مواضيع اليوم

رجل المُستقبل وامرأة الماضي

عبدالسلام كرزيكة

2009-06-13 13:57:17

0

 

 

منذ المراحل الأولى مِن الحياة الطبيعية للرجل أو للمرأة تجدهما يحلمان بشيءٍ إسمه الإستقرار ، يعني شريك وحيد يقاسم الآخر يومياته الجميلة والحزينة ، ويشاطره حياته وما حوت (ماديا أو معنويا) مع تفاوتٍ في التركيز على هاتين النقطتين.

فالمرأة تجدها ترسم صورة خيالية لفارس أحلامها ، فتجلس أمامها تنتظر صاحبها ، والمُفارقة أن نساء القرن الحادي والعشرين تفرّدن بنظرة مُختلفة عن حقبة أمهاتهن التي كانت تتسم بشيءٍ من الرومانسية حيث كان التركيز على حياة بسيطة مع جرعة زائدة من السعادة ، فكُنّ يرسُمن صورة العريس المُنتظر على أنه رجل ووسيم يُتقن الغزل والعبارات التي تجعل قلوبهن يُرفرفن في سماوات الشجن حتى ولو كانت بطونهن خاوية وجيوب الرجل الحبيب فارغة.

أما نساء اليوم فنظرتهن اختلفت عن النظرة السابقة فأصبح العريس المُنتظر صفقة يُخططن لها وينسجن خيوطها ببراعة حتى ولو كلفهن تنفيذها الوقوف على عتبات العُنوسة في انتظار فارسٍ يملك سكنا خاصا وفخما ، وسيارة آخر موديل ، وعملا حكوميا راقيا أو من أصحاب الأعمال الحرة ذات المداخيل الخيالية ، والمشاعر هنا ليس لها أي تأثير بل إنها أصبحت موضة قديمة أستبدِلت بموضة إسمها رجل المُستقبل المادي .

أما الرجل فلا زال يحافظ نسبيا على الموروث التقليدي لأسس الزواج وإذا كان المنظور قد إختلف ، فالإختلاف لا يتعدى بحث الرجل عن إمرأة فاتنة جسديا على أكثر تقدير ، وهو منظور مشروع لأن الجمال متعلق بتحريك مشاعره بطريقة أو بأخرى ، إذن فالنظرة لاتزال معنوية بالنسبة للرجل رغم ما أطفاه على الموضوع من رتوشات.

إذن حين تقف اليوم أمام إمرأة تسألها عن مواصفات رجل مستقبلها المُنتظر تفرد أمامك قائمة بالمعايير المادية المُبتذلة ، دون أخذ في الحُسبان أنها ذات ماضٍ  بعيد كل البُعد عما تُطالب به. 

تاج الديــــن : 2009 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات