قال مقتدى الصدر في لقاء أجرته معه بعض وسائل الأعلام مانصه : ( "نرى صمتاً مطبقًا لا يتعدى الاستنكار أو الاصوات الخجولة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تؤمن للعراقي أي أمان أو سلام ، ولعلي اريد هنا المطالبة بحقوق الشعب لكن اذا لم يرد الشعب مطالبه فما من جدوى وعلى الشعب أن يطالب فما النتائج بأظلم مما يحدث" )
بودي أن أذكر صاحب هذه الكلمات الرنانة جناب مقتدى الصدر الى أنه : سبق وأن خرج آلاف المتظاهرين من أبناء الشعب العراقي قبل عامين في أولى تظاهراتهم التي بدئت بتأريخ يوم الجمعة 25 شباط تحديداً بتظاهرة أسموها " ثورة 25 شباط " والتظاهرات المستمرة في الجمع التي تلتها والتي كان جنابكم : من أشد المؤثرين في عدم أيجابية هذه التظاهرات وكان لكم ولتياركم وميليشياتكم الدور الفاعل في إنتكاسة هذه التظاهرات وسلبيتها وأحباطها .... عندما دعوتم مليشياتكم وقتها للخروج بتظاهرة زامنها جنابكم مع تظاهرات الشعب؟ معطياً حكومة المالكي مدة " مئة يوم " لكي ترتب أمورها لتلبي رغبة الشعب وتعيد له حقوقه المسلوبة ، هذا هو الشعار أطلقه جنابكم بتلك التظاهرات ... وماذا فعل جنابكم بعد إنتهاء تلك المئة يوم ؟؟ وبعد أن لم تلبي حكومة المالكي أي مطلب ! لا للشعب ولا لكم ! دعا جنابكم ميليشياته مرة أخرى وخرجت بتظاهرة كبيرة ( تشكر المالكي ) لتلبيته مطالب الشعب ، فهل توجد مهزلة وسخافة أكثر من هذه المهازل والسخافات ... فعرف الشعب عندها وعلم !! أن مظاهراتكم التي دعيتم لها في البداية ! لم تكن من أجل المطالبة بحقوق الشعب ! بقدر ماكان الهدف منها !! هو أمتصاص غضب الشعب تلك الفترة وأسكاته وأفشال تظاهره ، كما يعلم المجتمع الواعي من الشرائح الأجتماعية العراقية ! بأنه كان مخططاً دعمته فتاوى " المرجعية الفارسية " بعدم التظاهر بحجة أن التظاهر يؤدي الى " الفتنة " وبهذا تم القضاء كلياً على الشعب وعلى أرادته ومطالبه المشروعة .
ثم يعود جناب مقتدى ليستعرض عضلاته " الفاشوشية " والحقيقة أن هذا الأستعراض موجه لأصحابه وليس لعامة الشعب ! لأنه بطبيعة الحال لا يمثل الشعب ولا أرادته ولا تطلعاته ، كما أن الشعب يعرفه ويعرف أن ليس لمقتدى أي موقف ثابت ويعرف أيضاً أنه " متقلب " و " كاذب " في رأيه وحسب حاجة أسياده ، الحقيقة التي وعاها وعرفها حتى أصحابه ... ( ليعلم الجميع أنا لن أطيق الوقوف ازاء هذه التفجيرات ولن نعطي للحكومة فرصة أخرى لا مئة يوم ولا حتى اقل من ذلك ، ولا اكثر، وباتت الحكومة في العد التنازلي الاخير" )
كما يرى العقلاء والمتتبعين للحالة " المزاجية " التي تعتري هذا " الأمعة " بين فترة وأخرى ! هو يدعي أنه لن يطيق الوقوف أزاء هذه التفجيرات ... وبأنه لن يعطي الحكومة فرصة أخرى ، لا " مئة يوم " كما نرى أنه يعترف بتلك المئة يوم " الكاذبة " والأسئلة الذي تفرض نفسها موجهة لجناب مقتدى : ألم تكن هناك تفجيرات خلال هذه السنين الفائتة ؟ وأين كان جنابكم من هذه التفجيرات ؟ ألم تكن تعلم بها ؟ أم أنه " أيعاز " أوعزته لك " ايران " الآن أن بعد أن رأت ورأيتم أرهاصات " الأنتفاض والثورة " التي بدت ملامحها تظهر في الشارع العام ؟ لأستيعاب الجماهير " بخديعة " جديدة وحتواء هذه الأرهاصات ووأدها مع أمها " الشعب " حتى قبل أن تولد ؟
ثم يطالب جناب مقتدى حكومة المالكي بالأستقالة وكأن الأمور " المتأزمة " محصورة فقط وفقط بالمالكي وحكومته ...
( "باستقالة الحكومة وعلى رأسها رئيس الوزراء نوري المالكي الذي سقط ما في يده الا كرسيه ومن معه" ) لكن السؤال الذي يفرض نفسه :
أليست الأربعين كرسي البرلمانية التابعة لمقتدى هي تشكل حزءً من هذه الحكومة ؟ وأن فشل حكومة المالكي ! هو نفسه الفشل الذي يعاني منه تياره ؟ بل هو فشل لكل البرلمان والبرلمانيين !! وأنكم قد غششتم الشعب وضحكتم على ذقونه وخدعتموه وتسلطنم على رقابه بشعاراتكم الكاذبة المزيفة ؟
ثم يستطرد جناب مقتدى بهذا اللقاء : ( "لا مائة يوم ولا حتى أقل من ذلك، وباتت الحكومة في العد التنازلي الاخير" ) الظاهر من هذه " الخدعة " الجديدة أن لا مجال معها للتفاوض وأن الأمور السيئة والأزمات قد وصلت الى ذروتها والمطلوب الآن من هذا " الأمعة " تداركها ، تداركها ليس لصالح الشعب ؟ بل تداركها لصالح المالكي وحكومته نفسها ، من تخدع وعلى من تتنكر يامقتدى ؟ ومن أنت حتى تتكلم بأسم الشعب ؟ فلا رأي لك ولا سلطة إلا على المغرر بهم والمخدوعين والمصلحيين والمستفيدين والبهائم والأغبياء ممن هم على شاكلتك من أصحابك وأعوانك المنبوذين ، بل أن الواعين والمثقفين والصلحاء من أبناء الشعب العراقي ا وعوا وفهموا وعرفوا وعلموا : أنك مرفوض من الشعب وأنك لا تمثل الشعب ولا سلطة لك على الشعب ولن يسمج لك أن تتكلم بأسم الشعب ، ولستم سوى " أجندة وميليشيا " مأجورة لأيران ومؤسسات ايران عاثت فساداً بالعراق وأرض العراق .
وقال ايضا مستعراضاً عضلاته المحقونة بالدكسون الأيراني والبروتينات الأمريكية : ( "كركوك تعاني كما تعاني بغداد ومحافظات الوسط والجنوب والشمال صارت عرضة للتفخيخ والتفجير والاغتيالات ولعب المليشيات بمقدراتها والحكومة لا تتحرك ولا قيد انملة ولم تنبس ببنت شفة"، واضاف "أنها احدى اكبر الكبائر واحدى اعظم الذنوب" )
من أنت حتى تتكلم بأسم كركوك وشعب كركوك والمحافظات وشعب المحافظات ؟ ثم أليست ميليشياتك هي جزء لايتجزء من هذه الميليشيات التي تتحدث عنها ؟ ثم أليس أنت وميليشياتك من سلط المالكي وحكومته على رقاب الشعب حيث أصطف جنابكم مع حكومة المالكي لأنقاذه وأنتشاله من السقوط مقابل قائمة العراقية التي يتزعمها " أياد علاوي " في الأنتخابات البرلمانية المنصرمة ؟ ثم ما أنت وما دخلك بشؤون الأمة ؟ وما أنت ومالك و "الكبائر " أو " الصغائر " من الذنوب ؟ أم أنك وتيارك نسيتم أنكم منغمسين بهذه الكبائر : من إخمص أقدامكم الى حد قمة رؤوسكم ؟ ومن هذه الميليشيات الأخرى التي تتحدث عنها ؟ أليست " عصائب الباطل " هي جزء من ميليشياتكم التي صنعها جنابكم ؟ و ( من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة ) أليست ميليشيا العصائب هي من صنيعتكم ؟ ياسبحان الله .
طالما الشعب طالب ويطالب وسوف يبقى يطالب بحقوقه المغصوبة ، يطالب برفض الميليشيات ، يطالب بالعدل والمساوات ، يطالب بحريته المكبلة ، يطالب بتغيير النظام الى نظام مدني عادل ، وليس كما يقول هذا الدجال :
("لكن ما الفائدة اذا كان الشعب لا يطالب فلا توجد احتجاجات ضد سلب الأمن ونقصه ولا احتجاجات ضد سلب الحقوق الا ما ندر" )
أنت أولى الناس وأكثرهم علم ومعرفة بقوة هذا الشعب وأرادته ، وأنه سوف يطيح بكم وبميليشياتكم ولو بعد حين ، أنت تغبن الشعب وتسلب حقه بالمطالبة لتصور للسذج من أبناء هذا الشعب : أنك الوحيد الذي يطالب بحقوقه ، وأنت تعلم كما يعلم الكثير من هذا الشعب : أنه لم يسكت ولم يصمت كما تنعته أنت الآن ! عن المطالبة والأحتجاج بكل دور ومحفل ... لكن ماذا يفعل مادام جنابكم تؤثرون بالهمج الرعاع من تابعي ميليشياتكم الذين بكل الأحوال هم يشكلون جزءً من هذا الشعب ومكون من مكوناته .
يستطرد هذا الأمعة : ( "لو أن شعبًا حدث له ما حدث لنا لإنتفض وطالب باستقالة الحكومة وعلى رأسها رئيس الوزراء الذي اسقط ما في يده الا حفظ كرسيه ومن معه" )
ماذا عسى الشعب أن يقول : سوى حسبنا الله على الكذب والكاذبين ، إن المتتبع لحالة الحراك السياسية في العراق سوف يعلم أن هناك حالة من التوافقات تمت بين مقتدى وبين عمار الحكيم ليس بأعتبارهم ممثلين عن الشعب ( فهم لا يمثلون الشعب ) وليس كونهم من قيادات البلد السياسية ! ( فهم ليسوا من قياداته ) بل كونهم أجندة عملائية مأجورة لأيران وأميركا ، الغرض من هذه التوافقات هو زرع حالة أرباك البلاد بالتفجيرات والأغتيلات والمفخخات في رسالة واضحة الى حكومة المالكي ، خاصة بعد التهميش " السلطوي " التي واجهه هذين التيارين " تيار مقتدى " و " تيار الحكيم " وقوائمهم في الحكومة ، وما هذه الزوبعة من التفجيرات المقصودة ! إلا صورة ولون من ألوان وصور الضغط على المالكي وحكومته أفتعلها هذين الشخصين " عمار الحكيم " و " مقتدى الصدر " وأن يديهما ليستا نظيفتين منها .
صفاء الهندي
التعليقات (0)