مواضيع اليوم

رحلة إلى الجنّة المفقودة

Reda Yaaqop Agha

2015-08-03 22:19:37

0

 

يوماً كُنت أتابع فيلماً وثائقياً عن هجرة الأفارقة إلى بلادٍ ترعى انسانيتهم وتأمن لهم لقمة عيشهم التي فقدوها إثر الجوع والمرض وفشل حكوماتهم التي لم تسطع يوماً أن تؤمن لهم حياةً يرضى بها بني البشر , وتابعت ذاك الفيلم بأسى كبير إلا أنني حينما انتهى الفيلم قمتُ بإغلاق التلفاز والالتفات الى نومي العميق.

تدور الأيام مرّه أخرى لأجد نفسي معلّقاً بين السماء والماء تحملني سفينه متهالكه جداً لا تقوى على حمل غنيمة من أسماء (السمليس) , تتعالى أصوات الدعاء منه بلغة عربية ولهجة تشبه لهجة أبناء وطني , للحظة استقيظت فيها وسط كلّ تلك الصرخات والخوف والجو البارد والأمل في الوصول الى تلك الجنّه المنشوده , رأيت أمامي الكثير من الدماء التي سالت والأطفال الذين شرّدوا والنساء اللواتي اغتصبن والأموال التي نُهبت!

في تلك اللحظات التي لا تشعر فيها إلا بعناية الخالق وصوتٍ شجي يتلو آيات القرآن الكريم , تتلمس من ذاك الصوت حساً بشريا يساعدك على تحمل ألم كلّ تلك الكتل البشرية التي تكدّست فوقك طلباً للإنسانية في بلاد الكفر والزندقة والعهر .. !!

بعد وصولي إلى الشط تلمست وجه صديقي الذي كان يمسك بيدي جيداً ليثبت لي أن هنالك أحدٌ ما يشعر بي , وأخبرته أنّ الوطن اقترب منّا جداُ حينما طلبنا من الله ذلك , لكن سرعان ما تحولت مطالبنا إلى دنيا نصيبها وامرأة نتزوجها , وسلاح نطغى به فَسُلِبنا ما لم نعطى ..

سورية يا قطعةً أفلاطونيّة الجمال لم نعرف قيمتها يوماً ..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !