رحلةُ في ربوعِ الخليل
بقلم عوني ظاهر
رحلة ٌ الى الخليل التي انقسمت في ظل السلطة الوطنية إلى ثلاث مناطق ...وأقصد ثلاث مديريات للتربية والتعليم في الشمال والوسط والجنوب و,وفي الجنوب ""دورا والبلدات المجاوره ""وهناك في مكتبة الشهيد ماجد أبو شرار وجدناها ممتلئة: بممثلي الإعلام المقروء والمسموع والمرئي، وعطوفة المحافظ كامل حميد، ومدير التربية والتعليم أ.فوزي ابو هليل ،وَجَدنا نحن الوافدون من كل فج والمحافظات والمديريات رؤساء أقسام العلاقات العامة، بمعية الوكيل المساعد لشؤون التطوير والتخطيط ،أ. بصري صالح،ووفد من الإداره العامة للعلاقات العامة
رحّبت الأخت "" نلا عطية ""وهي رئيسة قسم العلاقات العامة في مديرية التربية والتعليم جنوب الخليل بنا وألقت كلمة لطيفة خفيفة الظل كظلها وحسها المرهف ...ثم ترجّل الأستاذ فوزي خليل ليرتجل كلمة ترحيبية ، مبيناً ما تعانيه هذه المديرية من أزمات نتيجة الاحتكاك بالجدار والاستيطان والممارسات الإسرائيلية...، زد على ذلك أعداد الطلبه المتزايد ضعف أو ضعفين العدد منذ أن استلمت السلطه مسؤوليتها هنا ...وتناول المحافظ مسيرة الدعم اللا محدود لمديرية التربية بل اشار مازحا ان مدير التربية لديه ابتكارات للضغط عليه حتى يحصل على ما يريد حيث ذكرني كلامه بالحديث النبوي غير المؤكد والذي يقول ساوم حتى تعرق ...وكان أ .بصري صالح قد تكلم عن انجازات الوزاره رغم كل شيء وأشار نحن نفتخر بإنجازاتنا والتي هي رديف لإنجازات طلبتنا وقال هم المبدعين واملنا الواعد .
بعد ذلك..تنقلنا في حافلة ضخمة مكيفة بين محطات رحلتنا وكانت البداية مدرسة دورا المهنية للبنات وهي الأولى من نوعها في الضفة الغربية ،ثم زرنا مدرسة ذكور الرازي الأساسية والتي بُنيت في بداية الحكم الإنجليزي1921 قبل أقل من قرن بعقد وتميزت هذه المدرسة ببنائها ومعلميها ومعلماتها وإدارتها وتميز طلبتها وحدائقها وقربها من مقام لسيدنا نوح عليه السلام.
وحان وقت الغداء.. حيث كانت المناسف بالجميد ولحم الخراف بالانتظار ...مع التندر بالكلام لمن لا يحب الجميد او غير متعود عليه والوجبه الخاصة باسحاق من اخواننا في الطائفة السامرية نابلس وممثل لمديرية نابلس ،وفي منتزه الكهوف الجميل حيث رُصّعت جدرانه بالأحجار الملساء الصغيره والنارية الصّوان ، وطليت مداخله والكهوف بالرمل والشيد او الإسمنت الأبيض وجرت مياه النوافير شلالات على الجدران!!!
ومسك الختام لا بد من أن تمر عبر حواجز وبوابات حديدية ، وتسمع زامور غرف التفتيش، ولا بد ان تخلع نصف ملابسك وكل شيء حديدي وتحجز هويتك حتى تعود لانك ستدخل الحرم ""المسجد الإبراهيمي ""في البلدة القديمة في الخليل وهناك قبر سيدنا إبراهيم عليه السلام، نطل عليه ونقرأ الفاتحة من جهة ويطل اليهود من الجهة الاخرى ...ولا نرى قبر يعقوب فيعقوب استأثر به اليهود لأنفسهم وترى مرقد ساره زوجة إبراهيم عليه السلام من شباكنا نرى قبرها ومن شباكهم يزورون قبرها ...- تمييز عنصري حتى في زيارة القبور - وبالداخل قبر إسحاق - عليه السلام - ورفقه زوجته ، ومنبر صلاح الدين وأثر الرصاص رصاص المجزرة الآثمة..!!! مجزرة الخليل على جدران المحراب والمسجد مسجد اغتُصب نصفه لليهود ويدخلونه كيف ما يريدون ويعاني المسلم بالدخول!!! واذا سمح لنا بزيارة المسجد فتحت المسجد مغارات والقبور الحقيقية لأبناء إبراهيم وزوجاتهم وهذا لا يسمح للمسلمين النزول إليها!! بل إانّ الجيل الجديد لا يعرف عنها شيئا ...ويمتد بنا المسير في البلده القديمه لنرى محلات مقفله وأخرى مفتوحة... فيها التراث وعبقه!!! تراث الارض المقدسة من ملابس مطرزة ، وحلي وحلويات وعقود وأساور فيا عبق التاريخ والتراث الاسلامي!!! ، فيها الظلم واستيلاء المستوطنين على الطابق الثاني والثالث من تلك البيوت العتيقة!!! ويلقون قاذوراتهم وحقدهم على شِباك هزيلة تحمي الماريين وفيها أكثر من مئة كاميرا منتشره أينما تواجد مسلم!!! تسجل كل حركة وتثاؤب ورمشة عين للعرب بالصوت والصوره ؟؟؟!!!
تسوقنا رغم الألم!!! وكان يحدونا الأمل والثقة برب السّماء رب الناس كلهم أن هناك يومٌ سيأتي وقادمٌ سيعيدُ للشعب العربي الفلسطيني إرثهم ومقدساتهم وحقهم المسلوب ....
كانت سيارة مديرية قلقيلية بقيادة الأستاذ مراد اشتيه تسابق الريح عائدة بنا الى نابلس التي وصلناها مع أذان العشاء!! برحلة امتدت نهارا كاملاً وبعض ليل ....رحلةٌ كان لها وقعا في نفوسنا والهمتنا ذكريات قد لا تنسى !!! بعد تلك الرحلة التي كانت بطولكرم قبل أقل من شهرين ...
التعليقات (0)