مواضيع اليوم

رحل العميد القنبر .. ولكنه لم يرحل

حسن بن علي الجزيري

2009-09-25 23:29:03

0

رحل العميد القنبر ولكنه لم يرحل

 

قبل اكثر من عشرين عام عرفت الاستاذ عبدالله القنبر (رحمه الله) كأحد الاعلاميين البارزين في الاحساء ، و أحد الكتاب في احدى الجرائد اليومية في المملكة ، وسمعت عنه الكثير من الكلام ، غير انني لما عرفته شخصيا وعن قرب اكثر منذ ما يقارب العشر سنوات ، ادركت ان ما قيل عنه وما سمعته من قبل هو في الواقع اقل بكثير مما يستحق هذا الرجل . فهو لم يكن اعلامي فقط ، بل كان اخ للجميع دائم الابتسامة مع كل من يقابله , متواجد في كل المحافل واللقائات الادبية والاجتماعية . وبالرغم من سكنه في مدينة المبرز الا انه لم يقطع صلته بأهله واقاربه في مدينة العمران بصفة خاصة واهل العمران بصفة عامة ، فقد كان رحمه الله متواجد في مناسبات وواجبات مدينة العمران بمثل ما كان متواجد في بقية مناطق الاحساء ، ولا يتردد في تلبية اي دعوة توجه اليه من الجميع .

كان القنبر في اغلب جلساته ما يناقش قضايا المجتمع ويبحث سبل الحل لتلك القضايا وطرق الوقاية منها ، فلم يكن (رحمه الله) يفوت فرصة اللقاء مع المؤثرين في المجتمع الا وطرح لهم قضايا ومشاكل المجتمع وبحث معهم الحلول المثلى التي يجب اتخاذها تجاهها ، فقد كان هاجسه الاكبر هو المجتمع ومشاكله وكيفية جعله مجتمع نموذجي ، عن طريق حل تلك المشاكل وتلافي تلك الاخطاء في المستقبل .

وبالرغم من كون ابا محمد وبجدارة تامة هو عميد الاعلاميين والصحفيين بالاحساء ، واكاد اجزم انه لا يوجد في الاحساء احد من المهتمين بالانشطة الادبية والاجتماعية الا وقد جلس مع الاستاذ القنبر ، او سمع عنه ، وذلك نظرا لتواجده الدائم في جميع تلك المحافل على مستوى الاحساء ، ولكن وبكل اسف كنا كمجتمع كما قال رحمه الله (لا نعرف احد الا بعد موته) ، فلم نعرف هذا الرجل رغم تربعه على كرسي العمادة للاعلاميين والصحفيين في الاحساء منذ فترة طويلة ، فلم نرى تكريم له في كل تلك المحافل الادبية والاجتماعية التي لم يفارقها طيلة حياته ، وان كان قد تم تكريمه من بعضها الا انه لم يكن ذلك التكريم اللائق والمناسب وحجم عميد الاعلاميين بلا منازع في الاحساء . فعذرا لك ابا محمد عن هذا التجاهل والتقصير منا تجاهك ، عذرا وان كان العذر لا يجدي الان نفعا .


رحل العميد ولكنه لم يرحل فآثاره لا تزال باقية ، فلا يزال مقعدة موجود في كل المحافل ، ولا يزال اعلاميي الاحساء يتذكرونه ، فهم تلاميذه وعيال عليه تربوا على يديه وتعلموا منه ، اخذوا من خبراته الطويلة وتجاربه العديدة التي امتدت اكثر من ثلاثين عام . كان لهم المرشد والمعلم دون ان يمن عليهم بشيء مما اعطاهم . فلم يبخل على احد منهم يوماَ بالمعلومة التي لديه ، فكان كما رايته دائم النصح للجميع صحفيين وكتاب و نشطاء اجتماعيين ، وقبل ان يسأله الغير النصيحة يبادرهم بها . فرحمك الله يا ابا محمد واسكنك فسيح جناته .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !