مواضيع اليوم

رداً على مقال: رداً على دعاة الفتنة

احمد النعيمي

2011-02-16 10:49:04

0

جاءت أحداث الثورة في مصر وتونس لتفند مزاعم بعض ممن يدعون أنفسهم إلى العلم، والذين يفتون ليل نهار بعدم جواز الخروج على الحكام، وأن الخروج عليهم يسبب فتناً كبيرة، والذين يصفون من يخرج على الحكام بالخوارج، محتجين في هذا بأحاديث دعا فيها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – المسلم إلى إطاعة حاكمه في حال أطاع الله ورسوله وساس الناس بالعدل، ليسقطوها ظلماً وجوراً، على الحكام الظلمة والخونة والمحكمين لشرع غير شرع الله عز وجل، تسويغاً منهم لظلمهم وتأكيداً له، وزيادة للفتن وتشجيعاً لهم على ارتكاب المزيد من الجرائم، مكتفين بدعوة الناس إلى عدم الخروج على الولاة من خلال وضع تلك الأدلة في غير موضعها، فرسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذي اخبره الوحي بأن ابنه الحسين – رضي الله عنه – سيُقتل، لم يطالبه بعدم الخروج على الحاكم الذي بايعته اغلب أمصار الدولة المسلمة!! بل أنه لم يُخرج معاوية – رضي الله عنه – من الإسلام ولم يتهمه بأنه خارجي، وأشار إلى ابنه الحسن – رضي الله عنه – وقال: "لعل الله أن يصلح به بين طائفتين من المسلمين عظيم" فلو كانت كل هذه الأحاديث تنزل في المقام الذي انزلها بها هؤلاء، لوصل بهم الأمر إلى اتهام الحسين وعبد الله بن الزبير– رضي الله عنهم – ومن خرج من بعدهم على الحكام، بأنهم خوارج ناصبوا أولي الأمر الحكم، وهم الذين خرجوا على أناس أظافرهم خير من كل حكامنا وطواغيتنا جميعاً، إذ كانوا يحكمون بشرع الله، ويسوسون الناس بالعدل والأنصاف!؟
وما أكدته أحداث تونس ومصر كذلك؛ أن المسلم لا يصبر على الظلم مهما طال زمانه واستطال، بل من الواجب عليه دفع هذا الظلم وبكل الأساليب، بدلاً من الاستكانة لظلم حاكم لا يحكم بشرع الله ولا يعدل بين الرعية، وبإزالة هؤلاء الظلمة تم القضاء على الفتنة، ودحر الظلمة وتخليص الناس من شرورهم، والكشف عن وجوههم القذرة واثبات أنهم السبب وراء كل فتنة مرت بها البلاد، وبذهابهم ارتاحت البلاد وتنفست الناس الصعداء واستتب الأمن وحفظ المواطن أموال الدولة العامة والخاصة، فما جرى في الأيام الثمانية عشرة أوضح أن الفتن قد انتهت والبلطجية قد اندثروا واللجان الشعبية كشفت عن أخلاق المسلم الحقة، وهي التي أغاظت مبارك ونائبه، وبينت أكذوبة قولهم بأن الفوضى ستدب بذهابهم.

ما دفعني إلى كتابة هذه المقالة، مقالة كتبها الفاضل معاذ صوالحة، والذي سمى نفسه بخادم الدعوة السلفية بفلسطين، بعنوان:" رداً على دعاة الفتنة.. أصلحهم الله وردهم إلى الإسلام والسنة؟!" في الوقت الذي كنت أحاول أن أتجنب فيه الحديث عما جرى من أحداث على الساحة الإسلامية، مكتفياً بتغذية حركة الشعوب المسلمة ومحاولاً دفعها إلى الدفة الصحيحة التي قد تغيير بعض من المعادلات التي كانت مقامة سابقاً، إذ لم يكن متوقعاً للثورات التي قام بها شعبي تونس ومصر أن تقيم دولة الخلافة مباشرة، ولكنها أعطت إشارات ومبشرات بأن الشعوب المسلمة رغم تكبيلها قادرة على الحركة وبأي وقت، خصوصاً إذا توفرت لها ظروف أكبر من تلك الظروف التي توفرت لها الآن في الوقت الحالي، والتي أطاحت بعميلين من عملاء الصهاينة والغرب خلال شهرين فقط، وكان لها دور كبير في الكشف عن أمور كثيرة، من أهمها كشف زيغ أصحاب مقولة عدم الخروج على الولاة.

حيث بدأ مقولته في الهجوم على الشباب الذين قاموا بالثورة في مصر، متهماً تلك الثورة بأنها مدعومة من الغرب، وتدعو إلى تحكيم شرع غير شرع الله تعالى، وكأن الراحل مبارك كان أمير من أمراء المؤمنين يطبق شرع الله في بلاده!؟ حجته في هذا أن مبارك لم يوافقهم في كل شيء، بينما في هذا الكلام تجني كبير بحق مبارك الذي كان يهودياً أكثر من اليهود كل سنوات حكمه ووضحت صهيونيته بشكل كبير أثناء حرب غزة، وتجني على مبارك الذي كان حنوناً على اليهود أكثر من اليهود حتى انه كان يبيعهم الغاز بأقل من السعر الذي يبيعه لشعبه بعشرات المرات!؟ فما الذي يدفع الغرب لأن يوجعوا رؤوسهم حتى يفرطوا برجل حفظ لهم أمن اليهود كل سنوات حكمه، وخدمهم أكثر مما خدم الصهاينة أنفسهم، والغريب أن هذا الاتهام هو نفسه الذي كان يتهم به نظام مبارك الشعب المصري، قبل أن يعلن تراجعه عن هذا قبيل سقوطه، فأي فرق بين كلام حسني الذي أعطى كل شيء لليهود والغرب وكلام صاحبنا!؟
وحتى وإن كان اتجاه الشعوب وفكرها أياً كان فيكفيها أنها اتحدت جميعاً ضد الظلم والتعسف والقهر، وقالت للظالم يا ظالم، ويكفي الشعوب فخراً أن أدوات التغيير فيها هم الشباب – بارك الله في الشباب – الذين رفضوا الأحزاب السياسة كلها، وأعلنوا موقفاً صلباً رغم تخاذل السياسيين عنهم، حتى ارضخوا طاغية مصر للاستسلام، فهم قالوا للعالم أجمع أن الشباب لن يسكت، وان الشباب يريد أن يسقط هذا النظام الصهيوني، وأظهروا للعيان كيف يكون عليه المسلم من النظام والانضباط، وهذا ما أخاف هذا العالم الغارق بالظلم، وإن لم يحقق الشباب المصري كل أهدافه والتي تطالب بالتخلي عن معاهدات السلام مع الصهاينة، وتحكيم شرع الله، فيكفيهم أنهم اسقطوا قلعة من القلاع التي كانت تدافع عن الصهاينة أكثر من الصهاينة أنفسهم.
نعم في السابق كانت الشعوب بمظاهراتها لا تحقق شيئاً سوى الصراخ والتنفيس عن الظلم الواقع بها، ولكنها الآن أثبتت أنها شعوب تستحق الاحترام عندما فتحت صدورها العارية للقتلة بدون خوف أو وجل، من أجل أن تتخلص من هذا الذل والعبودية، وإن لم تحقق ما تصبو إليه من تحكيم لشرع الله فإن حركتها تلك أثبتت أنها ليست بالنائمة وأنها مؤهلة لقيادة النصر القادم، فإذا ما مكن الله تعالى للمجاهدين في سبيله ونصرهم، والذين رماهم الناس كلهم على قوس واحدة، فإن هذه الشعوب التي منعت من البقاء في ميدان الشهداء، حتى يحافظ النظام على علمانيته؛ ستعمل وبكل شجاعة للوقوف مع إخوتهم المجاهدين، وإسقاط تلك الأنظمة وبلمح البصر، والذين سماهم كاتبنا الفاضل بالخوارج.

ثم يواصل كاتبنا الفاضل باتهام جماعة الإخوان المسلمين بأنها تسعى إلى علمنة الدولة كالنموذج التركي، بقوله: " حيث بات أن جماعة الإخوان المسلمين قادرة على التكيف ليس فقط في الانخراط في علمانية الدولة بل في عولمتها إن سنحت الفرصة لذلك.. أين القرآن والسنة يا أصحاب الدساتير الوضعية.. الشريعة يجب أن تنحى كما نحينا الرئيس مبارك.. لأن هوى حزبياتنا الفاشلة بدأ من القومية العربية ومروراً بالاشتراكية المزعومة وانتهاء برواج التكنوقراط والديمقراطية التي هي صنيعة الكفار، أين أنتم من حديث رسول الله من تشبه بقوم فهو منهم" وليته توقف عند هذا، فكلامه هو الحق وموقف الإخوان المسلمون في الدخول بالعملية السياسة موقف خاطئ، وغير مأمون العواقب، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه!!

ثم يتابع هجومه على جماعة الإخوان مؤكداً أنهم أصحاب " البيعات السرية والتنظيمات الإرهابية والتكفيرية" ويهاجم الشيخ القرضاوي الذي خرج على الفضائيات يدعو إلى نصرة الشباب الثائر في مصر، منزعجاً من انتقاده العلماء الذين أفتوا بعدم جواز المظاهرات والاحتجاجات، ليصل به الأمر إلى حركة حماس واتهامها بأنها فئة باغية خرجت على ولي الأمر، بقوله: " فلنذكرك بما قامت به الفئة الباغية من شعبنا ألا وهي حماس حين خرجت على ولي الأمر محمود عباس أبو مازن وفقه الله لما يحب ويرضاه وثبته على الإسلام والسنة" وهنا يطيش الكاتب ويشطط عن الحق إلى حزبيته اللعينة، فكيف نفهم منه تهجمه على من يزعم أنهم يريدون أن يعولموا الدولة على النموذج التركي، بينما يقول للعلماني الخائن عباس بأنه على الإسلام والسنة!؟ أم انه يقصد أن علمانية عباس غير علمانية تركيا، وأن علمانية عباس منطلقة من الإسلام والسنة ووفق فهم السلف!؟ بينما علمانية تركيا من صنيعة الكفار وتشبهاً بهم!؟

وأما نقده للشيخ القرضاوي فيشتم منه رائحة التعنصر والتحزب، وإن كنت انتقدت الشيخ في أكثر من مقال والتي كان آخرها اعتبار فوز قطر بتنظيم كاس العالم بأنه أول نصر للمسلمين على أمريكا، وما أنا بالذي يقف للدفاع عن الشيخ الفاضل فتصرفاته الكثيرة تبين جهله وعدم فهمه للواقع، فكلنا يتذكر كيف كان شيخنا الفاضل أثناء حرب غزة منذ عامين يشد رحاله في زيارات مكوكية إلى السعودية وسوريا ومصر، ويُمنع من دخول مصر، وهو اليوم يدعوه بالسفاح والمجرم والطاغية ويدعو الشباب إلى التخلص منه، فلماذا لم يعمل شيخنا الفاضل على فضحه قبل أن يخرج عليه شعبه!؟ وإذا سقط طاغية سوريا فسيكون هجومه عليه بنفس هجومه على طاغية مصر، بعد أن كان يشد رحاله إليهم محاولاً أن يستنصرهم، وبالنتيجة كان الشيخ الفاضل يصمت كل الصمت عن الحكام ما داموا في حكمهم وعندما يرى أن كفتهم باتت تتأرجح، يركب الموجة ويقف مع الشعوب الثائرة. وليت كاتبنا الذي حمل قلمه على الشيخ يوسف ومن ثم سله بوجه حماس لخروجها على نظام عميل للصهاينة فضحته وثائق الجزيرة، والتي أدت إلى إقالة صائب عريقات، بعد أن اعترف أن كل هذه المخازي كانت بالفعل تجري على أرض الواقع، من تنازلات وخيانات، ليته اتهم عباس بجزء مما اتهم به أعدائه من حماس، ولكنه اكتفى بأن يصف عباس بولي الأمر داعياً الله أن يوفقه ويثبته على الإسلام والسنة، فهل السنة أن يخون هذا الرجل رعيته، ويعلن عن تنازله عن كل شيء مقابل أن يبقى في حكمه!؟ وهل الإسلام أن يرسل بالهدايا إلى الصهاينة كما كشف عنه مزاد هرتسيليا منذ سنتين!؟

فإذا كان هذا حال الخائن عباس يستحق من كاتبنا أن يغدقه بكل هذه الدعوات، فلماذا لم يرحم حماس قليلاً، بدون أن يدعو لها، وهي ورغم دخولها السياسة الطاغوتية، لم تتنازل عن قضية شعب فلسطين ومبادئه، وعندما خرج عليها الشيخ عبد اللطيف موسى وتم قتله، فلماذا لم يصف الشيخ موسى بالخارجي لخروجه على حماس!؟ وان كنت أقول أنه كان من الخطأ أن يعلن الشيخ موسى خروجه، ومن الخطأ كذلك ما قامت به حماس من استخدام للعنف في قمعه، وبدل من أن تستخدم القوة كان الأولى بها أن تحاول حل الأمر بالحوار، وأنا هنا دار راسي بعد قوله: " وحين قام الشيخ عبد اللطيف موسى ليقيم دولة الإسلام على منهاج الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة" ولم افهم ما الذي كان يحاول أن يفعله الشيخ موسى، هل كان يريد أن يعيد دولة الإسلام إلى حكومة عباس على فهم السلف!؟ أم كان يريد أن يقيم حكومة إسلامية على فهم السلف وتطيح بحماس ومن ثم بحكومة عباس وفقه الله وثبته على الإسلام والسنة!؟ فإذا كان جوابه الأول فليعلم أنه قد شوه سمعة هذا الشيخ الفاضل، وإذا كان جوابه الثاني فليعلم أنه قد جعل من هذا الشيخ – رحمه الله – خارجياً حاله اشد سوءاً من حال حماس، لو نجح في قلب حكومة حماس، وإقامة دولة على فهم السلف!؟ ما بالك كيف تحكم يا خادم الدعوة السلفية في فلسطين!؟

أيها الفاضل اسمح لي أن أقول: أنكم أنتم من يثير الفتن بأكاذيبكم التي تروجونها فينا ليل نهار، والتي تدعو الشعوب إلى السكوت عن الخونة، بأحاديث تضعونها في غير موضعها، حتى وصل الأمر بالشيخ محمود المصري إلى أن يخرج على قناة النيل قبل سقوط نظام الطاغية مبارك، ويدعو الناس إلى العودة إلى بيوتها والاكتفاء بالدعاء، مؤكداً أن للسياسة رجال وللدين رجال، في تأكيد منه على علمنة الدولة وفصل الدين عنها وهو ما يسعى إليه هؤلاء الطغاة، الذين وصف كاتبنا كبيرهم عباس وفقه الله بأنه يسير على منهاج السلف والإسلام، الأمر الذي أوصلكم إلى تشويه المجاهدين ووصفهم بالخوارج، وحملكم السلاح عليهم، ومحاربتهم بحجة أنهم خوارج وتكفيريين، كل هذا من أجل عيون سيدكم الأمريكي، الذي بات بحلل لكم ما يريد ويحرم عليكم ما يريد!!

وأما شماعتكم تلك التي تدعون أنكم تسيرون من خلالها على منهاج الكتاب والسنة وفق فهم السلف، فاسمح لي أن أقول لك أن السلف لم يفهم ما تدعونه انتم كذباً، وأما من يقول أنه يسير وفق القران والسنة فيجب عليه أن يضع نفسه تحت أحكام الإسلام جميعها، لا أن يقتص منها ما يراه يوافق هواه، ويطرح ما يخالف هذا الهوى، فيؤمن ببعض الكتاب ويكفر بالبعض الآخر، والغريب أن تدافع عن فكرك وفكر حزبك، وتقدس أفراده لأنهم ينتمون إلى الفكر الذي تحمله، بينما تهاجم الآخر، والاثنان واقعان في نفس الخطأ.
تدافع عن أنظمة تحكم شرعاً غير شرع الله، ثم تهاجم حماس وحركة الإخوان، وتنهي مقالك بالخوف والحرص على نظام آل سلول في السعودية، مدعياً بأنهم يطبقون شرع الله في بلادهم، داعياً الله بقولك: " حمى الله ملكها عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وشافاه وعافاه وحمى علمائها ودعاتها" وهنا تتضح حزبيتك وفئويتك وأنك تنطق بلسان ليس بحريص على الإسلام، وإنما الدفاع عن الحزب وإن كان هذا الاتجاه خاطئاً، فهذا النظام الذي تدعي أنه يرفع راية الإسلام هو من اسقط نظام صدام حسين – رحمه الله – والذي ترحمت عليه ودعوتنا أن نتعلم من درس العراق، ثم في الوقت نفسه تدعو لهذا النظام الخارجي والذي تآمر على إسقاط نظام صدام بالحفظ والحماية، فإذا كان هذا قياسك وتريدنا أن نتعلم من درس العراق فيجب أن تكون أنت أول من يتعلم من هذا الدرس!!

