تفضلوا معي إلى الأغوار الشمالية بفلسطين
في الساعة السابعة صباحا انطلقت من هنا ياصيد ...باتجاه الشرق نحو مقر عملي في مكتب التربية والتعليم طوباس
قررت إن أرافق زملائي إلى الأغوار ...الأغوار الشمالية على ضفاف نهر الأردن وفي تمام الثامنة انطلقنا سبعة من الإخوة والأخوات...وأنا ثامنهم ..وسمعتهم يقولون لا تنسى الهوية وبطاقة العمل كوني لا أرافقهم كثيرا...ولأنهم يعرفون أننا سنمر عن أصعب حاجز في الضفة الغربية ما زال موجودا ويفصل مع حاجز الحمرا وهو حاجز تياسير ...قرب معسكر للجيش الإسرائيلي.... يفصل الأغوار عن محافظة طوباس
وقبل الوصول الى العقبة التي تتميز بتهديد الاحتلال يوميا أهلها المزارعين الثابتين على ارضهم رغم الجور والقيد والبطش ومحاولته المتكررة بقلعهم من هناك نجد مسجد العقبة وقد أطل علينا كيفما نتجه بمئذنته التي تصنع شعار النصر و ما بين العقبة وطوباس تقع تياسير بزيتونها الغض والأخر الروماني المتجذر بالأرض بسيقان ملتفة ومتجعدة وغائرة على جذورها لتصنع شموخا وعراقة وثبات ..وخضرة ومرعى ...
وما هي الا اقل من ربع ساعة حتى وقفنا على حاجز تياسير وعلينا أن نصبر حتى يأشر الجندي لنا ونحن بداخل المركبة الصغيرة وبعد وقوف قد يطول .....ثم تتحرك السيارة عشرون مترا ثم تقف على خط احمر وينزل من فيها ليتجهوا نحو تفتيش جسدي دقيق والسيارة تشرع أبوابها في نقطة قريبة وتفتش بدقه ...ثم يلتقي ركابها بها بعد الحاجز بخمسين متر وأحداهم ينتظر الأخر
وبعد ذلك وفي ..... وسط منطقة عسكرية من الجبال والتلال والسهول والهضاب حيث الطبيعة الخلابة تنتشر بها الأغنام والأبقار والجمال وبكثافة ..في الوديان يتنوع الشجر وكذلك الحجر وبواقي حمامات وعلى رؤوس الجبال مستوطنات وعلامات تدريب وتنقيب وجسور وإنفاق ثم مزارع وبيوت بلاستيكية حتى نصل إلى قرية عين البيضاء ومدرستيها الثانوية والأساسية الدنيا المختلطتين ..وهنا بعد ان نتفرق وزملائي على المدارس ..أتفقد الأجهزة بالمدرسة ومن ثمة المرافق التقنية من مختبرات ومكتبات ومراكز حاسوب ..أتفقد الجدران وما عليها من وسائل وفنون ورسوم ووسائل واتجول بالساحة والملعب و الحديقة علني اجد وردة او شجرة او فكرة يمكن ان انقلها الى مدرسة ثانية او مدونه بالصورة ..او الفلم
في الصوره ادناه مختبر حاسوب ومختبر علمي في مدرسة بردله الثانوية المختلطة هكذا هي معظم مدارس فلسطين
بالاضافة الى مختبر حاسوب في مدرسة بنات بردله الثانوية
وعلى الجدران تشير الطالبات في مدرسة بنات بردله الثانوية الى صورة تراثية رسمت على حائط وتحتها قاعة متعددة الاغراض في مجلس العقبه يزوره الطلاب والطالبات
ولوحات جدارية تراثية وتطريز في غرفة الادارة في مدرسة بنات بردله الثانوية
ومدير مدرسة عين البيضاء الثانوية يفتخر بمكتبته وتنسيقها وطاولات خشبية تبرع بها المجتمع المحلي ..
وامينة مكتبة عين البيضاء وبردله في مكتبة بردلة الثانوية وقد نظمت ورتبت تلك المكتبه لتستقبل الطالبات والطلبه بالتنسيق مع المعلمين وقت تواجدها في المدرسه
وهاكم العقد الفريد وموسوعة بلادنا فلسطين ولسان العرب وتفاسير للقران الكريم من اهم محتويات تلك المكتبه ...
وهنا في مدرسة بنات عين البيضاء الاساسية لفت انتباهي معلمة الصف الثاني المختلط وقد اخرجتهم الى ملعب المدرسة واحدى الطالبات تلبس ثياب الصلاة وتفترش سجادة الصلاة وخطوة خطوة تركع وتسجد ويتعلم الطلاب ويرددون معها ما تقول المعلمة .......كان منظرا رائعا
وبعد عدت الى المكتب قبل الساعة الثانية عشره ظهرا احمل بجعبتي اكثر من 150 صوره هي على هامش الزيارة لا علاقة لها بما ابديت من ملاحظات او توجيهات وما قطعت من وعودات او تلقيت من ايضاحات على معظم التساؤلات هكذا هو انا ....نقلت لكم بعضها من منطقة هي سلة فلسطين الغذائية المهددة بالعزل والفصل وحجب المياه والتهويد ....مهددة بالابتلاع ومجتمع يحاول ان يعيش وبكرامة وطلبة مريدي علم رغم كل الظروف .وهو سلاحهم الوحيد الان وغدا او كان .... وتربية وتعليم ومديرها وموظفيها يعانون الأمرين للوصول لها او التواصل معها ...ولكن رغم ذلك هناك شيء على الارض يستحق ان تشاهدوه في رحلة استغرقت اربع ساعات
مع تحيات اخوكم عوني ظاهر
التعليقات (0)