ألصيف ، فصل العطل والرحلات السياحية ، البعض منا يحزم حقائبه استعداداً للسفر وقضاء الاوقات الممتعة ، والبعض الاخر يبدد ساعات الصيف الطويلة والمملة امام الانترنت او لقضاء عمل ما ، او يقبع ساعات متواصلة امام التلفاز وتحت مكيفات الهواء هروباً من حرارة الصيف .
أما انا فلا رغبة لي بالاسفار بعيداً عن وطني أو الجلوس امام التلفاز والخروج بصحبة الاصدقاء لقضاء الاوقات في المقاهي ، لقائي وتحدثي معهم في ايام الصيف الطويلة لا يتعدى السلام والسؤال عن الاحوال وقد لايستغرق مني ذلك سوى دقائق معدودات .
وحتى لا يهاجمني الفراغ بأضراره وأخطاره ، قررت جمع افكاري وتهيئتها وحجز مقعدي استعدادا للسفر الى سطور الكلمات ، والسياحة بين صفحات كتاب .
وجهتي كانت نحو كتاب (النظرات) للاديب المصري المعروف مصطفى لطفي المنفلوطي ، جميلة هي النظرات التي ابتكرتها انامل المنفلوطي ، جميلة تلك الكلمات المعبرة التي جذبت نظرات القراء والادباء.
قد لا تسعفني الذاكرة في ايجاد وصف دقيق للشعور الذي يتمكلني عندما اقرء رسائل المنفلوطي ، وما تتضمن من حكم ومعاني انسانية كالصدق والاخلاص والوفاء والشجاعة والفضيلة والخلق الكريم.
تجولت في مدينة النظرات واكتشفت معاني كنت اجهلها ، اكتشفت ان الحديث ثلاثاً ، حديث العقل ، وحديث القلب ، وحديث اللسان ، وان الكذب ارذل الرذال وهو نوعان ، كذب الاقوال وكذب الافعال ، وانه لا وجود لكذبة بيضاء واخرى سوداء ، وان العلم نوعان علم محفوظ وعلم مفهوم ، وان الفرد لا يكون انساناً بالمعنى الانساني اذا لم يشعر بأحزان وهموم الاخرين وان الرجل ليس بماله وجاهه وحاشيته انما بعلمه وعقله وصدق سريرته ، وان المحزونون في الارض لاسبيل لهم الا الصبر والتوكل على الله ، وان هناك اشياء تبدو للوهلة الاولى صغيرة لا تستوجب النظر وتترك في الوقت عينه اثراً كبيراً في حياتنا لا مناص منه ، وان الغد مجهول لا يعلم سره الا الله .
التعليقات (0)