رجل خارج جلده
في السرير ، رجل متقاعد ،يحلم برجل متقاعد
يطل من بلكون شقته ، وقد اذهله منظر الاطفال ،
يرقصون تحت المطر عراة كما الرماح
مع بداية الصباح ، هبت ريح الشمال ،
زخات….
سقط المطر،
وتصببت أوراق الصفصافة ماء
على رصيف أكلته شمس الصيف
الغرفة مبعثرة كما أعقاب السجائر في المنفضة ،
وثمة رجل متقاعد عاد البارحة منهكا من لعب ضامة ،
مازال يشخر ، ويحلم بالرجل بالبلكون بالمطر
وبأطفال مسفحين
و… فتح الرجل المتقاعد عينيه ، وقد خيم الصمت
سوى قطرات ، وبرد جامد ،
حاول أن يرهف سمعه ،
لم يكن يأتيه سوى إيقاع المطر ،
أطل من الشباك ، فتوقف عن الحركة، ،وبقي جامدا ،،
كان ثمة أطفال يرقصون ،
تحت المطر ، عاد الرجل إلى حلمه ،
أعاد الكرة مرات ومرات،
فوجده غير منقوص :
مطر
بلكون
و أطفال عراة
الرجل في البلكون يتفرج ،،
يتفرج على الاطفال والمطر،
وبعض المارة يركضون خائفين
مثلما الفئران
ثم لم يتوقف المطر
،
حين لسع الرجل البرد ،
رفع ياقة معطفه الصوفي ،
نظر إلى ساعته ،،
ثم ريثما رفع عينيه الى السماء
وغادر الشقة مسرعا الى السلم ،
الرجل يعبر الشارع الموالي ،
جهة الحانة ،
كان ينظر إلى ساعته ، ثم إلى السماء
كانت السماء رمادية
كان البرد جامدا
وكان ثمة رذاذ خفيف يدغدغ وجه الرجل
اقتنى مايكفي من الجعة
وعلبة دخان شقراء
ثم عاد ليعبر نفس الشارع الموالي
عاد الرجل الى البلكون الضيق
ليتأمل الرجل الذي غادر الشقة قبل قليل ،،
كان يعبر الشارع
الماء من فوق
الماء من تحت
على جسده
وبحركة جنونية
طوى المظلة في جيب معطفه الصوفي
تنصل من معطفعه ، علقه على كتفه
ثم واصل سيره جهة شقته ،
تلك التي يطل منها الان
سمع الرجل طرقا على الباب
نزل خائفا
لم يكن سوى هو
فتح عينيه وهو يحدق في عينيه بصمت
قال وقد أخذه الشوق والعجب :
- ” تفضل ”
في البلكون
هبت ريح الشمال
ثم أ مطرت برقا
رعدا
ماء
خوفا
وأطل الرجل المتقاعد من الشباك
رحل الأطفال
رحلت الشمس
رحلت العصافير
رحلت المبادئ
كل شيء قابل للرحيل تحت الشباك
فقط ،
عربة تخترق الشارع الفارغ
وثمة قمامة نسيها الزبال
وعينين صامتتين في الشباك
إذن أنت كذلك تتفق مع النقاد الثلاثة الذين كانوا في الملتقى على فكرة جنون عبد المتقي هذا الجنون الذي سميته جنونا معقلنا ، رغم ذلك أنا مصر على فكرتي و الأيام ستثبت ذلك أن العالم هو المجنون وعبد الله المتقي هو العاقل ، هكذا قرأنا لجنون الماغوط وخليل حاوي و أدونيس .... .
مودتي لك أخي عبد الله بدون حدود كم سعدت لما وجدت هذه الرسالة دائما أتحفني بمثلها سأنقلها إلى مدونتي .
التعليقات (0)