مواضيع اليوم

رجب طيب أردوغان (10 -10 )أردوغان السلطان

الدكتور صديق

2011-06-16 15:46:19

0

أردوغان السلطان
أردوغان قبض على قبس رؤى شعبه. تركيا أسيرة الجغرافيا وطريدة حركة التاريخ. هذا وطن جذعه في آسيا ودماغه في أوروبا.
15.06.2011 10:56
أردوغان قبض على قبس رؤى شعبه. تركيا أسيرة الجغرافيا وطريدة حركة التاريخ. هذا وطن جذعه في آسيا ودماغه في أوروبا. بهذه المقاربة يثبِّت أردوغان حزبه في السلطة أربع سنوات ثالثة. كلما توغل حزب العدالة والتنمية في الحكم، تحرر من سمات محافظة حملته بدءًا إلى السلطة.

أردوغان يحتفظ بسر المعادلة التركية، إذ لا ينزع ثوبه الإسلامي، بل يطوره على نسق الموضة العصرية. الرجل يحرص على ظهور قرينته المحجبة خلفه. حزب العدالة والتنمية لا يرغب في نزع جذور تركيا من تربتها الشرقية، لكنه عازم في دأبه الغربي على الانتماء لنادي الاتحاد الأوروبي.

في الطريق لتحقيق ذلك الإنجاز، يريد أردوغان تركيا قوة إقليمية، ولاعباً أساسياً في المنطقة. من هذا المنطلق يرى الزعيم التركي في فوز حزبه الانتخابي انتصاراً للقدس وغزة وبيروت والشام. صدى حديث أردوغان لا ينحصر وسط أنصار حزبه. كل الأتراك يدعمون هذا التوجه. أردوغان يستهدف بعث دور تركيا القائد في محيطها. واحد من كل تركيين صوت لصالح حزب العدالة والتنمية.

الأتراك يختارون مواصلة النمو الاقتصادي والاستقرار السياسي بانحيازهم إلى العدالة والتنمية. هم ينحازون في الوقت نفسه إلى هذا الدور التركي الإقليمي القائد. الرجل لا يجد ما يحمله على رد حديث متداول من باب الاتهام بالتماهي في دور السلطان.

على المسرح الإقليمي، لا يشكل دور أردوغان السلطاني خطراً. تركيا تنشط في المنطقة في سنواته في ثوب يحظى بجاذبية على الصعيدين الرسمي والشعبي. هي تنحاز للسلام والتقدم. أردوغان يتحرك في هذا السياق على المستويين الداخلي والخارجي. على نقيض دول إقليمية مغايرة تود نهوضاً إقليمياً لكنها موبوءة بالقلاقل الداخلية، وموسومة بإثارة التوتر في المحيط الخارجي.

وحدهم القوميون الأتراك يتوجسون أكثر من غيرهم في فصائل المعارضة إزاء طموحات أردوغان. الزعيم الجديد تفوق على سابقيه من القيادات التركية في اختطاف اللعبة السياسية من قبضة الجنرالات. الديمقراطية ظلت في تركيا حتى بروز أردوغان رهينة رئاسة الأركان. المعارضة التركية تخشى من تحول زعيم حزب العدالة والتنمية إلى دكتاتور في ثوب ديمقراطي، أو جنرال في ثياب مدنية.

استناداً إلى هذه الشعبية الطاغية، يندفع أردوغان لتحقيق غايات يصنفها خصومه ضمن الطموحات الذاتية أكثر من كونها خطوات إصلاحية. المعارضة تشتبك مع العدالة والتنمية في المرحلة المقبلة على قضية التعديلات الدستورية.

قادة المعارضة التركية يرون ذهاب أردوغان إلى استثمار التعديلات المقترحة بغية تنصيب نفسه رئيساًَ للجمهورية، إذ لم يعد يكتفي برئاسة الحكومة. أردوغان يستهدف تغيير الجمهورية التركية إلى نظام رئاسي. هؤلاء يحذرون من مجاراة زعيم العدالة والتنمية في طموحاته، ويريدون الفصل في ذلك بين الخاص والعام. بفضل كاريزما يتمتع بها وقدرة استثنائية على الخطابة يستقطب أردوغان قاعدة شعبية واسعة.

هذه مزايا شخصية رفعت مكانته إلى جانب إنجازات حققها على الصعيد السياسي في سنواته الثماني. غير أن طموحه الذاتي جعل منه زعيماً مدنياً أقوى من رئيس الأركان وربما مشروع سلطان. زملاؤه في قيادة حزب العدالة والتنمية يعترفون بنزعات أردوغان التسلطية.

الزعيم تدخل في قوائم مرشحي الحزب في الانتخابات الأخيرة فعزل من لا يريد وفرض من يود. بعض أعضاء الحكومة يتذمرون من انفراده بقرارات من دون الرجوع إلى المؤسسة.

علاقة أردوغان مع المؤسسات الإعلامية يسودها التوتر الذي يبلغ أحياناً مرحلة الحرب. أكثر من سبعين صحفياً دخلوا السجون التركية على عهده.

ربما على أردوغان إعادة التفكير في مشروعه السياسي في هذه المرحلة خاصة بعد خسارة فرصة تحقيق الأغلبية البرلمانية، لتفصيل دستور رئاسي على قامته

عمر العمر- البيان
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !