مواضيع اليوم

رحم مفخخ !

علي جبار عطية

2011-02-03 07:21:57

0

علي جبار عطية
التقيته مصادفة وتحدث بعفوية وقال انه كان يعمل في دائرة أمنية ويسهم في التفتيش في احد الحواجز الأمنية المؤدية الى مرقد الإمامين الكاظمين عليهما السلام وفي واحدة من مراحل التفتيش كان الجهاز يؤشر على امرأة!
وحضرت الاحتمالات كالعادة .. لعلها تحمل عطراً او لديها حشوة اسنان بلاتينية او مادة استفزت الجهاز الكاشف لكن كل هذا لم يثبت !
يقول اضطررنا الى ادخال المرأة المشبوهة الى غرفة خاصة وتفتيشها تفتيشاً تفصيلياً ودقيقاً لكننا لم نجد شيئاً مذكوراً ولم يبق أمامنا سوى الكشف بالسونار وكانت المفاجأة بانتظارنا اذ كشفت الاشعة عن وجود كيس يحتوي ثلاث مئة غرام من مادة شديدة الانفجار في رحم المرأة اي انها كانت تحمل عبوة ناسفة!
وياللمفارقة ان يكون الرحم الذي يلد الحياة يصنع الموت!
والأدهى من ذلك انه لم يكن هناك أي اثر لجرح او عملية على جسم المرأة اي ان الجماعة الارهابية تفننت هذه المرة في تمرير هذه العبوة واحداث مفاجأة لحصد اكثر عدد من الزائرات!
وفي التفاصيل ان المرأة انكرت علمها بوجود المادة المتفجرة في رحمها ثم اخذت الى مستشفى الكاظمية وهناك افردوا لها جناحاً خاصاً واخلوه من الراقدين والمرافقين والكادر الطبي الا الضروري ثم اجريت عملية جراحية دقيقة لرفع هذا الكيس الشيطاني وسط حذر وقلق شديدين وتوقع الانفجار في اية لحظة لكن الله سلم ونجحت العملية !
ثم عقب المتحدث قائلاً : اتعلم اني انا الذي اكتشفت اصبع ديناميت وسط نسخة مفخخة من القرآن الكريم ادخلت الى الحضرة الكاظمية المقدسة!
وقال ان الهاتف النقال كان مربوطاً بالديناميت لكنه لم يرن ولهذا لم ينفجر!
ثم قال بشيء من الاسى : اتعلم ماذا كانت مكافأتي ؟
ومن دون انتظار قال : لقد شككوا في امانتي واتهموني اني على علاقة بالمرأة المفخخة وعوقبت بالنقل من مكان عملي واضطررت اخيراً الى رفع الراية البيضاء فاستقلت من وظيفتي وها انذا اعمل على الرصيف !
قلت : هذا جزاء من يقترب من نار الحقيقة فقد يحترق!

كاتب وصحفي عراقي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !