مواضيع اليوم

رحلة عذاب

صالح علي

2009-10-30 21:56:30

0

     اجتمعت بشباب كنت أكثر الترداد عليه لمناقشة أمور لها في الدنيا دوي فجلست بينهم فإذ بي أرى أحدهم قادماً نحونا وعندما أقترب ألقى علينا السلام فقلنا له : ما الذي أخرك؟ فقال: الحافلات فقلت له: غفر الله لك ذكرتنا بالمصائب فقال أحدهم : وما تلك المصائب؟ فقلت له: حال المرء لاتدوم على حال والظروف لا تساعد في كل أمر وفي بعض الأحيان تضطر إلى صعود الحافلات وذات مرة صعدت على متن إحدى الحافلات ليعبر بنا إلى شاطئ الأمان ولكن المفاجأت أننا كنا مع سائق مستهتر فما هي إلا لحظات حتى تمنى كل راكب النزول من الحافلة خوفاً على نفسه من الهلاك لأنه بدأ يموج بنا كالعاصفة الهوجاء فتارةً نجد أنفسنا قد توقفنا عند إشارة وتارةً قطعناها ولكما نظرت إلى أحدهم أرى في عينيه خوفاً لا يوصف فأجزمنا أننا هالكون لا محالة وكل منا يبتهل إلى الله بالدعاء وفي بعض الأحيان نرفع أصواتنا بالذكر لينتبه لنا السائق ولكن لا حياة لمن تنادي كأننا نحن في عالم آخر لا هو ممن يشعرون ويدركون ولا نحن من الذين ماتت قلوبهم كأنه أشترى هذه الحافلة ليقتلنا بها وقدر الله أن نصل نحن إلى مقاصدنا قبل أن يصل هو إلى مقصده فبدأ كل من يسلم على من بجواره ويهنأه بالسلامة على أن نجاه الله من الهلاك المحتم وكأننا كنا معلقون بين السماء والأرض وسقطنا على الأرض وقلنا هي الأم فتفتحت قلوبنا فرحاً بعد إنقلاقها فقمت واستأذنت منهم ورحلت عنهم لأن الذكريات قد عاودتني.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !