ميثاق الفياض
تصوير : دلشاد هفال
كانت أجنحة عباس ابن فرناس تلامس أشعة الشمس في باكورة شروقها على مدينة بغداد وماهي الا دقائق ونحن نمر من تحت تلك الأجنحة قرب الطائر الأخضر العراقي الذي تحول الى مطعم تراثي بعد تقاعده عن العمل في بوابة مطار بغداد الدولي , كانت وجهتنا لحضور ورشة عمل ومؤتمر عن السياحة في مدينة انطاليا ( جنوب غرب تركيا ) والتي يقال عنها جميلة وفاتنة يمتزج فيها سحر الشرق والغرب والتراث التركي برائحة القهوة وجمال الطبيعة
ماهي الاساعة أو اقل وإذا بالطائر الأحمر (الخطوط الجوية التركية ) يقلع من ارض بغداد وهو يحملنا إلى مدينة انطاليا مرورا بمدينة البحار والجمال اسطنبول التي كان بحرها يعانق السماء مشكلا لوحة فنية رائعة ,
وابتدأت الرحلة بعد ان حط الطائر الأحمر على ارض مطار مدينة انطاليا التي سحرنا جمالها منذ الوهلة الأولى وهي محاطة بالجبال والمنحدرات الساحلية من ثلاثة جوانب بينما كان البحر في الجانب الرابع , كانت الحافلة بانتظارنا لتقلنا نحو فندق (سبايسي ) والذي كان يبعد أكثر من 30 دقيقة عن مطار المدينة , مررنا خلال هذه الدقائق بأجمل ما خلق الله من طبيعة خلابة وما استطاع عقل الإنسان من تحويل تلك الحجارة الى مباني تفوق التوقعات ومنتجعات ذات واجهة معمارية لم اتوقع ان ارى مثلها في حياتي الا عبر الشاشة , الجميل في ذلك ان هذه المدينة جمعت في اشكال مبانيها ومنتجعاتها بين مختلف الحضارات في العالم من أقصاه الى أدناه ,
توقفت حافلتنا قرب باب الفندق وهي تحمل مختلف الجنسيات العربية من العراقيين والسعوديين والبحرينيين والمغاربة والمصرين والتونسيين والجزائرين إضافة إلى أصحاب الأرض من الأتراك وحقيقة لم تكن تفصل احاديثنا أي حدود صناعية او طبيعية بل كنانتبادل الحديث تارة والغناء التراثي تارة أخرى من دون جوازات سفر,
بدأ مشوار العمل في اولى ساعات المساء وبدأنا نتجول في منتجعات تلك المدينة مع التي كانت مكتملة للسائح من كل الجوانب الخدمية والنفسية أيضا ,
وفي اليوم التالي عقد وسط مدينة انطاليا مؤتمر كبير حضره أكثر 600 مشارك من مختلف دول الشرق الأوسط واسيا والمغرب العربي وعدد من الصحفيين ومدراء الشركات السياحية المختلفة وقد تناول المؤتمر الشراكة مع الدول العربية والأسيوية في انعاش السياحة بمدينة انطاليا بعد الاحداث السياسية المتوترة بين روسيا- وتركيا بعد اسقاط الاخير طائرة مقاتلة روسية من الطراز الحديث اخترقت أجوائه وانسحاب بعض السواح الروس نتيجة سياسة الحكومة الروسية للضغط على الاقتصاد التركي ,
الشرق الأوسط يمثل سوقا قويا على المستوى القريب في هذه المدينة هذا ما قاله مدير الخطوط الجوية التركية ( خير الدين قارقي ) بعد ان تحدث عن التطور السياحي والمعماري الكبير الذي شهدته تركيا بعد تولي رجب طيب اردوغان الحكم والسعي المستمر للنهوض بالواقع الاقتصادي لتركيا والمواطن التركي دون تقييد من أي دول مهما كانت مع الحفاظ على المصالح المشتركة مع الدول الأخرى
وأضاف قارقي القول , سعت تركيا جاهدة من اجل تقديم جميع التسهيلات للسواح العرب والاسويين وغيرهم في مدينة انطاليا ومدن اخرى من البلاد واننا في الخطوط الجوية التركية نعمل على تسهيلات كبيرة للسائح العربي ,
وفي الصعيد ذاته قال سردار المشهداني رئيس مجموعة الكرنك للسياحة متحدثا خلال مؤتمر صحفي عقده في انطاليا قائلا اننا نسعى وبالاتفاق والتباحث مع المسؤولين الاتراك على تخفيض الأسعار وليس بعيد ان يستطيع السائح العربي التمتع بجولة سياحية خلال اسبوع واحد في هذه المدينة قد لاتزيد تكاليف اقامته وتجواله على (500) دولار
واضاف المشهداني القول نحن نعمل على جذب السواح الى هذه المدينة أسوة بمدينة اسطنبول وانقرة كما بدأنا بتسجيل اول حلقات مسلسل عربي في أرجاء هذه المدينة لما تتمسز به من مساحات واسعة وطبيعه تساعد على التصوير وأداء المشاهد الدرامية والاكشن .
بعيد عن المنتجعات الواسعة ذهبنا الى مركز مدينة انطاليا وتوقفنا قرب تمثالأتالوس الثاني في وسط المدينة وهو ملك برغموم الذي امر رجاله بالعثور على جنة على الأرض و بعد عملية بحث واسعة النطاق، اكتشفتوا منطقة انطاليا واسماها اتاليا ثم تحولت الى انطاليا .
كان مركز المدينة جميل للغاية وكان يحتوي على سوقا شعبيا ومطاعم ومساجد وترى فيه مختلف الجنسيات وكانت الأسعار فيه مناسبة لنا نحن العرب مقارنة بالمناطق السياحية الأخرى وامتاز بتنوع مرتاديه .
لم تنتهي الرحلة الا ونحن العرب من الصحفيين بدأنا مشوارا من التعارف على بعضنا الآخر واجتزنا تلك المسافات والحدود الفكرية المعقدة التي سيطرت على عقول الكثير دون يسمع ويرى الاخر وجها لوجه , لكن كما كانت البداية كانت أيضا النهاية للعودة لارض الوطن وبدأ رحلة جديدة على أرضه ومائه وسمائه .
------------------------------------------------------------------------------------
بعض الصورالحصرية لمدينة انطاليا ,,
التعليقات (0)