رحل ياسين ........

 رحل الشيخ عبد السلام ياسين عن دار الدنيا إلى دار البقاء، دون أن يكتمل حلمه بمشروعه الذي أسس بنيانه تنظيرا و تفعيلا، رحل مؤسس حركة إسلامية سياسية معارضة بطابع خاص ونوعي، على خلاف باقي الحركات الإسلامية في بلدان العرب و الإسلام، جماعة صوفية بطابع طرقي عارضت نظاما و ظلت على مسارها دون أن تتقهقر وراء مصالح السياسة و لعبة الحكم و مشاركاته. الشيخ ياسين و رغم  الإنتقادات التي تعرض لها و  رغم الخلاف السياسي و الإيدولوجي مع معارضيه سياسيا و معارضيه مذهبيا و فكريا و إعتقاديا، إلا أنه و يشهد له بثبات الموقف و صبره و صدحه بما يرى و بما يؤمن.

هذا البنيان المشيد، هو الآن في ساعة إمتحان عسير، مرحلة انتقالية يمتحن فيها تلامذة الشيخ و رفقائه في كيفية مواصلة المشوار و المرور بالجماعة من مرحلة الشيخ المؤسس إلى مرحلة أخرى، هل ينجح الرفقاء و الأعضاء الكبار و الشباب في إيصال سفينة الجماعة إلى بر الأمان دون انشقاقات أو صراعات جانبية؟ هل سيتغير موقف الجماعة من السلطة الحاكمة؟ هل ستؤسس لمعارك جديدة بعد فترة خمود طالت خاصة و أن الحركة لم تستثمر ربيع العرب، فأبت إلا أن تهادن رفقاء التسمية، حكام اليوم ( الصوريون)؟

عادت الأضواء من جديد لتسلط على الجماعة و مسألة خلافة الشيخ، التي باتت اليوم واقعا فرضه رحيل ياسين، لنترقب و لندعو للشيخ بالرحمة و الغفران.