أنصفني الوداع بإقبالي على رحلة تبتدئ من أول يوم فتحت فيها عيناي على هذه الدنيا الفانية ، أشعر بإخلاصي الشديد نحوى الذاكرة التى تُعد أول سبب لرحيل ...فى كل مرة أرحل فيها أترك الذكريات فى ذاكرتي التى تحملت الكثير من أعباء الأيام ، ربما هي تلك القوة الداخلية التى تؤمن بالوجود بين سحر الأنا و رونق الحياة الذى يشع نوراً عند كل صباح...
لو أن الرحيل باعني لكان الأمر اختلف لكنني مصرة على إنتزاعه بنفسي كأن ليس هناك حلا يضئ حياتي سوى الرحيل بعمق الذاكرة فما أعذبه من رحيل فقد تطايرت جدوروه عند مفترق الطرق و بات للعودة الشيء المستحيل ، أهذا حظي الوفير أم أنها مقبرتي الهنية ؟ لا شيء سيتغير فالأمر سيان ...و رحلة بدأت و لا تنتهي ففى كل محطة يوجد القدر الذى لا يغمرك بل يجبرك و يلزمك أن تتعودة عليه فهو أصدق من نفسك أحياناً ، أيُعذ هذا عذاباً أم أنها رحلة القدر الملزمين بها ـ...
حينها ارتميتُ بحضن الحلم الذى يبعدني عن الرحيل فأنا أعيش بين أناميل الأحلام بعذوبتها و رقتها الخفية ، إنه الشيء الوحيد الذى يُعيد لنفسي و لأحلامي روحاً متجددة قابلة دائما على ارادة قد تكون للبعض خيالية غير مصدقين أن عجب الرحيل قد يُثير فيك مراجيع إستثنائية عند كل إمرأة عربية...
دائما هي الذات التي تعيش بذواخلنا قد تخوننا و لا نسامح و نخونها تم تسامح هذه المعادلة الغريبة قد نفهمها بطرق مختلفة و لكل واحد وجهة نظر لكنها تحمل روحاً واحدة للعيش ، إستدرجتها فعلياً تم أدركت أنني بين ضفافين أولهما الحقيقة تم الحلم ...قد نفضل الحلم هروباً من مواجهة الحقيقة و قد نسبح بعمق الحقيقة و نتغاضى عن مشاعرنا التى هي جزؤ من الحلم أيضا...الخيار يختلف حسب رؤية الآخر للأمور لكنها تجعلك تلمس شيء من واقع نعيشه ، هكذا صورت لوحتي الأخيرة أو بالأحرى التي اعتقدتها أنها الأخيرة بل كانت هي البداية لحياة تجمع بين الحلم و الرحيل و الوجود معاً...
من هنا بدأ مشوار جديد قد يكون غريباً لكنه حتماً متجددا بروح آخرى مُقبلة على توقعات و رغبات أفضل ، إنها اللوحة الذاتية التي شكلت ذاتي بقيمها المرغوبة بالإستمرار...عُدت أتنفس و أتأمل الحياة و حتى تلك الأرض السعيدة التي تركتها فهي بإنتظاري عاجلاً أم أجلاً و أنا واثقة أنني يوماً سأحض سعادتك للأبد ...و تذكر أيها الرحيل أني رحلت من أمامك لكني لم أرحل من وجدانك .
التعليقات (0)