وبما أن التناقض والجهل يركبك من رأسك حتى قدمك، فليس عيباً أن نحاول أن نجعل منك شخصاً قد يستفيد شيئا من الدرس الذي دعانا إلى الاستفادة منه!! ولكن دعني أسالك سؤالاً: أليس نظام آل سلول الذي تدعي أنهم يرفعون راية الإسلام هم من عمل على الخروج على نظام صدام – رحمه الله – بالاستعانة بالأمريكان وأربع وثلاثون جيشاً آخر، ستقول لي نعم إذا كنت تريد أن تتماشى مع الأحداث، وبالتالي فأنت تحكم من حيث لا تشعر على نظام آل سلول بأنهم هم أول الخوارج، وأكبر الخونة لمعاونتهم الكفرة، مثلما ما قلت مهاجما الإخوان بأنهم يتبعون الكفرة، فماذا ستقول عن نظام آل سلول، كان صريحاً وواضحاً أيها المتجاهل!! فإذا كان نظام آل سلول هم الخوارج، وبسبب خيانتهم تلك، فسيكونون هم السبب الأول في إشاعة الفوضى وخلق الفتن التي حدثت في العراق، فلذا أنا ادعوك أن تتعلم الدرس وتعترف بان نظام آل سلول هم من خلق الفتن التي حدثت في العراق، بني تعلم أن هناك من يقرأ خلفك، فحاول أن تكون قواماً بالقسط!!

ثم أليس عبد الله صنمك الذي دعوة الله ليحفظه كان يقرع كؤوس الراح مع السفاح بوش والقاتل بيريز في مؤتمر حوار الأديان المزعوم في أمريكا من سنتين، فماذا تقول في هذا!! هل ستقول في حقه أن يوالي الكفار ويتشبه بهم!! أم انه رافع راية الإسلام!! ثم أليس هو الذي يطبق شرع الله على الضعفاء ويترك الأمراء والأغنياء من دون محاسبة!! أليس هو وباقي الدولة يضعون أموالهم في البنوك الغربية وتذهب لمحاربة الإسلام واحتلال دوله!! أليس هو الذي يجعل من قصوره مسرحا للدعارة والفتن، كما كشفت عنه وثائق ويكليكس!! اسمح لي أن أقول لك أن هذه حقائق لن تستطيع أن تنكرها ولو فعلت ما فعلت، فقل لي: برأيك هل النظام الذي يتعامل بالربا نظام إسلامي!؟ ستقول لي نعم لتكفر ببعض الكتاب وتؤمن ببعض!! بل كيف تدعو لعبد الله بالحماية وهو الذي كان يدعو من أيام إلى إنشاء جامعة مختلطة في جدة، وأنت تنتقد الآخرين لأنه وقعوا في نفس جرم عبد الله، فكان الأولى بك أن تبدأ بنفسك وحزبك!! بل كيف تزعم انه نظام إسلامي يرفع راية الإسلام ويدافع بكل ما يملك من أموال وقوة من أجل منع نظام مبارك البعيد كل البعد عن الإسلام بعشرات السنوات الضوئية؛ من السقوط!؟ فمالك كيف يحكم!؟

