2005 ،وماذا كانت نتيجة ،الثورات الربيع العربي التي سلطها الله على الحكام،"فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ". فستجاب الله دعاء هذا الشيخ الذي دعا من قلب خاشع،و أن الدعاء الذي يستجيبه الله تعالى هو ذلك الذي يكون نابعا من قلب خاشع متضرع، وليست أمثلة الربيع العربي هي الأمثلة الوحيدة للبرهنة على دورالدعاء الذي يستجيبه الله تعالى للعلماء، بل هذا وعد الله تعالى، وعدا فيها من دعاه بأن يستجيب له، والله سبحانه وتعالى لا يخلف الميعاد.نعم أيها الإخوة المؤمنون، هذه هي قصة الشيخ عبد الله النهاري الذي دعا دعاء نابعا من قلب على الحكام العرب المتخاذليين وأعوانهم وكانت سببا فى غضب الله عليهم فشتت جمعهم وبدد قوتهم وتكالبت عليهم الأمم وصاروا من المنبوذين الذين ينظر إليهم الناس في مشارق الأرض ومغاربها نظرة ريبة. و يجب على كل أنسان عربى أن يحفظ فى ذكرته هذا الشيخ العظيم الذي صنع إليكم معروفاً ومن صنع إليكم معروف فكافؤه ولو بالدعاء على الأقل.نعم يا الشيخ عبد الله إن شكرك الناس فجزاهم الله خيرا وهذا من الواجب عليهم, وإذا كما قيل أنه شيخ ولاعب وحركات مريبة، هذا ليس من قول المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم: (من صنع إليكم معروفاً فكافؤه فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافئتموه). لكن نقول كما قيل، إذا أنت أكرمت الكريم ملكته و إن أكرمت اللئيم تمردا!!
بوجمعة بولحية.
التعليقات (0)