رجال الدين و خطرهم الماحق لمستقبل البشرية !!
الأديان السماوية بنيت جميعها على توحيد الله "كخالق وحيد" و "رب أوحد" لجميع الخلق ، لذلك رددت هذه الكلمات على ألسنة كافة الأنبياء و المرسلين عليهم السلام L(" أعبدوا الله مالكم من إلاه غيره ") و برأ الله كافة أنبيائه و رسله عليهم السلام أن يكونوا قد دعوا الناس يوما لعباداتهم هم أو إتباعهم لذواتهم البشرية بل أمروا أن يتبعوا هم أنفسهم الوحي المعجز الذي كان الله يوحيه إليهم في آيات بينات معجزة مبرهن عليها أنها منزلة من لدنه وهو العزيز الحكيم الذي يعلم الغيب و يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور ...
و "يذكروا" أقوامهم بضرورة إتباع ما أنزله الله من أوامر و نواه و إخلاص العمل لله وحده دون سائر الخلق !!... قال تعالى مبرئا رسله عن الدعوة للإشراك به بإتباع أقوالهم البشرية : ( ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ( 79 ) ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون ( 80 ) ) / سورة آل عمران /
لذلك حرصوا عليهم السلام جميعا أن لا يدون في حياتهم "غير الوحي المعجز" المنزل عليهم من الله عبر الملائكة أو الذي أوحاه الله إليهم مباشرة من وراء حجاب .. لكن أتباع الديانات السماوية من أهل الكتاب ، كانوا في معظمهم يلجئون إلى تدوين كلمات أنبيائهم بعد مماتهم جنبا إلى جنب مع "كتاب الله المنزل / الوحي" ، و حينها يبدأ الخلط بين" الوحي" و "اللاوحي " بين "أنوار الله و آياته البينات" لعباده و بين "اجتهادات الأنبياء " و المرسلين كبشر في تنزيل وحي ربهم إلى دنياهم و دنيا أتباعهم بما تمليه عليهم ظروفهم الحضارية المعيشة و واقع أقوامهم المتغير ، ما ينتج عنه خلط مشين بين كلام الله المعجز الأزلي الصالح تنزيله في دنيا الناس "في كل زمان و مكان"و بين كلام الأنبياء و الأحبار و الرهبان و الفقهاء ... الذين يكون كلامهم في المطلق "نسبيا : وليد ظرفه الزماني و المكاني" ، ما يحوله إلى "أكنة و حجبا في أذهان الأتباع تحول بينهم و بين الاستنارة بكلمات الله و أنواره ..!!
و هكذا تدلهم الدروب أمام الناس بين مستمسك بالوحي الإلهي المعجز المنزل في التوراة و الإنجيل و القرآن ، ما يجعل الله وليهم يخرجهم من الظلمات إلى النور و بين مستمسك بـــــ"سنن نبوية بشرية" تتحول بمرور الزمن إلى حجب و أكنة تمنع معتنقها و المؤمن بها إلى أعمى يعيش في ظلمات بعضها فوق بعض ... إذا أخرج يده لم يكد يراها و من لم يجعل الله له نورا فماله من نور ...!! فيرتكب هؤلاء "التبع" من رجال الدين و أتباعهم و مناصريهم مختلف الموبقات و يتحيزون إلى مختلف المظالم ، و يجرمون في حق أنفسهم و حق غيرهم ، و يصبح وليهم الطاغوت و الشيطان ، فتزداد الحجب سمكا و كثافة كلما أمعنوا في الاستمساك بأقوال البشر ، معتقدين أنهم يحسنون صنعا و قد ضل سعيهم في الحياة الدنيا.. !!
لذلك شكل رجال الدين و أتباعهم عبر مختلف أحقاب التاريخ البشري أكثر الناس ظلما و إجراما و "ظلامية" و بعدا عن الاستفادة بأنوار الله المفصلة في التوراة و الإنجيل و القرآن .!!
التعليقات (0)