أن مصطلح وفق الكتاب السنة وعلى فهم السلف يجب أن يكون صادقاً لا كاذباً، ولكن واقع حالكم يقول أن هذا الشعار إنما هو علكة تعلكونها، كلما أردتم أن تثبتوا تلك الأنظمة الطاغوتية، والتي من أجلها حاربتم راية الجهاد في العالم، لذا إذا كنت تدعي أنك تحارب التحزب والحزبية، يجب أن تعلم نفسك أن تقول الحق ولو كان هذا الحق على نفسك ذاتها أو الوالدين والأقربين منك، لكي تكون على منهج أهل السنة والجماعة ووفق فهم السلف، الذين كانوا لا يسكتون عن قول الحق أينما كان وكيفما دار ولو كان هذا حاكماً، إذا رأوا منه انحرافاً، لا كما يلبسها عليكم شيطانكم، وتحسبون أنكم مهتدون.

وأما تلك الدعوة التي يضعها سادتكم في أفواهكم إنما هي دعوة لتثبيت عروش الطغاة واستمرارهم بالطغيان، ينسفها فهم أبو بكر الصديق الذي قال لرعيته " أطيعوني ما أطعت الله فيكم وإن عصيته فلا طاعة لي عليكم" وفهم عمر الفاروق الذي قال لرعيته: "أن رأيتم بي اعوجاجاً قوموني بحد السيف"، وفهم علي – رضي الله عنهما – الذي قال: "حقٌّ على الإمام أن يحكم بما انزل الله وان يودِّي الأمانة، فإذا فعل ذلك وجب على المسلمين أن يسمعوا له ويطيعوا، وان يجيبوا إذا دُعوا" فهل هذا السلف أبو بكر وعمر وعلي والحسين وابن الزبير– رضي الله عنهم – لم يفهموا من رسول الله ما فهمه هؤلاء الذين يضلونكم بغير علم!؟ وهل الصديق والفاروق وعلي الذين طلبوا من الناس تقويمهم بحد السيف، إذا مالوا عن الحق؛ يقصدون مخالفة قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم –!؟ فإذا كان هؤلاء الخلفاء العادلين يدعون الناس إلى عدم إطاعتهم إذا عصوا الله، فماذا سيقولون في طغاتنا الذين يظلمون الناس ويوالون الكفرة، ويحكمون بشرع غير شرع الله!!

أيها الفاضل اسمح لي أن أقول لك كذلك: أن أقلامكم باتت محروقة في نظر الشعوب التي صحت من نومها، رغم محاولة الغرب وأذنابهم من حكامنا أن لا تفلت الأمور وتسليمها إلى آخرين من أذناب النظام، ليبقى أمن الصهاينة محفوظاً، ومثل هذه الشعوب الواعية مؤهلة لأن تستقبل جحافل المجاهدين، الذين وعدهم الله بالنصر والتمكين، وبهذا تسقط فتاويكم التي تخالف القران والسنة وفهم السلف، تلك الفتاوي التي تكيل الأمور بمكيالين، ولا تقيم القسط إلا على الذين تعتبرهم أعداء لها، لدرجة أنها تنظر إلى الحكام الخونة بأنهم اشرف من هؤلاء الأعداء. وعنصريتكم وحزبيتكم وأقوال سادتك منعتك من رؤية الحق، وثق أنك ما دمت حزبياً وعنصرياً، فانك لن ترى الحق أبداً ولن تظفر بإتباعه، فدع عن نفسك التحزب والتعنصر، وليكن هدفك أن تقول الحق أينما كان، بدون مجاملة لأحد، ولو أن كل واحد منا ترك الحزبية وعاد لفطرته، وتخلص من أدران العصبية، لألف الله تعالى بين قلوبنا، ولتم وضع النصوص الشرعية حيث أراد الله لها أن تكون ورسوله، وعلى وفق فهم السلف، بدل أن نسيس النصوص لهوى كل واحد منا، وبهذا نتخلص من تلك الحزبية اللعينة التي تنخر جسد الأمة نخراً.
فسيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى حاكم ظالم فقال له انك ظالم فقتله، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، جعلني الله وإياك من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. آمين

 

أخوكم احمد النعيمي
Ahmeeed_asd@hotmail.com




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !